* سقط الهلال في ملعبه ووسط جماهيره وخسر امام النجم (1|2) في الجولة الرابعة لمجموعات ابطال افريقيا، وعملياً يمكننا الان القول ان ازرق السودان اقترب بنسبة كبيرة من وداع المسابقة بعدما منح بطاقة التأهل الأولى الى منافسه التونسي..
* نقول ذلك ونذّكر بما تناولناه في هذه المساحة قبل لقاء السبت عندما اكدنا حقيقة ان النجم لا ولن يكون امامه غير الفوز على الهلال لان تغلبه على ضيفه بلاتينيوم في تونس بالجولة الاخيرة يبقى مسألة وقت ليس الاّ.. قلنا ذلك لان النجم لا ولن يفكر في الحصول على اي نقطة امام الاهلي في القاهرة بالجولة الخامسة..
* وعملياً فان النجم حجز بطاقة الترشح الأولى من هذه المجموعة لانه وصل الى النقطة التاسعة ولا تزال له مباراة اخيرة امام بلاتينيوم (حصالة المجموعة والذي ودع السباق) ستقام في الجولة الاخيرة بتونس.. ما معناه ان النجم حتى ولو خسر في القاهرة فان باستطاعته الوصول الى النقطة الـ(12) بهدوء وبدون اي ضوضاء..
* المؤسف حقاً ان الهلال خسر على ذات الطريقة المحفوظة والتي دائماً ما تحدث للفرق السودانية امام اندية شمال القارة (تونس ـ الجزائر ـ المغرب ومصر) حيث استفاد النجم من الهفوات البدائية الساذجة التي ظل يقع فيها اللاعب السوداني ويكررها على الدوام..
* وبالعودة لتفاصيل الاخطاء الساذجة التي وقع فيها افراد تشكيلة الهلال بداية من عمار الدمازين ومروراً بالشغيل وانتهاء بسليم ووليد الشعلة سنجد انها مسنودة بما حدث من شحن زائد للاعبين من جانب الاعلام (اذاعات ـ قنوات فضائية ـ صحف رياضية، ومواقع الكترونية) وبالتحديد عقب فوز الازرق في تونس وحتى أول أمس..
* ولأن لاعبنا السوداني ضعيف من الناحية النفسية، ولا يملك اي قابلية لتحمل مثل تلك الاضواء الخرافية وعبارات المدح التي حاصرته من كل جانب كان لابد له ان ينهار ويمارس السقوط.. وكيف لا وكل لاعب من لاعبي الهلال قد وجد نفسه (ميسي زمانه)..
* حتى بعد التقدم بالهدف الاول عن طريق وليد الشعلة سنجد ان الفريق الضيف استعان بكل الهدوء، ولم تظهر اي علامات ارتباك او رعب كما هو الحال بالنسبة للاعبنا.. وهنا فان السبب يرجع الى الاعداد النفسي المتقدم المسنود بالتدرج في المراحل السنية..
* انه الفارق الذي جعل فرق شمال القارة الافريقية تفرض نفسها وتتربع على عرش بطولات الكاف خلال السنوات الاخيرة، وفي نفس الوقت تظل انديتنا تفوز مرة كل عشر سنوات على فرق الشمال عن طريق الصدفة ولا شئ سواها..!!
* مشكلتنا الاساسية ان جل عشاق الكرة بالسودان يصدقون ما يتحقق من انتصارات بالصدفة على شاكلة ذلك الذي حققه الهلال على النجم في تونس قبل اسبوعين وقبلها على الاهلي في القاهرة قبل سنوات ويعيش عليها هواة التطبيل لسنوات وسنوات..!!
* تلك المباريات والنتائج الفجائية لا تعتبر بطولات، ولعل ابتعاد انديتنا بما فيها الهلال عن منصات التتويج مسنود بغياب العمل المؤسسي سواء في محيط اللاعبين او المدربين او حتى الاداريين والاعلام والذي نجد انه مسنود بالعاطفة ولا شئ سواها.
* لن نتحدث عن خطأ عمار الدمازين، ولا ما وقع فيه الشغيل، ولا الفرص السهلة التي تبارى على اهدارها وليد وسليم، ولا حالات الشرود الذهني التي ظللنا نحذر منها قبل لقاء الهلال امام النجم في تونس.. فقط سنحصر حديثنا في الوضع الغريب الذي وجد فيه الهلال نفسه حيث صار لزاماً عليه الفوز على بلاتينيوم والاهلي لخطف شارة العبور..!!
* لقد فرّط الهلال في أسهل فرص الاقتراب من العبور، وبعد ما تقدم عاد ليخسر النقاط الثلاث، وفجأة اكتشف العشاق وافراد الفريق وجهازهم الفني والادارة والاعلام بما فيهم القناة الزرقاء ورددوا بصوت واحد (فيما يدور.. سروقوا عبدو) وصار الموقف أصعب من ذي قبل.. اي نعم ان ما حدث يتطابق مع السرقة التي لا يحس بها اي انسان..!!
* تخريمة أولى: منذ اليوم التالي لفوز الهلال في تونس على النجم تابعنا التحول الخرافي في تعامل اجهزة الاعلام مع الحدث، وصار من الطبيعي ان تفتح اي اذاعة او قناة النادي الفضائية، او غيرها من الاصدارات المتعصبة وتجد مليئة بعبارات المدح والاشادة بلاعبي الازرق، ومع اقتراب موعد لقاء السبت تضاعف الاهتمام وبصورة غريبة وعجبية ولدرجة اشفقنا فيها على من سيتم الدفع بهم كأساسيين في التشكيلة ولمعرفتنا بنفسية لاعبنا لم نتعجب من السقوط والهزيمة..!!
* تخريمة ثانية: يمكننا القول ان الهزيمة لا ولن تكون نهاية المطاف بالنسبة للاعبي الهلال الذين بالامكانهم ان يتمكنوا من الحصول على النقاط الست للمباراتين المتبقيتين لكن ذلك الحديث يظل من الاحلام البعيدة عن الواقع خاصة وان اللقاء الاخير سيكون امام الاهلي الذي لا يقل عن النجم في شئ هذا اذا لم يكن متفوقاً عليه..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.