كذب غش وتدليس

كبد الحقيقة

د. مزمل ابو القاسم

كذب غش وتدليس

* يقولون في المثل (إذا كنت كذوباً فكن ذكورا)، ذلك لأن من يكذب غالباً ما يسقط في فخ التناقض بسرده روايةً أخرى تختلف عن التي القصة رواها أول مرة.
* بالمثل نقول لقادة اتحاد الكرة إنهم كذبوا عندما ادعوا أن السلطات الصحية في ولاية الخرطوم رفضت السماح لأعضاء نادي المريخ بعقد جمعيتهم العمومية، لأن الرفض لم يأت من السلطات الصحية ولا من حكومة الولاية، بل من رئيس الاتحاد كمال شداد.
* حتى مسببات الرفض التي سردها دكتاتور الاتحاد لم تكن لها أدنى صلة بالكورونا، ولم تتعلق بالاحترازات الصحية، بل تحدثت في خطاب (أرسله شداد للكندو) عن عدم شرعية الجمعية لمجرد أن آدم سوداكال لم يدع لها، وقد ذكر رئيس الاتحاد في الخطاب المذكور أن أي جمعية لا يدعو لها آدم سوداكال بصفته رئيساً للنادي، ولا يحضرها سوداكال تعتبر غير شرعية وغير معتمدة لدى الاتحاد!
* أتى الرفض من شداد، وليس من السلطات الصحية (كما ادعى أمين عام الاتحاد العام حسن أبو جبل) زوراً وبهتاناً وإفكا.
* ولم تتصل مسببات الرفض بالكورونا ولا الاحترازات الصحية، بل برغبة الدكتاتور في الإبقاء على المريخ تحت قبضة حليفه الجديد، الخاضع له كلياً، آدم سوداكال.
* حتى إجراءات فض الجمعية لم تتم بواسطة السلطات الصحية، بل بأمر الشرطة التي استجابت لطلب مكتوب وجهه دكتاتور الاتحاد لمدير شرطة ولاية الخرطوم، وتولى حسن برقو تسليمه للفريق شرطة آدم عيسى في منزله ليلاً، ونتج عنه استخدام القوة المفرطة مع أعضاء نادي المريخ.
* الإجراء نفسه اتخذه شداد لمنع أندية اتحاد وادي حلفا المحلي من عقد جمعيتهم العمومية، حينما بادر بمخاطبة مدير شرطة محلية وادي حلفا، طالباً منه تمكين الاتحاد الموالي له من الاستمرار في عمله، وعدم السماح بعقد أي جمعية عمومية تستهدف الإطاحة به.
* قبل أيام من الآن سمح الاتحاد السوداني لكرة القدم لنادي الشرطة القضارف بعقد جمعيته العمومية، وتولى الأستاذ محمد سليمان حلفا الإشراف عليها، وأمن على سلامة إجراءاتها!
* انعقدت الجمعية من دون أدنى مراعاة للاحترازات الصحية.
* لا كمامات، لا تباعد اجتماعي، لا تعقيم، ولا يحزنون!
* مع ذلك اعترف بها الاتحاد الذي رفض الاعتراف بجمعية المريخ العمومية!
* نسأل شداد: هل انتهت الكورونا في السودان؟
* هل استأذنتم السلطات الصحية قبل السماح بعقد الجمعية العمومية لنادي الشرطة القضارف؟
* بالطبع لن نحظى بأي إجابة، لأن رئيس الاتحاد يكذب ويتحرى الكذب في كل ما يتصل بأزمة المريخ، ولا يتحرج في تطويع القوانين واللوائح بما يحقق أغراضه الشخصية وأهدافه الانتخابية.
* المؤسف أن يجاريه نديده وابن دفعته حسن أبو جبل في الكذب، ليدعي أن المنع تم لأسباب صحية، وأن جمعيتي المريخ والهلال العموميتين ستنعقدان بعد التنسيق مع السلطات الصحية في ولاية الخرطوم.
* إداريان بلغا من الكبر عتيا، وقارب عمراهما 90 عاماً، ولا يتحرجان في الكذب على الملأ، في ما لا يحتمل الكذب.
* جمعية الشرطة القضارف لم تكن الأولى التي يتم عقدها في عز أزمة الكورونا، فقد سبقتها الجمعية العمومية لنادي الخرطوم الوطني، بإشراف عضو لجنة الاستئناف محمد الحسن الرضي، أحد أبرز مناصري شداد (بالباطل) في أكبر لجنة عدلية في الاتحاد.
* قبلها سمح الدكتاتور بانعقاد جمعية اتحاد ود الحداد المحلي، في عز أزمة الكورونا.
* وبعدها تم السماح بانعقاد الجمعية العمومية لاتحاد الفاشر المحلي.
* كذلك تم السماح بعقد الجمعية العمومية لاتحاد الباوقة المحلي.
* كما تم السماح بانعقاد الجمعية العمومية لاتحاد طابت المحلي.
* لم تعطل الاحترازات الصحية عمل الاتحاد السوداني عندما اضطر الفيفا نفسه إلى إلزام موظفيه بالعمل من منازلهم.
* وقتها كان عضو مجلس إدارة الاتحاد حسن برقو يوغل في إنكار الكورونا، ويقول في الإذاعة (ما عندنا كورونا.. ما شفنا زول وقع يفرفر من الكورونا)، ويصر على تجميع المنتخبات من دون أدنى مراعاة للاحترازات الصحية الخاصة بالجائحة.
* باختصار انعقاد أي جمعية عمومية لأي اتحاد محلي، وأي ناد في الدرجة الممتازة.. وتنظيم أي منشط أو ندوة أو ورشة عمل تتصل بالاتحاد مسموح به.. ما خلا الجمعية العمومية لنادي المريخ!
* عقدها ممنوع لمجرد أن شداد لا يرغب فيها.
* يحدث ذلك ومجلس إدارة الاتحاد يتفرج من دون أن يحرك ساكناً!
* لا النائب الأول ولا بقية النواب الأربعة ولا كل أعضاء المجلس يستطيعون دفعاً لما يريده الدكتاتور.
* وجودهم مثل عدمه.. مجرد ديكور، وكومبارس مهمش، لا حول له ولا قوة أمام الرئيس المتسلط!
* يكذب أمامهم بكل قوة عين، ويطعن في توجهاتهم، ويشكوهم إلى الفيفا، ويعطل قراراتهم، ويهمش مجلسهم، ولا يجرؤون على التصدي له، سيما في أمر المريخ، الذي تحول إلى ضحية لضعف المجلس، وتمدد رئيسه المتسلط.
* نواب رئيس الاتحاد وأعضاء المجلس لا يستحقون المناصب التي يتقلدونها، طالما أنهم لم يحترموا أمانة التكليف وسمحوا لدكتاتور متسلط بأن يهمشهم.. ليفعل ما يشاء!
آخر الحقائق
* لا فائدة ترجى من مناشدة اللواء شرطة د. عامر عبد الرحمن للتدخل لمعالجة قضية المريخ، بصفته رئيساً للجنة التي كونها مجلس إدارة الاتحاد لحل أزمة المريخ.
* نال تفويضاً كاملاً، لم يفلح في استثماره ولم ينجز فيه أي شيء، ما خلا إرسال تقرير بجمعية المريخ العمومية الأخيرة إلى الفيفا.
* توقعنا منه أن يتبنى دعوة مجلس الإدارة للانعقاد، لإجازة التقرير الذي أعده محمد سليمان حلفا عن جمعية 27 مارس، ووضع حل نهائي للأزمة الحمراء بقرار ملزم للرئيس.
* انتظرنا من عامر أن يقود اتجاهاً لإجازة التقرير بالتمرير حال إصرار شداد على عدم دعوة المجلس للانعقاد.
* واضح تماماً أن النائب الأول لا يملك للمريخ حلاً، وأنه لا يستطيع لدكتاتورية شداد دفعاً.
* عندما تعلق الأمر بالهلال فعل شداد ما يريد، وأقدم على تكوين لجنة تطبيع تولت إدارة النادي على أفضل ما يكون.
* كون اللجنة منفرداً ولم يستشر مجلساً ولا لجنة طوارئ.
* بالطبع لا ننتظر من عامر أن يفعل المثل للمريخ، لأنه ليس شداد، ولا يتمتع بالجرأة التي يتعامل بها شداد، مع أنه يمتلك تفويضاً كاملاً من المجلس.
* الحقيقة أن عامر لم يحسن تمثيل المريخ في هذا المجلس منذ انتخابه في العام 2017، ولم يستطع أن يحمي ناديه من فيوض الاستهداف التي تعرض لها من كل لجان الاتحاد.
* أسوأ من ذلك أنه صمت على تعمد شداد تهميشه بعدم إسناد أي ملف مهم له.
* صوت برقو داخل الاتحاد أعلى من صوت اللواء عامر وتأثيره أقوى، مع أن الأول عضو عادي، والثاني النائب الأول لرئيس الاتحاد.
* كشف حسن برقو مخطط شداد المتعلق بانتخابات الاتحاد في اتصال هاتفي جمعه بقطب الهلال محمد عثمان كوراتي.
* يقوم المخطط على منع قيام أي انتخابات في ناديي المريخ والهلال حالياً، مع الإبقاء على سوداكال والسوباط في رئاسة الناديين إلى ما قرب جمعية أكتوبر الانتخابية!
* وقتها سيتم السماح بعقد الجمعيتين لتمكين السوباط وسوداكال من الاستمرار في حكم الناديين وضمان صوتي المريخ والهلال للدكتاتور!
* به أكد برقو تورطه في عرقلة الجمعية العمومية لنادي المريخ.
* عيب السيناريو القبيح أن انقلاب برقو على شداد وارد فيه بشدة.
* يعلم برقو يقيناً أن رصيد شداد بين أندية الدرجة الممتازة والاتحادات المحلية يقارب الصفر الكبير.
* يدرك أن إزاحة الإداري العجوز من منصبه لن تكلفه أي عنت، سيما سيما وأنه أتى من (كرسي القماش) بالصدفة، بعد اعتذار الفريق عبد الرحمن سر الختم عن الاستمرار في قيادة مجموعة الإفلاس والنكسة!
* آخر خبر: ما زلنا نتوقع من دكتاتور الاتحاد الفاسد المتسلط أن يأمر زوجته برد العشرين ألف دولار والسوناتا السوداء إلى الاتحاد.