صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قطَـار الخَامسَة مَسَـاءً يَأتِي عند التّاسِعَـة!!

59

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

قطَـار الخَامسَة مَسَـاءً يَأتِي عند التّاسِعَـة!!

ترهقني جداً المفاهيم المغلوطة عندما تسود، ويعكرني الغلط عندما يصبح ظاهرة يستحسنها الناس، وأعجب ونحن في هذا العالم المفتوح والذي أصبح قرية أو غرفة، بدون أبواب وبدون جدران كمان، أن يخرج علينا في عصر الانفتاح والدعوة لحرية الإعلام وعدم التقيُّد بالجنسية أو الحدود أو الجغرافيا أو التاريخ أو العرق أو الدين، أن يخرج علينا بعض من يتوفّـر فيهم الوعي والفهم وهم يحجرون على شخص أن يتحدّث عن الهلال من منطلق عرقي، فقط لأنه مصري عليه أن لا يتحدّث أو يكتب أو يصنع مُحتوىً عن الهلال، ونحن نعطي لأنفسنا الحق كاملاً، كيفما نشاء أن نتحدث عن برشلونة وريال مدريد وليفربول والأرسنال وبايرن ميونخ ويوفنتوس وميلان والهلال السعودي والأهلي المصري بالكيفية التي نريد حباً أو كرهاً ـ في السودان صدرت صحيفة رياضية معنية بريال مدريد وأخباره ومقالاته وتقريراته وتحليلاته، وصدرت أخرى متخصصة فقط في برشلونة وكأننا جزءٌ من ولاية كتالونيا، لماذا ونحن نأمل أن يصبح الهلال فريقاً عالمياً نريد أن نفرض عليه حجاباً وحصاراً ونضع حوله حجراً، يمنع كل من هو غير سوداني أن يتحدّث عن الهلال وأن لا ينشأ صفحة عنه.
الهلال بحرٌ يغطي الجميع، وخيره يصل للقريب والبعيد، لا خصوصية ولا حِجر فيه. مجلس الهلال لا يملك منع أحد ولا يستطيع أن يعطي هذا الحق أو يمنعه عن أحدٍ وإن كان سُودانياً وكان كارهاً وناقداً للنادي، فكيف تريدون أن تمنعوا ذلك من أجنبي لا قيود لكم عليه، ولا سلطة وهو محبٌ للهلال وداعٍ له.
إدارة الفيس يمكن أن تبلغ لها عن بعض الصفحات إذا كانت تنشر خطاباً للكراهية أو كانت تدعو لازدراء الأديان أو كان فيها شئٌ يستحقر الألوان والأعراق، ويدعو إلى عنصرية، ولكن لا تستطيع أن تغلق صفحة لأنّ صاحبها أجنبي وهو يتحدث عن الهلال السوداني.
برشلونة لا تستطيع أن تغلق صفحة مُحتواها كله عن برشلونة، لأنّ صانع المُحتوى إنجليزي، بل لا تستطيع برشلونة أن تغلق صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وإن كانت ناقدة ومهاجمة لها.
لو في صفحة إسرائيلية، صاحبها يهودي ومُحتواها عن الهلال السوداني لا تملك أن تمنعه عن ذلك. هل تستطيع أن تمنع الهواء من أحدٍ؟
عندما كنا نكتب في الصحف الورقية قبل ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، كنا نقابل الظواهر السالبة بقوة وننتقدها بقسوةٍ، أو هكذا كنا نظن، وكان هذا الأمر ميسراً عندنا ولا مشقة لنا فيه، وعندما ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي أصبح للظواهر السالبة أنصار وحماة ودعاة، والغلط أصبح له أنيابٌ ومواجهته أصبحت تنذر بالخطر وتعرِّض الشخص للإرهاب والسباب والشتيمة، مع ذلك فلن نيأس ولن نفتر وسوف نظل نُواجِـه المفاهيم الغلط ولو عرّضنا ذلك للهلاك.. ولا بنجامل فيما نحسبه خطأً حتى لو أدخلنا ذلك في صدام مع من نحب، هذا أمرٌ مفروغٌ منه.
الغلط والصاح لا نحدده نحن، لكن هنالك مبادئ عامة لا اختلاف حولها.
إني لأعجب ونحن في هذا العصر أن تقوم كل هذه الثورة بسبب دعوة أو بطاقة إعلامية من اتحاد الكرة السودان، أو من الهلال، وُجِّهت للمصري يوسف والذي اشتهر باسم صفحته (عراف الجماهير)، ورغم أنّ يوسف شابٌ صغيرٌ في السن إلا أنه استطاع أن يضع بصمته وأن يكون له صوتٌ في مواقع التواصل الاجتماعي، لا أدري لماذا يقلق البعض عن ذلك والهلال ليس مؤسسة عسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير، الهلال للجميع، لكل من في الأرض هذا شئٌ يزيد من فخرنا ولا ينقص من الهلال في شئ.
إنّ حضور أيِّ إعلامي أجنبي أو تغطية أيِّ مواطن لدوري النخبة السوداني ونحن في هذه الظروف الصعبة أمرٌ يجب أن يُفرحنا ويسعدنا وهو شئٌ يحمد عليه وهو أمرٌ نحتاج له في ظل العزلة التي يعيشها السودان.
الرياضة السودانية بما فيها الهلال والمريخ تعاني من هجرة الأجيال الجديدة لها، فقد هجرها معظم الشباب الذين هم في سن يوسف (عراف الجماهير) وأصبحوا ولعين بمتابعة الدوريات الأوروبية، بل إنّ الدوري السعودي أصبح يجذب أنصار الشباب في السودان، فكيف لنا عندما نجد صوتاً مصرياً أو صفحة مصرية مهتمة بالهلال ومتابعة لنشاطه، نهاجم وننتقد ذلك، لماذا يغضبنا ذلك ونعترض عليه ونحن نحتاج لكل منبر ولكل صفحة، خاصةً إذا كانت تلك الصفحة تقدم مُحتواها بحب.
إني في حاجة أن أكرِّر إلى أن الهلال ليس مِلكاً لأحدٍ ـ هو مثل الماء والنار والكلأ متاحٌ للجميع، ويجب إذا كنا نبحث عن العالمية أن نجتهد من أجل إثبات ذلك.
قد يأتي يومٌ وتسمح اللوائح والقوانين بالاستثمار في الهلال ويمكن أن يكون الهلال مملوكاً لشخص أو أشخاص، ويمكن أن يأتي عصرٌ ويصبح المستثمرون في الهلال أجانب، هل إن حدث ذلك سوف نكسر أقلامنا ونغلق صفحاتنا ومنابرنا ونترك الحديث عن الهلال، إنّ من يملك الهلال إذا حدث ذلك مستقبلاً لا يستطيع أن يمنعنا من ذلك، فكيف لكم وأنتم بطاقة عضوية في نادي الهلال لا تملكونه أن تحددوا للناس مَن يكتب عن الهلال ومَن لا يكتب، ومَن تُقدّم له دعوة ومَن لا تُقدٍم له، هذه عقلية عقيمة، أعجب منها واستغرب، ونحن نشاهد أندية عالمية مثل باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشسر سيتي لا يملكون ملاك الأسهم فيها أن يصادروا حق شخص في الحديث عنها رغم أنّ تلك الأندية تمتلك علامات تجارية مُسجّلة.
أندية كرة القدم مهما كان تاريخها أو حجمها هي مرتبطة وملتزمة بلوائح دولية، الهلال محكومٌ بقوانين الفيفا وهو نادٍ يسير بلائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو عضو في تلك المنظومة، كيف تريدون من نادٍ تحكمه (الفيفا) أن يُدار بعقلية فرق الحِلّة التي لا يحكمها اتحادٌ ولا لائحةٌ… كيف تريدون من الهلال أن يُدار بعقلية الدافوري السوداني الذي لا نخرج منه في كثير من الأحيان إلا بالغبار والغلاط والجدل.
إنّ الحديث عن تربح (عراف الجماهير) من صفحته بفضل الهلال هو حديثٌ مضحكٌ، وإن تربح فإن هذا تربح لا يمنحه له مجلس الهلال، هو تربح إن حدث يحدث بفضل المتابعين له، ومن جمهوره هو لا جمهور الهلال. إذا كنت معترضاً على ذلك فلا تتابعه. الصفحات التي لا تتابع تموت تلقائياً.
إذا استطاع أي فرد أن ينشأ جمهوراً أو متابعين له وتربح من ذلك، فإنّ ذلك الأمر يُحسب لقدراته هو ولإمكانياته وما يقدمه من طرح ومُحتوى بغض النظر عن النادي أو الكيان الذي يتحدث عنه في مُحتواه. من ثَمّ فإنّ عراف الجماهير إذا أراد التربح، فالأفضل له أن يُقدِّم مُحتواه هذا عن الأهلي المصري وهو في الأصل كان “أهلاوي”، ولكنه فضّل الهلال متجاوزاً الفهم الضيق المبني على الجغرافيا والعرق، ولا شك أنّ العراف كان سوف يجد أرباحاً أكبر إذا كان مُحتواه عن الأهلي، لأنه يتحدث عن الأهلي المصري في دولة شعبها أكثر من ثلاثة أضعاف الشعب السوداني، إلى جانب أنّ المصريين أكثر منا تعاملاً مع مواقع التواصل الاجتماعي وخدمة الإنترنت عندهم أفضل.
إذا استطاع العراف أن يوجد متابعين له في السودان وهو غريب عنهم، فإنه أسهل له من إيجاد متابعين له في مصر وهو ابنها.
إنّ أيِّ أرباح أو أموال تأتي لصاحبها من الإعلام، يبقى هو مستحقاً لها، إنّ الأرباح لا تتحقّق من فراغ والثمن الذي يدفعه الإعلامي أو صانع المُحتوى لكي ينجح ويربح أموالاً ثمنها غال، إذ يعاني صاحب المُحتوى من الضغوط ويحتاج دائماً إلى أن يكون مُتابعاً وحاضراً، هذا أمرٌ يتحقّق على حساب الصحة والعافية والمزاج والهوى، ولا يستطيع أيِّ إعلامي أو صانع مُحتوى أن ينجح، إلا إذا كان يفعل ذلك بحب، وما يتعرّض له عراف الجماهير وتحمُّله للكثير من الانتقادات والاعتراضات لا يمكن أن يتحمّلها شخصٌ إن لم يكن يحب ما يفعل ومؤمناً بما يقوم به، وإن كان ما يقوم به يعود إليه بملايين الدولارات.
أنا أعمل في الإعلام منذ سنوات وأعرف إنِّي إذا أردت الراحة وإذا أردت المال عليّ أن أهجر الإعلام وأترك هذه المهنة التي لا نجد منها غير المتاعب والهجوم والانتقاد.
مع ذلك، فإنّنا سعداءٌ بما نتعرّض له من متاعب ومضايقات، رغم أنّ الإعلام أصبح يقوم على تقديم خدماته بدون مقابل، الإعلام أصبح عملاً تطوعياً لا تجني منه أموالاً.
إن الشئ الوحيد الذي أصبحنا نجنيه من الإعلام هو التعب، لن يصرف لك غير المُعاناة.
بعض الزملاء الإعلاميين اعترضوا على البطاقة التي قُـدِّمت للعراف لمشاهدة دوري النخبة، وحُرموا هم منها وهم أحقٌ بها منه حسب وجهة نظرهم، واحسب أنّ هذا الأمر يُخضع لتقديرات لا يمكن ضبطها، لأنّ كثيراً من الذين يستحقون الدعوات لم تُقدّم لهم الدعوة حتى وإن لم تقدّم الدعوة للعراف، هذا الأمر سلوكٌ عامٌ، لا نستطيع تقويمه بالهجوم على العراف، كما أنّ أغلب الصفحات والمنابر في مواقع التواصل الاجتماعي هي عبارة عن صفحات شخصية لا أقول إنها تفتقد بصورة عامة للمهنية، لكن ينقصها الانضباط المهني، لذلك الدعوات تُصدر من الجهات التي تقدِّمها للأفراد من منطلق (العلاقات العامة) وصاحبي وصاحبك، وأيِّ شخص وصلته دعوة ـ العراف أو غيره وصلته عن طريق تلك (الصحبة)، الإعلام في السودان خاصةً بعد أن تحوّل نشاطه لمواقع التواصل الاجتماعي أصبح إعلام (علاقات عامة)، وهذا أمرٌ لا يمكن أن نترك فيه (الفيل) ونطعن (ظله). المشكلة ليست في العراف، شوفوا مشكلتكم وين؟
مع ذلك فإنِّي أجد مبرراً مهنياً لدعوة العراف، لأنّ المرحلة والظرف الذي يعيش فيه السودان يحتاج إلى صوت أجنبي ليعكس الواقع الذي ندعي نحن السودانيون أنه أصبح مستقراً. نحتاج لأيِّ صوت بغض النظر عن تأثير الصوت أو قيمته، نحتاج لصوت يخرج من الناس ويعود إليهم.
لا نحتاج إلى إعلام رسمي، مثل هذا الانطباعات يثبتها الإعلام الافتراضي، فنحن نريد أن ننقل صورة عن السودان بصورة تلقائية وغير رسمية أو تقليدية، وهذا يوجد عند صُنّاع المُحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي.
لا أرى غضاضةً في أن تُوجّه الدعوة للعراف لمتابعة مباريات النخبة السوداني، ولو كنت أملك بطاقة شخصية لقدّمته له وآثرت العراف على نفسي، وذلك لسبب بسيط، وهو أن مصر الذي نعترض على منح إعلامي واحد منها بطاقة دعوة يتواجد فيها أكثر من 10 ملايين سوداني، هؤلاء من ناحية مهنية بعيداً عن الذوق والكرم والأعراف السودانية، يستوجب أن يكون لهم ممثلٌ في الدوري السوداني من جنسية البلد التي يتواجدون فيها. 10 ملايين سوداني بعضهم دخل بصورة شرعية وأغلبهم دخل بصورة غير شرعية، يشاركون المصريين في كل شـئ، في الخُبز والكهرباء والسكن والمترو، ويجدون من أهل مصر التقدير والاحترام، ونعترض نحن على بطاقة دعوة قُـدِّمت لواحد منهم!!
نحنُ في السودان عندنا الكثير من السلبيات علينا أن نغيرها، وقد أفرزت سلبياتنا تلك هذه الحرب التي لم نتعلّم منها بعد.
طبعاً سوف أسمع من يقول إنّ المصريين استفادوا من التواجد السوداني في مصر، وهو أمرٌ لو انعكس علينا في السودان، فلن نقبل بالوجود المصري في السودان حتى لو كنا مُستفيدين منهم، كما أنّ الجهة التي قدّمت الدعوة للعراف هي أيضاً تحسب استفادتها من ذلك، يعني الدعوة لم تُقدّم سهواً أو عبطاً.
الذي أراهن عليه أن كل الذين اعترضوا على عدم تقديم دعوة لهم، في حين تقديمها للمصري عراف الجماهير، إنهم كانوا ينتظرون تقديم الدعوة لهم ليعتذروا عن تلبية الدعوة لأنهم غير فاضين، ولأنّ الوقت غير مناسب، فنحن الدعوات عندنا تُقدّم للاعتذار عنها والتباهي بعد ذلك بالاعتذار وعدم الفراغ.
أحسب أنّ الدوري السوداني في هذه الظروف في حاجة إلى أن يُقدِّم دعوات لكل من يهتم به من الجنسيات الأخرى غير السودانية، حتى يعكسوا صورة جيدة عن السودان، فلماذا نُشوِّه الصورة بهذا الاعتراض الذي لا يخلو من غلٍّ؟!
الطريف أنّ بعض من اعترضوا من الزملاء لا تُحظى المادة التي يكتبونها على صفحاتهم من متابعة 10 أشخاص، ويعترضون بعد ذلك على صفحة يتابعها الآلاف، رغم إنّهم يقدمون نفس المُحتوى عن الهلال.
هل تعلم أنّ المستشار تركي آل الشيخ، عندما أراد أن يحدث نقلة إعلامية في الدوري السعودي استعان بإعلاميين ومحللين مصريين، بل وصُنّاع مُحتوى منهم ومنحهم أجوراً أكبر من أجور السعوديين، ولم يغضب محللون في قامة صالح النعمة وسعيد العويران صاحب أجمل هدف عربي في المونديال.
والحرب المشتعلة الآن في السودان تعتمد فيها أطراف النزاع على صُنّاع المُحتوى الذين أصبحوا جزءاً أساسياً في إدارة الحرب.
ترامب عندما سُئل عن سبب نجاحه في الانتخابات الأمريكية، قال إنّ صُنّاع المُحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي الذين هم في سن عراف الجماهير كانوا سبب نجاحه في الانتخابات، وقد رد الفضل لابنه لأنه يحسن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي. ويقال في ذلك (كان بارون ابن ترامب شخصية غير سياسية خلال رئاسة والده الأولى، وجذب انتباه وسائل الإعلام على الرغم من محاولات ميلانيا إبعاد ابنها عن السياسة. أظهر ترمب اهتمامًا بكرة القدم خلال ذلك الوقت، حيث وقع عقدًا مع أكاديمية دي سي يونايتد كلاعب خط وسط).
استاد طرابلس الدولي عندما اُفتتح، قُدِّمت الدعوات لإعلاميين عرب، وصُنّاع مُحتوى، وتم تجاهل أسماء كبيرة في الإعلام الليبي.
العالم يتّجه نحو ذلك، علينا أن نعي هذا الأمر، وأن لا نظل بتقليديتنا القديمة.
يجب أن نتحرّر من تقييم الناس باللون أو الجنسية، هذه الأمور علينا أن لا نقف عندها، عندما كتبت عن سامر العمرابي وهو إعلاميٌّ سودانيٌّ عكس صورة مُشرفة عَنّا، غضب الكثير من الهلالاب، ولا يعنيني غضبهم في ذلك، لأنّي لا أرى نجاحات الشخص من خلال لونه الرياضي، الإخوة في صفحة الهلال نيوز قالوا هل يجامل عبد الماجد زميله العمرابي؟ ولو كنت أجامل فإن الأفضل لي أن أجامل جمهور الهلال وأهاجم سامر العمرابي لأنال رضاءهم، لا أن أفعل العكس وأجامل شخصاً على حساب الجمهور الذي أنتمي إليه.. من بعد فإنّ مجاملة زميل يقتضيه الحال عندي، خيرٌ من تملق الجمهور أو القراء.. الكاتب الذي يتملّق القراء هو الأسوأ عندي في سوبر ماركة الكُتّاب والصّحفيين. والكاتب الذي يكتب لإرضاء الجمهور لا يُعَمّر طويلاً.
هذه النظرة الضيِّقة التي تحسب التقييم والتمييز في اللون والجنسية لا أنظر لها، كما أنني أرفض أن أقيد التحليق في الفضاء الواسع بالحدود الجغرافية.
في الإسلام لا توجد حدود، الأرض كلها أرض الله لذلك فهي واسعة ـ كل الناس سواسية تتميز فقط بالتقوى، فلماذا نضع على أنفسنا تلك القيود: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا….).
لماذا تسدوا أبواب التعارف والتداخل بسبب بطاقة تظنوا أنّكم أحق بها من غيركم.
محترفو الهلال رفضوا الحضور والمشاركة مع فريقهم رغم المقابل والحماية التي كانت سوف تُوفّر لهم، فلماذا لا نحسب ظهور أو وجود أي إعلامي غير سوداني في دامر المجذوب، مكسباً لنا.
أثق في أن أهالي عطبرة والدامر وبربر سوف يحسنوا إكرام ضيوفهم خاصةً إذا كانوا أجانب وغرباء عن البلد، هكذا هي تعاليم أخلاقنا السودانية الحميدة، فلا تفسدوها علينا بسبب حساباتكم الخاطئة.

متاريس
في السودان للأسف الشديد، ظلّ قطار الخامسة مساءً يأتي دائماً عند التاسعة، حتى أصبح ذلك عادةً فينا.
وإذا حاولنا أن نضبط التوقيت وأعلنا عن وصول القطار عند التاسعة، سوف يأتي القطار عند الواحدة.
نحن كدا.
وما عاوزين نصلح.
نحن في العادة ما عندنا مشكلة مع (الفاشلين)، نحن مشكلتنا دائماً مع (الناجحين).
الذين يتعرّضون دائماً لحملات ظالمة، ونقد غير موضوعي أقول لهم أفضل رد على تلك الحملات أن لا تتوقفوا ـ لا تردوا الإساءة بالإساءة، ردوا الإساءة بعدم الاهتمام بها.
..
ترس أخير: أينَ مَجلس الهلال من الهِــلال؟!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد