مقال غير
عبدالوهاب محمد جعفر
كرة القدم العالمية بين التشجيع والتعصب
إختزل كثير من مشجعي ومتابعي كرة القدم العالمية في الأونة الأخيرة كل جماليات وإبداعات وإثارة الرياضة الأولى في العالم في نصر وهذيمة بطل ووصيف تحكيم وإنحياز مؤامرات ودسائس، أصبح الخوف من شماتة الخصوم أكثر من الخوف من الهزيمة نفسها، وهزيمة المنافس مفرحه أكثر من إنتصار من نشجع، عصبية التشجع غطت على كل جماليات كرة القدم وأخرجت أسوء مافي المشجع وهو الإنتصار للذات والمكابرة والبحث عن حجج واهية لتغطية الهزيمة من باب المكابرة وإنصر ناديك ظالماً او مظلوماً، صرنا نكره المنافس أكثر مما نحب نادينا، عصبية تفتغر للمنطق صورت لنا أننا من مواليد لندن وحواري مدريد وأزقة روما، وكأننا أصدقاء ميسي وأقرباء رونالدو وزملاء نيمار، أين الأخلاق الرياضية؟ أين حق الغير في الإنتصار؟ إين تهنئة المنتصر ومواساة الخاسر؟ إين الإعتراف بالقصور والخطأ؟ أين متعة المشاهدة والإستفادة من هذا الكرنفال الدسم؟
التشجيع الرياضي صورة من صور الحب العزري العفيف، وهو إرتباط وجداني عميق لا يوجد له تفسير أو منطق، حيث لا يرتبط بالإنجازات والبطولات، فالرياضة تمثل للكثيرين مساحة تحرر من ضغوطات الحياة، ومتكأ للعشق والعشاق، وواحة للأدب والفن النبيل، كُتِبت فيها قصائد وأشعار، قصص وروايات، مات في حبها عاشق وإنتحر متيم وإمتلأت بهوسها مستشفيات وسجون، جمعت بشغفها الأضداد والضد يظهر حسنه الضد، حيث جمعت الفرح والحزن، الهدوء والإنفعال، العناق والشجار، الإثارة والملل، الغضب والسرور، الإحباط والأمل، الضحك والبكاء، الضعف والفشل، القوة والعظمة والنجاح.
رياضة كرة القدم بشكل عام والعالمية بشكل خاص تعتبر مسرحاً للفن والابداع وسوق للمتعة والإثارة، تتلألأ فيها نجوم، ويبدع مدربون، وتتجلى عقول، فلكل نادٍ مزاق ولكل منتخب هوية ولكل لاعب نكهة، فالريال والبارسا إثارة، الارسنال والستي متعة، اليوفي والميلان أصالة، الليفر والبايرن قوة وعزيمة، للطليان اسلوبهم وللألمان قوتهم، وللبرازيليين مهاراتهم، تابعنا المهارة الأفريقية كانو التايب وميلا، شهدنا صراع الجبابرة وقمة التحدي والإثارة والإبداع ميسي كريستيانو، غوارديولا مورينيو، أعجبنا بمحاضرات فيرغسون فنجر وأنشلوتي، إندهشنا لتصديات بوفون كاسياس وهيجيتا، إنفعلنا مع حماسة جارتوزو بيول وسيميوني، دهشنا لتسديدات كارلوس كومان وبيكهام، وصلابة كنافارو إيسيان وراموس، تمايلنا طرباً مع رونالدينيو زيدان وسيدا وسيد ابوها وأمها الساحر جي جي أوكوشا، إستمتعنا بأهداف روماريو فان باستن والظاهرة رونالدو ، رفعنا القبعات إحتراماً لمودريتش مالديني وبيرلو، وصفقنا لأناقة كاكا بركامب وأوزيل.
هذه الأندية ولاعبوها كنجوم هوليود وأبطال المسلسلات التركية والأفلام الهندية نعجب بهم، نستمتع بأداءهم من خلال 90 دقيقة فالكرة العالمية إبهار في النقل وعلمية في التحليل ومهنية في النقد وبعد كل ذلك نعود إلى واقعنا نعود إلى دافورينا نشجع انديتنا وندعم نجومنا ونتباكا على حالنا .
كسرة…
لجمهور ومشجعي هلال مريخ ( الجمع بين ناديين لا يجوز ).
لمسة وفاء…
الشئ بالشئ يذكر حيث يذكر الجميل بالجمال فما أن نذكر الرياضة العالمية إلا ويتبادر إلا أذهاننا مباشرة أحد أعظم رواد الرياضة العالمية في بلادنا الحبيبة ألا وهو الأستاذ الإعلامي القدير الأستاذ الجليل مأمون الطاهر أطال الله في عمره تمنياتنا له ببلوغ الصحة وتمام العافية.