هلال وظلال
عبد المنعم هلال
كتر خيركم يا أبطال السودان كفيتوا ووفيتوا
ـ في ليلة كروية مشهودة بتصفيات كأس العالم 2026 منتخب السودان كتب اسمه بحروف من ذهب وهو بيواجه المنتخب السنغالي المدجج بالنجوم في مباراة انتهت بالتعادل السلبي لكن طعمها كان طعم الانتصار بسبب الأداء البطولي والتنظيم العالي الذي ظهر به صقور الجديان.
ـ المنتخب السنغالي بدأ المباراة ولديه رغبة في تسجيل هدف مبكر والنجوم الكبار ساديو ماني وادريسا غاي سببوا إزعاجاً كبيراً لدفاع السودان لكن رمضان عجب ورفاقه في دفاع منتخبنا كان لهم رأي آخر فقد بسطوا هيبتهم وقطعوا من ساديو ماني وهجوم السنغال الموية والنور تماماً وعجب العجيب أثبت أن (الدهن في العتاقي).
ـ بوغبا حاول أن يقدم مستوى مقبولًا لكن كان واضحاً أنه ليس في يومه ومع ذلك تحرك كثيرًا لكن دون فعالية تذكر.
ـ عبد الرؤوف إبداع منقطع النظير فكل تمريرة منه كانت فيها فكرة وذكاء هو الوحيد الذي كان يصنع الفارق في منتصف الملعب فات الكبار والقدرو وطوع الكفر بإبداع يذكرنا بالكبار غذى أفراد هجوم منتخبنا بتمريرات سحرية لكن التوفيق لم يلازم المهاجمين.
ـ أبو بكر عيسى وبوغبا في وياسر مزمل أضاعوا بعض الفرص المؤكدة التي كانت يمكن أن تنهي المباراة لصالح منتخبنا الوطني.
ـ محمد المصطفى وقف كالطود المنيع أمام هجمات السنغال الشرسة وتصدى لها بمهارة وثبات صد كرات كانت في حكم المؤكد وأحرج هجوم السنغال الكبير.
ـ صلاح عادل أوكل له دور تكتيكي مهم جداً في خطة كواسي أبياه وكان عنده مهام محددة نجح في تنفيذها بإتقان حتى لحظة استبداله.
ـ كواسي أبياه كلف صلاح عادل بمساعدة رمضان عجب في الجهة اليمين وهي الجبهة اليسار بالنسبة للسنغال وهي الجهة الأخطر التي ينشط فيها النجم العالمي ساديو ماني وصلاح عادل كان بمثابة الظهير الأيمن الثاني الذي يساعد في التغطية الدفاعية ويسد المنافذ أمام لاعب مثل ماني الذي يسعى دائماً لاستغلال سرعته ومهارته لاختراق الدفاعات والدور التكتيكي لصلاح عادل كان تقديم التغطية الدفاعية ومساندة رمضان عجب بشكل مستمر والحد من خطورة ساديو ماني بفضل التمركز الجيد والتدخلات الذكية مع الضغط على حامل الكرة ومنع السنغال من بناء الهجمات من الجهة اليسرى والمساهمة في الارتداد السريع للهجوم عند استرجاع الكرة.
ـ صلاح عادل كان عنده واجبات دفاعية أكتر من المعتاد وضحى بأدواره الهجومية لكي يساعد في إغلاق المنطقة الأخطر في الملعب وده بيأكد أن اللاعب المنضبط والملتزم بالأدوار التكتيكية بيكون دوره كبير حتى لو ما ظهر بشكل بارز للجمهور ونال سخطهم.
ـ التحية لصلاح عادل على الأداء الرجولي والانضباط التكتيكي ودوره المهم جداً في إفساد هجمات منتخب السنغال والمساهمة في إيقاف خطورة أحد أخطر اللاعبين في العالم.
ـ وسط النجوم والخبرات ظهر الشافع اليافع موسى كانتي وأثبت في الدقائق المحدودة التي شارك فيها إنه لاعب يمتلك موهبة كبيرة وشجاعة لا تعرف الخوف ورغم صعوبة المباراة وحساسيتها إلا أن موسى لعب بثقة كبيرة وكأنه واحد من اللاعبين المخضرمين وتحركاته كانت سريعة وذكية وتمريراته دقيقة ولم يهاب الاحتكاكات مع نجوم السنغال المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية ووجوده في الملعب كان بمثابة دفعة معنوية لبقية اللاعبين وأكد إنه يستحق مكانه في تشكيلة المنتخب واشراكه في المباراة يحسب للمدرب كواسي أبياه الذي دائماً ما ينحاز للعناصر الشابة.
ـ موسى كانتي مشروع نجم كبير ومشاركته تعتبر خطوة مهمة في طريقه نحو إثبات نفسه كأحد أهم لاعبي المستقبل في الكرة السودانية.
ـ ساديو ماني (غلبتو الكورة) بعد أن سد عليه دفاع منتخبنا الوطني جميع المنافذ فقام بالاشتباك مع ارنق ونال معه بطاقة صفراء.
ـ محمد المصطفى ورفاقه شكلوا جدار دفاعي قوي ولم يتركوا أي مساحة للاعبي السنغال.
ـ كواسي أبياه أدار المباراة بذكاء وصبر وعرف متي يدافع ومتى يهاجم وتوجيهاته للاعبين كانت واضحة بخصوص ضرورة المحافظة على الانضباط التكتيكي وعدم الاندفاع.
ـ في الليلة الظلماء يفتقد البدر فقد افتقدنا الغربال وغياب الغربال كان مؤثراً لأنه اللاعب الوحيد القادر على استغلال أنصاف الفرص وتحويلها لأهداف ووجوده كان ممكن أن يغير مسار المباراة لكن اللاعبين تعاهدوا على تقديم أفضل ما عندهم وفعلاً كانوا قد التحدي.
ـ بصمود منتخبنا انتهت المباراة بالتعادل السلبي وكان يمكن تحقيق الفوز لكن المكسب كان كبيراً فمنتخبنا حافظ على صدارته للمجموعة بأداء رجولي وروح قتالية عالية وللاعبين كانوا رجالاً بمعنى الكلمة صنعوا ملحمة كروية في ظروف أقل ما يقال عنها إنها قاسية.
ـ التحية لكل نجوم المنتخب والجهاز الفني التحية ليكم يا أبطال السودان فعلاً كفيتوا ووفيتوا ونقدر الجهد الذي بذل فالإصرار والعزيمة والتحدي كانوا حاضرين بقوة.
ـ التحدي القادم أصعب ويجب أن يكون هنالك تحفيز معنوي ومادي للمواصلة على نفس المستوى والعمل الجاد لتتأهل للمراحل القادمة ورفع راية السودان عالية.
ـ في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد قدم المنتخب الوطني أعظم الدروس في الوطنية والانتماء وأثبت أن كرة القدم لديها القدرة على توحيد القلوب ورسم البسمة على الوجوه ولكن هذا ليس كافياً ولازم نقيف كلنا سند ودعم لصقور الجديان عشان يواصلوا المشوار بنفس العزيمة والإصرار.
ـ الجمهور هو السند الحقيقي وجمهور السودان الوفي من الجالية في ليبيا كان هو الروح الحقيقية للمنتخب ودعمه في المباراة بكل قوة وشكل دافعاً كبيراً للاعبين.
ـ الإعلام صوت الوطن والإعلام الرياضي لديه دور كبير في تسليط الضوء على إنجازات المنتخب وإبراز الجهود المبذولة من الجهاز الفني واللاعبين ولازم يكون الطرح إيجابي ويدعم اللاعبين معنوياً بدل النقد الهدام صحيح هنالك أخطاء تحتاج لتصحيح لكن النقد البناء هو الأساس.
ـ نقول للاعبين والجهاز الفني كتر خيركم رفعتوا الراس وشرفتوا السودان وقدرتوا تخلوا الشعب يفرح في وسط المعاناة نحن معكم قلباً وقالباً وننتظركم في المباريات القادمة بنفس الروح والعزيمة.
ـ صقور الجديان يقاتلون في ميادين كرة القدم دفاعاً عن اسم الوطن ورفع رايته عالياً بين الأمم وكل مباراة هي معركة وكل نقطة هي خطوة نحو مجد يستحقه هذا الشعب العظيم.
ـ صقور الجديان أثبتوا أن السودان قادر على مقارعة الكبار رغم التحديات ونرجو أن يتواصل الدعم ونحافظ على الروح الإيجابية في كل المحافل القادمة.
التحية والتجلة ليكم يا أبطال وموعدنا الانتصارات القادمة بإذن الله.
قد يعجبك أيضا