صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

في ذكري رحل الفيتورى راقص المراثى الحزينة !

147

راى حر
صلاح الاحمدى
في ذكري رحل الفيتورى راقص المراثى الحزينة !
ّّ………………………………….
يرقص ورقصته الحزينة القاسية .يصغى مثلما يشاء.يغنى للجنون .يعترف .يمطر كالفجر الرمادى .يشهد العصر وضده يتحرك فى حدود المراثى .لا يرى امامه سوى القتل والهزيمة .ينظر صوب بلاده بحب.ينشد لها ’يختفى فى دهاليز الفجر ولا يلتقى الا بوجه المختفى ابدا فى الليل ’
هذا هو محمد مفتاح رجب الفيتورى وفى اقوال شاهد اثبات مجموعته الشعرية ا التى صدرت فى بيروت .انه راقص حزين للهزيمة الحزينة
غير انه فى هذا الرقص السر الموقع يسبح فى اطار شمولى هو القصيدة العضوية المترابطة ’حتى لو انفصلت او تقاطعت احيانا لتكون مرثية الموت او اغنية هادئة للحب .
فبين المرثية والاغنية شكل واحد نفس واحدولغة واحدة ’ان الشاعر محمد الفيتورى فى قصائد المجموعة الوحدة يتحرك فى ياسه وفى صمته ليبث الشعر حميما وموحيا قويا هادئا موقعا مرسوما بلغة الغضب والثورة وكل ذلك من السيطرة على العالم الذى هو منه محدثا او عرافا شاهدا او لاعنا لفترة الهزيمة الموحلة واذ
يتعالى بث الفيتورى الجحيمى يتعالى صوت الموت والمراثى فى اقوال شاهد اثبات .لان قصائد المجموعة كتبت كما هو واضح دفعةانفعالية واحدة وجو ماساوى واحد
لذلك جاءت سيفونية شعرية يلتقى فيها المد والجزر وتغلفها اللغة الوحشية بحروفها ودلالاتها العديدة
ان الفيتورى فى اقوال شاهد اثبات شاعر جحيمى يسلط ناره على المرثية والاغنية كي يشهد على عصر الاهزيمة والانتكاسات العربية ومن قوله:
ولهذا اغنى لمن سيجيئون يوما
ويمشون فوق عروش الهزيمة ..
قبل ان تساقط رايات جيلى ..ولهذا اغنى …
واكتب مرثية الساقطين على الدرب قبل رحيلى
الفيتورى فى (اقوال شاهد اثبات )يترك الشعر المجانى ليتعمد بالناس اجمعين ..انه هنا شاعر منفى كجميع الشعراء الرؤياويين
نافذة
الفيتورى :فارقتنا غير هاجر وودعتنا وما انت بتارك فمعنا بالعقل والقلب تعيش .
نشات صلب الراى معتمدا كجبل مرة فى بلادى .
ما ان يخطر لك فى حومة الحق خاطر وان يطلع لك فى ساحة الواجب راى تؤمن به الا ونشبئت به بعناد واصرار وليذهب بعد ذلك كل منغم .
حسبك من شرف المواقف انك استلبت قلمك من اضلع دارفور وخططت بمدادالعزة والاباء شعرا للوطنية السودانية
عبر مجالات توقها الى اجتياز الحدود .
حسبك انك لم تتقاعس ولم تتخذ من الماضى الهالك روح التخاذل فطفت خلال الزفات تبحث عن واولئك الذين طواهم الليل فرايت عيوانهم المتوقدة ووجدت فى افئدتهم الخط الذى تحب فنفحت عن روحك فيهم روح الثورة فكانت الشرارة الاولى والامل النير الذى شع بعد ليل الهزيمة النكراء
نافذة اخيرة
الفيتورى انك من الارض المعطاءة لم تتوقف عند حد الكلام بل ولجت الى عالم الفداء والاستشهاد لتساهم فى تغلب الخير على الشر والحق على الباطل .
يا الفيتورى انت والنبع صنوان عهدا على العطاء دون انقطاع .
وان كان قد جف مداد يراعك ونضب نبع عطاتك فهناك من يحمل الراية من بعدك فنم مطمئن البال قرير العين مع الصالحين والابرار الخالدين .
خاتمة
الفيتورى :لم نبكيك لان ذلك يحط من قدر اعمالك العظيمة وينال من كرامتك .لن نبكيك لانك سفر ينضج بالعزة والكرامة ونكران الذات لن نبكيك بل سنتضرع اريج ذكراك عبر كلمات الباقية الخالدة فى وجداننا
اسمك استقر فى سجل الشعراء الخالدين القلائل فقد شربت كاس فداء الوطن
لقد علمتنا يا محمد مفتاح رجب الفيتورى ان لا نسقطبل ننهض كلما سقطنا وانا على الدرب لسائرون.,

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد