قنواتنا الفضائية السودانية تحرص دائماً في رمضان على تقديم أفضل ما لديها من البرامج، حتى تظهر بشكل مميز ومتفرد عن غيرها، لتحصل على أكبر نسبة مشاهدة.
ولأن شهر رمضان شهر يجد فيه معظم الأشخاص وقتاً لمتابعة التلفاز، فلذلك يكون الجهد مضاعف بالنسبة للقنوات حتى تنال رضا المشاهدين، فهل نالت هذا الرضا الذي تبحث عنه؟
نسأل هذا السؤال في توقيت صعب، في أيام يبحث فيها الشعب السوداني عن “الحرية والسلام والعدالة”، في وقت يخرج فيه الملايين يطالبون بسودان جديد، لنرى ماذا قدمت قنواتنا الفضائية السودانية؟
النيل الأزرق
كالعادة راهنت على برنامجها الأشهر “أغاني وأغاني“، هذا البرنامج الذي يهتم بالفن السوداني، وإحياء الأغنيات القديمة وأغنيات الحقيبة، بوجود بعض الفنانين الشباب، إلى جانب ضحكات قدور “المجلجلة”.
لم يتغير شيء سوى ترحم مقدم البرنامج السر قدور على شهداء الثورة بقوله “نترحم على جميع الشهداء، شهداء الثورة، وشهداء ثورة 1924”.
قناة الهلال
جددت قناة الهلال رهانها مجدداً ببرنامج “يلا نغني” والذي يشارك فيه عدد “32” فنان على مدار الشهر الفضيل، يقدمون فيه أنماط مختلفة للغناء السوداني، مع حدوث تغيير طفيف، حيث أصبح تقديم البرنامج من نصيب ألاء المبارك “لوشي” بدلاً من جدية عثمان مقدمة النسخة السابقة.
وبهذا تكون قناة الهلال داخل تلك الدائرة الرتيبة بأمر من المنتجون والمعدون بإجبارهم المشاهد على الدوران في هذا الفلك “فلك الغناء” لسنوات طوال.
سودانية 24
لم تختلف من نظيراتها في شيء، فهي الأخرى راهنت على الغناء، ولم تستطع أن تخرج من فخ البرامج الغنائية، ففي العام السابق راهنت على البرنامج الغنائي “كل الحكاية”.
وهذا العام ببرنامج “دويتو بالعود” والذي تقدمة الأستاذة الصحفية مشاعر عبد الكريم، فهو أيضاً يعكس شكلاً من أشكال الغناء في السودان.
الفكرة واحدة
الصحفي والناقد الفني أنور الوسيلة أبدى رأيه حول الموضوع ، بأن لديه رأي في البرامج المتناسخة في القنوات الفضائية من بعضها البعض، مضيفاً أن كل البرامج الحالية تجد فكرتها واحدة ومستنسخة من برامج أخرى.
وأضاف لذلك يجب ابتكار أفكار وقوالب جديدة في تقديم مواد مفيدة، قادرة على احترام ذهنية وعقلية المشاهد، خاتماً حديثه “لم يعد المشاهد كما كان في السابق، فيمكنه بضغطه زر تجاوزك لقناة أخرى أفضل منك”
ملخص أراء الشارع
يبدو أن جميع القنوات الفضائية لم ترتق لمستوى المسؤولية الوطنية والإحساس بهموم الناس قبل إعداد برامجها خوصصاً لهذا العام والذي يشهد لحظات تاريخية وينادي فيه الشعب بسودان جديد.
الخطاب الإعلامي كما هو بذات المحتوى الذي يناقض واقع الحياة السودانية، خصوصاً التي تُعاش حالياً على كل المستويات، ولا يعبر عن ضمير الأمة بأي شكل من الأشكال.
فلم تكلف قنواتنا الفضائية نفسها بنقل “الإفطار” ولو لمرة واحدة من داخل ساحات الإعتصام، فالبرغم من تواجد القنوات العالمية بصورة دائمة تسجل وتوثق لتلك اللحظات وهي تعي تماماً أهميتها في وجدان الشعب السوداني، إلا أن قنواتنا إختارت أن لا تكون جزءً من هذه الأحداث المهمة والتاريخية، إذ لم تستطع تدوين إسمها في دفتر الحضور.