كـــــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
كأس مانديلا.. الصدفة لا تتكرر..!!
* نواصل اليوم ما بدأناه من حديث عن تربع الترجي على عرش القارة السمراء على حساب الكبير اهلي مصر، وفوزه بلقب افريقيا للمرة الثالثة ولكن ليس توالياً كما اشرنا بالامس في خطأ غير مقصود كنا على ثقة بانه لا ولن يفوت على فطنة القارئ العزيز..
* وبالعودة الى سجل فرقنا في قائمة الشرف القارية الخاصة بالالقاب سنجدها خالية تماماً على الرغم من (الجعجعة والكلام الفارغ والفلهمة الهرجاء) التي تمتلئ بها جل الاصدارات الرياضية التي تحولت مع مرور الزمن الى نشرات تسبح بحمد قادة الاندية
* اي نعم لقد تحولت الصحافة الرياضية في بلادي الى بوق يطبّل لقادة الاندية يدافع عنهم وينتمي اليهم اكثر من دفاعه وانتمائه للكيان لتكون النتيجة الطبيعية ما نتابعه يحدث بيننا على مدار السنوات الاخيرة والتي تتعدى الـ(20) عاماً وللاسف دون اي بارقة أمل.
* يتغنى الهلالاب بوصولهم الى نهائي ابطال افريقيا في مناسبتين، ويتناسون ما حدث من خيبة، ويبحثون على الدوام عن اي اسباب حتى ولو كانت وهمية لتبرير التواضع والتراجع الذي تسبب في فقدان الفرصة الذهبية للتربع على عرش الكرة بقارة افريقيا..
* اما في الجانب الاخر (المريخ) فان السواد الاعظم يتعامل بنظرية (الطشاش في بلد العمي شوف) والمقصود هنا ان جل المنتمين للاحمر يتفاخرون باللقب القاري لبطولة كأس الكؤوس الافريقية التي حملت اسم المناضل الراحل الجنوب افريقي نيلسون مانديلا
* الى جانب عدد من بطولات اندية وسط وشرق افريقيا (سيكافا) وهي بطولة فقيرة اقيمت لرفع مستوى كرة القدم في الدول الاقل بالمنطقة مقارنة مع بقية المواقع الجغرافية بالقارة السمراء والتي لا مقرنة بينها ودول الشمال الافريقي مثلاً حيث مصر وتونس..
* ومع تقديرنا للجيل الذهبي الذي تعامل بالغيرة والعشق التلقائي للكيان وترجمه ـ سواء في الجوانب الادارية، الفنية، التدريبية، وحتى التشجيعية والاعلامية ـ في شكل انجاز اسعد كل الرياضيين فان معطيات ذلك الجيل صارت من الاستحالة ان تتوفر حالياً..!
* اي نعم سادتي لنتفق ونؤكد على الاجتهاد الخرافي لجيل مانديلا، وكل الذين ساهموا في تحفيق ذلك الانجاز الخرافي الكبير لكننا وفي ذات الوقت نشير الى ان ما تحقق حدث بالصدفة ونتيجة لاجتهادات شخصة وبطريقة لا علاقة لها بالتخطيط والعمل المدروس..
* والدليل على ذلك ان فرقنا السودانية بلا استثناء فشلت في تكرار ذلك الانجاز وابتعدت تماماَ عن دائرة الاستفادة من الطفرة الخرافية التي حدثت في الامكانيات وطرق التدريب وغير ذلك من الادوات والمعينات التي استعانت بها كل الاندية في جميع انحاء العالم..
* ظلت فرقنا وللاسف تكرر المحاولات في كل عام ولاكثر من ربع قرن دون ان تحقق غاياتها في اشارة عميقة ومباشرة اكدت وجود خلل مشترك يساهم فيه كل افراد الشرائح الكروية المختلفة بداية من الادارة ومرورا بالتدريب والاعلام والتحكيم والجمهور..
* ظل السقوط يتكرر سنوياً، ولا احد يفكر مجرد التفكير في الاستفادة من الاخطاء التي نتابعها وهي تتكرر مع كل مشاركة يعقبها سقوط او وداع من الادوار التمهيدية ولعل ما يصيب بالحيرة ان الاعلام الذي يفترض انه قائد التغيير يساهم بقدر كبير في ما يحدث..
* نتابع وللاسف العصبية بين المريخ والهلال وقد وصلت الى اعلى المعدلات وصار معها الوضع معها بانفجار كل ثلاثة او اربع شهور، ومع ذلك تمضي المسيرة بعيداً عن التخطيط وبمعزل عن العمل المدروس ولو بالنظر الي التجارب بهدف الاستفادة منها..!
* المعطيات حالياً للاسف لا تنبئ الاّ بمزيد من الفضائح وٍالهزائم والتراجع والتواضع ولا ولن نحلم بجديد في مشاركة فرقنا ببطولات القارة الافريقية المرتقبة فقط سنظل على موعد مع الجديد من التبريرات والتأويلات والكلام التجاري لاجل زيادة التوزيع.
* تخريمة أولى: تبقى (المكاواة) وغيرها من عبارات (العوارة) التي يتعامل بها الدخلاء الى بلاط صاحبة الجلالة هي الآفة او لنقل الحاجز الاول والعائق المباشر التي يعترض مسيرتنا الكروية ويحول بين انديتنا والوصول الى منصات التتويج القارية والدولية..!!
* تخريمة ثانية: كأس مانديلا، ومع احترامنا للجيل الذي ساهم في تحقيقه، فان ذلك لا يمنعنا من تأكيد انه تحقق بالصدفة الى جانب اخلاص اللاعبين والادارة والجهاز الفني والجمهور وارتبط عشقها بالكيان وهنا فان عدم تكرار ذلك الانجاز يؤكد غياب التخطيط
* تخريمة ثالثة: نتمنى العودة الى سكة التخطيط والعمل الاداري الذي يقود فرقنا الى منصات التتويج القارية ويمحنا الوضعية التي نستحقها على خارطة الكرة التي كنا اول من مارسها في القارة فجاء من سبقنا وفاتنا بالعمل والتخطيط..!!