صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كـول مشْـروع تخرُّج لطُـلاب الفُنُـون الجَميلة

19

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

كـول مشْـروع تخرُّج لطُـلاب الفُنُـون الجَميلة

أول حاجة أحب أن أوضّحها وأقف عندها، وأنا أتحدّث عن الليبيري كايندنيس كول، خاصةً أن كتاباتنا أحياناً تُحرِّض على الخروج عن رؤية المدرب والتمرُّد عليه، هي أنّ مسألة مشاركة لاعب، ووضعه في التشكيلة الأساسية للفريق، أمرٌ يخص فقط المدير الفني للفريق ـ نحنُ قد نكتب عن لاعب وقد نعجب به، ولكن لا كتاباتنا ولا إعجابنا به، تخول له لأن يكون أساسياً في التشكيلة، فهذا أمرٌ يخص المدرب وحده ـ وهو أعلم بذلك من غيره ـ لأنه الأدرى بقيمة لاعبيه وهو الأقرب إليهم، وهو الذي يهمّه تحقيق الانتصار أكثر منّا ـ لأننا في النهاية لسنا مسؤولين عن نتائج الفريق، ويبقى هو (أي مدرب الفريق) المسؤول الأول والأخير عن نتائج المباريات التي يخوضها وهي التي تحدد مصيره وهي التي يحاسب عليها وهي التي يمكن أن تبقيه وهي التي يمكن أن تطيح به، وهي في النهاية التي سوف تصنع له تاريخاً واسماً أو تُلقي به إلى مزبلة التاريخ.
أقول ذلك، لأننا نتحسّس بعض ما في نفوسكم وقد يكون ذلك أيضاً في نفسي وهو أن نعترض لاحقاً على عدم مشاركة كول، ثم نبدأ هجوماً على مَن يشارك دونه، ونضع مقارنات لا تخدم الفريق، علماً بأنّ تلك المقارنات، مدرب الفريق يعرفها أفضل منّا، لذلك يشرك العناصر التي تخدم خطته وأسلوبه وتحقق له أكبر المكاسب.
كول وكابوري وفلمو وأكيري وسيمبو وحسن إسماعيل وياسر جوباك ومازن فضل، كل هذه العناصر هي في خدمة المدرب وتحت رقابته، يدربها في المساء والصباح، ويشاركهم في الوجبات الثلاث، وهم تحت عينه طوال الـ(24) ساعة، يعرف ريجيكامب متى يشركهم في المباراة ومتى يبعدهم، ويعرف كذلك المباراة التي يشاركون فيها أو الوقت الذي يخدموا فيه مصلحة الفريق بصورة أفضل، فيدفع بهم في الوقت المناسب.
نحن يمكن أن نحدد جودة لاعب ونحدد مميزاته ومواهبه ـ يمكننا ذلك، لكن تحديد الوقت المناسب للمشاركة كأساسي أو بديل هو أمرٌ يخص المدرب وحده.
أوعكم بكرة يطلع لي واحد يقول لي لماذا شارك فارس؟ ولماذا الطيب عبد الرازق؟ وممكن أسمع كمان من يتهجّم حتى على لاعبين في قيمة الغربال وروفا وبوغبا ـ هذه الأمور ليست من اختصاصنا ولسنا نحن مَـن نُحَـدِّدها، إذا تألق لاعب وأجاد وعمل السبعة وذمتها ولم يتواجد في التشكيلة، فهذا في اعتقادي دليل عافية وقوة للفريق، لأنّ ذلك يعني أنّ من يشارك أفضل منه، على الأقل في نظر المدرب، فماذا نريد نحن أكثر من ذلك؟
البطولات في العالم من خلال نظرة عامة، لا تُحقّق بالعناصر الأساسية ـ البطولات تُحقّق بالعناصر البديلة (دي فلسفتي في الكورة ـ ما بتلقوها في حتة تانية)، قوة الفريق بتعرفها بالدكة، وتغيير النتيجة والأسلوب أو حتى المحافظة على الأولى (النتيجة) وتثبيت الثاني (الأسلوب) أيضاً يتم عبر دكة البدلاء، لذلك تكتسب العناصر البديلة في الكرة الحديثة أهمية كبرى، ربما تكون أهميتها أكبر من بعض العناصر الأساسية.. ولا أريد هنا أن أعطي نماذج، لأن النماذج كثيرة والحديث هنا ليس حديثاً عن البدلاء وتأثيرهم ـ هذا أمرٌ مفروغٌ منه، ولا يتناطح عليه عنزان.
أن يكون في دكة الاحتياطي لاعب بقيمة كول أو كابوري أو فلمو فهذا من دلائل القوة وبشائر خير، واللاعب الجيد سوف يفرض في النهاية وجوده وليس هنالك قوة في الأرض تمنع اللاعب صاحب الإمكانيات العالية من الدخول للتشكيلة الأساسية، إذا كان ذلك في مصلحة الفريق.
ومشاركة أي لاعب في التشكيلة الأساسية، أمرٌ لا تحدده فقط إمكانيات اللاعب ومقدراته الفنية، علينا أن نعي ذلك، هنالك أمور أخرى تؤهله مع هذه الأمور لدخول اللاعب للتشكيلة الأساسية مثل الخبرة والشخصية والثبات الانفعالي والروح والقوة والإرادة والانسجام، وأي لاعب يفرض وجوده في التشكيلة الأساسية هو اكتسب ذلك من مواصفات مختلفة وإمكانيات كبيرة في جوانب مختلفة رجّحت مشاركته على غيره.
الهجوم على لاعب أو انتقاده لأنه يشارك أساسياً هذا أمرٌ مُخزٍ ومُعيبٌ.. لا تشاركوا في هذا الإثم ولا تسمحوا به، وأوقفوا تمدُّده في الميديا، أعجب كيف للبعض أن يهاجم لاعباً مثل فارس لأنه شارك أساسياً في المباراة، والعكس هو ما يجب أن يحصل، علينا أن نهاجم فارس عندما يبتعد عن التشكيلة وليس عندما يشارك.
كل لاعب يشارك في تشكيلة الهلال ويمثل النادي ويرتدي الشعار يجب أن يجد منا الدعم والمساندة.. إذا لم نصل لهذا الفهم، يبقى من الصعب أن نحقق بطولة خارجية.
كدا وقعت ليكم ـ عشان عندي حاجات تانية في مباراة الهلال (الودية) أمام أي سي كيجالي عاوز أقيف عندها واتمحور فيها.
اتمحور فيها دي جديدة ـ ما بتلقوها في حتة تانية.
أول نقطة عايز أوضِّحها ـ هي أنّ المباريات الودية في العالم كله بتكون إما لتجهيز البدلاء، أو لتجريب طريقة لعب جديدة أو لترسيخها، ومباراة الهلال أمام اي سي كيجالي كانت من أجل تجهيز البدلاء، الطيب وفارس وجوباك وفلمو وكول وكابوري وأكيري ومازن فضل وياسر مويس وحسن إسماعيل، وأحياناً قد تكون المباراة الودية لإعادة فورمة لاعب أساسي كان بعيداً عن المشاركة مثل الغربال، وهي قد تكون فرصة لعودة لاعب كان بعيداً أو لمشاركة لاعب بديل كلاعب أساسي في المباريات الرسمية، ومباراة الهلال الأخيرة أعتقد أنها قدّمت لنا كل ذلك وخرجنا منها بفوائد عديدة ومختلفة وكبيرة.
هنالك عناصر أساسية في الهلال ظلّت تشارك مع الهلال والمنتخب في الفترة الأخيرة، كانت هذه العناصر في حاجة للراحة أكثر منها للمشاركة مثل كرشوم وإرنق وروفا وصلاح عادل، وحتى العناصر الأجنبية مثل صنداي وكوليبالي كانت في حاجة للجلوس على الدكة ولو من أجل تحفيز روح المنافسة.
الأمر الثاني في هذه النقطة وهذا تحليلٌ وليس معلومة، وهو أنّ مدرب الهلال ريجيكامب قصد أن يخدم المنتخب الوطني، ولا أستبعد أن يكون قد تم تنسيقٌ بين مدرب الهلال ريجيكامب ومدرب المنتخب كواسي أبياه، وأرجِّح ذلك لأنّ المدير الفني للهلال قصد تجهيز الطيب عبد الرازق ومازن سيمبو وياسر جوباك وياسر مزمل ومازن فضل، والخماسي سوف يكون من العناصر الأساسية للمنتخب في مواجهته لنظيره اللبناني، وهذا يكشف ويوضح التنسيق بين المدربين، والعمل معاً من أجل مصلحة المنتخب ومصلحة الهلال، وليس كما يظن البعض من إعلام المريخ الذي يروج لتعدي الهلال على المنتخب، والحقيقة أنّ نادي الحركة الوطنية يعمل من أجل مصلحة المنتخب، وقد ظهر ذلك في الخدمات الجليلة والكبيرة التي ظل يقدمها الهلال للمنتخب.
أما إذا تحدثت في نقاط عن ظواهر فردية في المباراة ووقفت عند بعض اللاعبين، فإني أقول إنّ الغربال قدم مباراة كبيرة، وأثبت أحقيته بأن يكون أساسياً في تشكيلة الهلال، وهذا حديثٌ من باب الإنصاف لقائد الهلال وليس من باب فرضه أساسياً وأنا أرفض التدخل في الجانب الفني.
سجّل الغربال هدفاً عن طريق الغربلة (الدقيقة)، أو (الناعمة)، ثبّـت على صدره، ثم ضرب الكرة على الأرض لتمر بين أنظار حارس المرمى مرور الكرام، الأجمل من ذلك هو تحرك الغربال ـ علماً بأنّ الهجمة بدأت من الغربال من منطقة الوسط، حيث انطلق ومرّر، وجاء ليأخذ موقعاً حسناً في منطقة الجزاء.. تحرُّك الغربال لو كنتم تنظرون، أجمل من الهدف، وهنا تظهر بصمة المهاجم الكبير.
أعتقد أنّ وجود الغربال مع صنداي أو مع القيصر فلمو أمرٌ مهمٌ والهلال يواجه المولودية في أول استهلاليته في مباريات مرحلة المجموعات.
الأكيد أن الثلاثي الغربال وصنداي وفلمو سوف يكون لهم دور في المواجهة القادمة.
القيصر فلمو، هو بذرة لمهاجم سوف يكون الأفضل في القارة الأفريقية، وليس فقط في الهلال أو في السودان.
الذكاء الاصطناعي يقول ذلك.
القيصر فلمو لديه دوافع كبيرة من أجل أن يقدم شيئاً للهلال ـ هو سعيدٌ بالهلال وفرحان به، ونحن أكثر سعادة وفرحاً به ـ إدارة هذه الموهبة وتلك الروح يجب أن تكون بحنكة.
أما اللاعب الآخر الذي وضعت اسمه عنواناً لهذا المقال فهو قدم مباراة كبيرة وأظهر مقدرات عظيمة، يُمرِّر باتقان ويصنع بمهارة، إنه الليبيري كايندنيس كول الذي أعاد الخدمة للضربات الركنية بعد أن فقدت خطورتها في الهلال في السنوات الأخيرة، وإن كان لروفا دورٌ بارزٌ في عودتها للخدمة في الفترة الأخيرة.
النحلة كول ـ هو حل (تقني) في الهلال ـ أعتقد أنّ اللمسة الليبيرية في الهلال ـ فلمو وكول ـ سوف يكون لها دورٌ كبيرٌ في الفترة القادمة ـ أنتم على موعد مع ثورة ليبيرية في الهلال، على المنافسين أن يجهزوا كماماتهم.. أو دعوني أقول هنالك ثورة (تقنية) قادمة في الهلال.
وتقنية وفنية ما فارقة كتير ـ الفرق نقطة.
قولوا ما شاء الله.
الليبيري كايندنيس كول أتمنى أن يكون قد حصل على الجنسية السودانية حتى نسودن ذلك الإبداع ـ طلاب كليات الفنوان الجميلة ـ أزعم أن كايندنيس كول مشروعٌ للتخرج من كليات الفنون ـ هو مشروع جاهز، ما تتعبوا روحكم كتير.
لاعب آخر قدم مباراة كبيرة وقضى على كل محاولات النادي الرواندي فكان من نجوم المباراة، وهو المدافع مازن سيمبو.
هذا المدافع يمكن بثقة أن أقول عنه إنه منظومة دفاعية كاملة.
منظومة دفاعية لوحده ـ ما شاء الله عليه، ربنا يحفظ الجميع ويغطي عليهم.
كذلك كان الطيب عبد الرازق كما اعتدنا منه.. يغيب، يبعد، يشارك أو لا يشارك، هو دائماً في الموعد.
الطيب يغيب سنة ويرجع كما هو، الطيب هو الطيب في كل الأحوال والظروف ـ ما شاء الله.
افتكر عدم مشاركة الطيب في أي مباراة خسارة علينا ـ هذه العقلية نحن في حاجة لها، فهي عقلية دفاعية منعدمة ونادرة الوجود.
بشكل ممتاز ظهر كذلك البوركيني كابوري وقدم ما يشفع له أن يكون أساسياً في الهلال.
باختصار، أي لاعب شارك في هذه المباراة قدّم أوراق اعتماده كلاعب أساسي في الهلال، ولا يفوتنا هنا الإشادة بلاعب أعتقد أنّه سوف يكون أفضل لاعب سوداني في الفترة القادمة وهو اللاعب ياسر جوباك.
الحمد لله على فضل الهلال، وربنا يزيد ويبارك.
نادي الشعب يقدم في كل المتعة.
المباراة بصورة عامة وضح فيها الفكر التدريبي للروماني ريجيكامب وقد ظهر ذلك من خلال اللمسات الجمالية التي قدمها الهلال في المباراة، فقد كان لاعبوه يتناقلون الكرة بصورة ساحرة وأخّاذة كأنهم سحرة في المستطيل الأخضر.
البناء من الخلف أصبح أكثر تأثيراً، وتقدم جوباك ورجوع الغربال للمنطقة الخلفية يحدث (فتنة) كروية رائعة.
ما يحدث في الهلال وما يقدم هذه الأيام، يجعلنا نشعر بالفخر االسعادة.
إنّها المتعة في زمن الحرب، فشكراً لنادي الحركة الوطنية الذي نجح في أن يخرجنا من غياهب الحزن إلى فسحة الفرح العريض.

متاريس
القبول فاتح ـ الما قدم لجامعة الهلال يلحق يقدم.
الفرص محدودة.
ألحق وشيل عضوية نادي الشعب.
العضوية الشرفية ـ شرف لكل هلالابي.
بقى أن أقف عند جمهور الهلال في رواندا، فقد كانوا أكثر إبداعاً من كول ذاتو.
سر الهلال في جمهوره.
في كيجالي لم يغب جمهور الهلال.
جمهور حاضر في أي زمان وأي مكان.
ما شاء الله.
لذلك نقول إنّ الهلال عندما يواجه المولودية في كيجالي فلن يكون بعيداً عن جمهوره.
الجمهور حاضرٌ.
حقيقة أنا تفاجأت بهذا الجمهور.
جمهور عظيم يستحق اللقب.
ونقول يا رب.
اختيار الزميل الطاهر صالح من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ليكون ضمن الصحفيين الذين يختارون أو يُصوِّتون لأفضل لاعب في العالم، شرفٌ لنا، وهو اختيارٌ يمثلنا جميعاً ـ يستحق الطاهر صالح ذلك، فهو مثالٌ للصحفي المتطور والتقني والمجتهد والموهوب، النجاح يقودك لذلك والتميُّز لا يحدث صدفة.

ترس أخير: الهِـلال رجـلٌ صَـالحٌ.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد