بعد غيبة طويلة بحساب الأيام لكنها قصيرة بحسابات المهام التي غبنا لأجلها, عدنا على انفراد لنكتب عن الكثير بمداد الشوق الممتد من الخليج لأرض النيلين وسنبدأ بقمة الحب أو كما تم تسميتها من قبل اللجنة المنظمة وقناة أبوظبي الرياضية )كلاسيكو السودان ( ونقول لم تكن حدثاً عادياً يمكن العبور منه دون أن نقف لحظات استراحة تطول أو تقصر لكنها ستعبِّر عن حجم الحب الذي كان العنوان العريض لقمة الخليج .
جاء المريخ أولا وجاء الهلال بعده وازدان المكان بروعة الترحاب ومنذ اللحظة الأولى أدركت أن المباراة ستكون مختلفة لأن الحضور نفسه كان مختلفا في مناسبة مختلفة لرجل عاش مختلفاً ومات مختلفاً عن الزعماء والقادة .
ومنذ الصباح الباكر والنسمات الصباحية تبشر بيوم يحمل ملامح الشتاء الجميل في أرض زايد الخير والكل يحدثك بصوت الحرص على الحضور فما أجمل أن يكون الهلال سيد البلد والمريخ زعيمها خارج حدود الوطن كمسكِّن لوجع الغربة التي تجعل الشخص أسيرا لرائحة الوطن وملامحه في وجوه القادمين .
قدّم الهلال والمريخ وجمهورهما العريض بملعب الشيخ محمد بن زايد لوحة مزدانة معنًى وإسما وجعلوا السودان عزاً وفخراً ورددنا بصوت جهور )نحن جند الله جند الوطن إن دعى داعي الفداء لم نخن نتحدى الموت عند المحن ( النشيد الوطني السودانيّ ورددنا أيضاً )عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا عشت لشعب دينه الإسلام هديه القرآن ( النشيد الوطني الإماراتيّ ووقف نحو 48 ألف متفرج لتحية العلمين ودخل اللاعبون وهم يحملون واجب الارتقاء بحجم تطلعات هذا الجمهور مع اصطحاب عظمة المناسبة فلعبوا وأجادوا ولم يحتاج الحكم لتقنية الفيديو ولا للبطاقات الملونة فكان عطاء اللاعبين مقترناً بالمسؤلية والرغبة في استخدام قاعدة )اللعب النظيف ( للرد الجميل للبلد المنظم وللجمهور العريض .
فنيّا كان المريخ أكثر إجادة من خصمه وأكثر تنظيما لكن الهلال كان واقعيا ولعب على الخروج بالثلاث نقاط والبطولة بطبيعة الحال حتى وإن كان الأداء أقل من المتوقع وتبرير ذلك كما أخبرني المدرب لاميني بالقول: جئنا للمباراة بثمانية تمارين فقط حيث أننا كنا في فترة الراحة السلبية وبعدها دخلنا مرحلة الإعداد وأكد أنه راض تماما عن اللاعبين وسترون هلالا مختلفا بإذن الله ( هكذا كانت أمنيات وتوقعات المدرب الذي صدمنا باستقالته والتي حولها مجلس الهلال لصالحه وأعلن الكاردينال إقالة المدرب رغم أنها لم تكن كذلك أبداً .
حرصنا كل الحرص على عمل حوار توضيحي من المدرب لكنه اعتذر واكتفى بالقول )لا أود الحديث لكن الأيام كفيلة بتبيان من يكذب ومن يقول الصدق ( أدركت بعدها أنني أتعامل مع مدرب يعرف قدر نفسه .
وتوالت بعدها الأحداث التي تحتاج أن نتناولها تباعا وسيكون ذلك في قادم الأيام بإذن الله .
انفرادات متفرقة :
كسب الهلال مباراته الودية مع عجمان أحد الستة الكبار في دوري المحترفيين الإماراتيّ ويمتلك خامة جيدة من اللاعبين ونستطيع أن نؤكد أن الهلال كان الطرف الأفضل وأن نادي عجمان قدم تجربة كبيرة لإعداد الفريق الهلالي .
المريخ أيضاً لعب مع فريق جيد جداً هو نادي الحمرية الشارقة وقدم له تجربة ستكون خير معين له في المشوار القادم .
على أنديتنا المشاركة في البطولة الإفريقية أن تعد نفسها للعب على الكأس وليس المشاركة لأجل الظهور فقط .