كورة سودانية – أبوعاقله أماسا
* الصحفي الأوغندي الصديق أندرو جاكسون يكرر كل مرة عبارة (السودان من بلدان كرة القدم الكبيرة).. ويعدد المزايا التي دفعته لقول ذلك، ومنها أن لديه فريقين تأهلا لمجموعات الأبطال للمرة الثانية على التوالي، وهو إنجاز يصعب على أي دولة من دول شرق ووسط أفريقيا، فضلاً عن السجل الجيد في منافسات القارة، ولقب وحيد في الأمم، ولقبين في سيكافا للمنتخبات ولديه شعب عاشق لكرة القدم ممارسة وشغفاً وتشجيعاً.. وكل مايقوله أندرو نبصم على صحته بالأربعه، ولكن محمد أحمد السوداني صاحب المزاج الحاد يقول: نحن ماعندنا كورة ولا يحزنون..
* في قائمة المنتخب الأسترالي ثلاثة من أصول جنوب سوداني، وفي قائمة سويسرا واحد، ومع منتخب قطر لدينا ثمانية تقريباً، وفي أستراليا نفسها لدينا عشرات المميزين في المراحل السنيه، ولكنهم سبلعبوا لتلك الدول التي قامت برعايتهم وإنجاحهم، وفي كل دول الخليج لدينا أعداد من أبناء المغتربين يتألقون مع الأكاديميات وينمو غرسهم في بيئة تجيد إحتضان المواهب وتنميتها وتقديمها إلى عالم النجومية…
نحن شعب زاخر بالمواهب إبتلاه الله بحكام فاشلين وفاسدين، عندما فكروا في الإهتمام بكرة القدم وإنشاء مدينة رياضية قضوا فيها ربع قرن من الزمان ومازالت في طور التجهيز.. بدأت منذ أن كانت الدواب والحمير تجوب شوارع الدوحة وأبوظبي وحتى استضافت قطر كاس العالم ولم تكتمل مدينتنا الرياضية التي تقلصت إلى إستاد أوليمبي.. والدليل على ذلك لو راهنا على مائة صبي من المشردين في حواري أمبده وغرب الحارات وابتعثناهم إلى مدارس وأكاديميات في أوربا، وأنفقنا عليهم فقط قيمة المهرجانات الفارغة التي نتبناها، لحصلنا على منتخب قوي بعد أقل من عشر سنوات.. ولكننا نعشق اللت والعجن في كل شيء.. ومع سلوك الساسة وإدارات كرة القدم سنظل نستنشق مياه الصرف الصحي المتفجرة في العاصمة، ونتفرج على تلك الطفولة البريئة وهي تهرب من مناطق الحرب إلى تخوم المدن لمواجهة مصيرهم المجهول..!!
* في قطر قيادات تصنع الإعجاز والإنجاز.. وعندنا هنا قيادات تقتل الفرح والمرح والموهبة.. لذلك يجب أن نستمتع بنجاحات القطريين ونشجعهم ونعترف لهم بالفضل لأنهم وضعوا الأمة الإسلامية في الريادة والقيادة.. وملأتنا عزة في هذا اليوم التأريخي، كان بإمكانهم إنفاق هذا المبلغ الضخم (٢٢٠) مليار دولار في تأسيس ترسانة أسلحة تجعل الدولة من بين الدول المهابة.. ولكنهم فضلوا إنفاقها في هذا المشروع لترسم صورة حديثة للأمة الإسلامية،وبدلاً أن تكون (مهابة) أصبحت (محبوبة)..فهنيئاً لهم بالحب..!!
* ولا ننسى أن نحزن على حالنا، كشعب سوداني مهدور لا يعرف قيمته ولا يثق في قدراته وإمكانياته…
قد يعجبك أيضا