صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كورة سودانية تجرى تحقيق مطول حول اخفاقات الهلال والمريخ فى المشاركات الافريقية 

190

معلا ابراهيم عضو مجلس الهلال : الخلايا النائمة وضعف الدورى السودانى ساهما فى الاخفاق الخارجى 

النيجيرى عزيز ادو : عدم الصبر فى بناء فريق قوى اهم الاسباب و تجربة المانيا نموذج للتقدم 

هيثم الرشيد : العشوائية والتخطيط وراء التراجع الافريقي 

الاعلام يعترف ويشخص والجمهور يحمله جزء من المسئولية

كورة سودانية : تحقيق  : فيصل صيام
 ظلت اندية القمة فى السودانى على مستوى الهلال والمريخ  تغادر البطولات الافريقية تحديدا دورى ابطال دون الوصول للنهائى او الفوز بالمنافسة ومرات كثيرة تودع المشاركة من ادوارها الاولية ، رغم امال وطموحات جماهير الفريقين الذين ياملون بالظهور المشرف والفوز بالاميرة السمراء ، ومرات قليلة هى التى وصل فيها الفريقين لدورى الاربعة فى السنوات الاخيرة ، (كورة سودانية)  اجرت تحقيق فى الوسط الرياضى شمل الراى الفنى والاعلامى والجمهور ويبدو ان جميعهم اتفقوا على ان التخطيط هو السبب المباشر فى فشل اندية القمة السودانية فى  نيل الكاس الافريقية او الوصول لمراحل متقدمة باستمرار ، وفى المساحة المقبلة نبقى مع تشخيص حالة الهلال والمريخ والفشل والاخفاق الذى لازمهما على المستوى الافريقى .
معلا ابراهيم عضو مجلس الهلال : الخلايا النائمة وضعف الدورى السودانى ساهما فى الاخفاق الخارجى 
اكد معلا ابراهيم محمد  عضو مجلس ادارة نادى الهلال الاسبق ونائب رئيس هيئة البراعم والناشئين بولاية الخرطوم ورئيس اتحاد الكرة بشرق النيل السابق ان هذه الاخفاقات تعود لعدم الاعداد الجيد بجانب عدم الصبر على اللاعبين والاجهزة الفنية ، وان الاداريين فى السودان الامزجة متغلبة ودائما تكون الشماعة عندهم اللاعبين والاجهزة الفنية ، مضيفا مافى لاعب او  مدرب يمكن ان يقدم  الشي المطلوب اذا لم تمنحه الوقت المناسب ، وقال :  واحدة من  الاسباب القوية ضعف الدورى السودانى نفسه ودائما هو حكر على فريقين هما  الهلال او المريخ احداهما  يفوز بالدورى سوا  كانوا جاهزين او غير ذلك  و  يكون البطل فى النهاية واحد من الفريقين   ، بجانب ضعف الدورى هنالك عدم وجود اندية مؤهلة وضعف الاندية نفسها ماديا وهى تعتمد على اشخاص معينين لا  على مؤسسات ،  والاندية نفسها لا توجد فيها مدارس سنية واللاعبين الشباب يزوبون فى الاندية وما عندهم حقوق رعاية وتكون نهايتهم بطريقة غير علمية وما سليمة وتصل لنهائيات ما سعيدة ، بالاضافة لذلك اصبحت الاندية تستجلب محترفين انصاف مواهب وليس محترفين على مستوى يحققوا الاضافة المطلوبة ، ونحن شاهدنا الفارق عندما استجلب الهلال والمريخ محترفين مميزين من قبل ، فمثلا الهلال عندما قال بضم لاعبين امثال  كلاتشى ويوسف محمد وقودوين  عملوا اضافة كبيرة للفريق وفى تلك الفترة اللاعبين المحترفين ( الاجانب)  والوطنيين  والاجهزة الفنية  كانوا على مستوى بجانب ذلك الادارة صبرت عليهم سنين و مواسم ( ٢٠٠٧ _ ٢٠٠٨ و ٢٠٠٩) كان يفترض يحصدوا البطولات الافريقية لان اللاعبين لعبوا مع بعض لفترة طويلة والهلال قارع كل الاندية الافريقية ومعظم الفرق التى شالت الكاس نجح فى الفوز علي عدد منها  داخل او  خارج السودان .
من الاسباب ايضا اللاعب السودانى موهوب لكن تنقصه اشياء  مثل البنية الجسمانية ودا شغل اجهزة فنية واعداد ، وينقص اللاعبين كذلك ثقافة البطولات والنهائيات غير موجودة .
وقال معلا : واحدة من الاشياء المؤلمة بعض من الناس تحاول الاصطياد فى الماء العكر عندما تذهب الاندية  بعيد فى المنافسة تلقى مطالب ظهرت وقت الحصاد ومثل هذه الاشياء مفروض تتاجل لان المطالب فى هذا  التوقيت  تعتبر نكران ذات ، فى وقت الحصاد مطلوب من اللاعبين والاجهزة الفنية ان يتناسوا ) حقى وحقك)  حتى يحصدوا ثمار البطولة باعتبار ان  المشاكل فى هذا الوقت و المطالب تكون سبب فى تشتيت  امكانياتهم الذهنية والادارية وتلقى الحصاد بين قوسين او ادنى لكن طار منهم بسبب هذه السياسة .
ومن الاشياء المهمة  دائرة الكرة يجب ان تترك لاهل الاختصاص مثل قدامى اللاعبين وعدم تدخل  الادارة  فى عمل الاجهزة الفنية.
بجانب كل ما ذكر  قال معلا :  واحدة من اسباب عدم الحصاد
كثير من الخلايا النائمة  والدوائر  يسودها الخوف ان ينسب الحصاد او الانجاز فى تحقيق البطولة  لمجلس ادارة او فى عهد رئيس محدد وبالتالى ينشطوا باستخدام وسائل مختلفة للاسف الشديد حتى لا  يتحقق هذا الانجاز وبالتالى يؤدى ذلك لسرقت حلم الجماهير واشواق الناس .
عزيز ادو : عدم الصبر و التخطيط اسباب مباشرة
 اكد النيجيرى عزيز ادو المدير الفنى لنادى هلال الفاشر :  ان اسباب الاخفاق تعود الى غياب التخطيط قائلا : اولا الاندية تحتاج  تخطيط وصبر على الاجهزة الفنية حتى يستطيع ان تبنى فريق ( تيم ) قوى و هذه تحتاج لي زمن ، لكن الان مافى استراتيجية فمثلا عايزين تحقيق بطولة فى اقل من سنة وهذا لا يمكن ان يحدث  الا بمعجزة لكن صعب فمرات تجيب مدرب جديد ولاعبين اجانب او وطنيين جدد وطوالى الناس عايزة تحقق البطولة فهذا صعب وفيه ظلم كبير  ، لان الفوز بالبطولات يحتاج للاستقرار الادارى فى المقام الاول ثم الفنى بجانب استمرار اللاعبين مع بعض لمدة عامين او ثلاثة على الاقل حتى يحدث الاستقرار والانسجام بينهم ثم بعد ذلك انت تسعى لتحقيق البطولة لكن هذا غير موجود الان على ارض الواقع .
وقال ادو : المريخ وصل لدورى الاربعة فى الابطال موسم ٢٠١٥ فى عهد المدرب الفرنسى غارزيتو لان ( تيمه) كان جاهزا للبطولة ، صحيح الفريق خرج من دورى الاربعة لكن طالما وصل لهذه المرحلة يمكن تقول وصل للنهائى لان باقى خطوة من المباراة النهائية ، ودورى الاربعة  لحد كبير الوصول اليه بمثابة  انجاز لكن انتم فى السودان عايزين تحققوا كل هذه الاشياء فى اقل من سنة ولا موسم وهذا صعب جدا بكل تاكيد  ، وقال مدرب هلال الفاشر : مثال المانيا عندما فازت بكاس العالم فى البرازيل عملت تخطيط لبناء فريق استمر لمدة عشر سنوات قبل ان تشاىك به وهو المنتخب الذى ضم فيلب لام واوزيل طوال هذه الفترة كانوا يبنوا فى هذا المنتخب الذى بدا من الناشئين حتى وصل لمرحلة المنتخب الاول الذى نالوا به كاس العالم ومازال بعض اللاعبين مستمرين فى المنتخب  وتقريبا استمر لاكثر من ١٥ سنة ، وحتى تحقق البطولات لابد ان  تكون عندك تخطيط وصبر فى نفس الوقت ،  لكن هنا الناس عايزة الانجاز ومافى صبر  تجيب مدرب جديد عايز يحقق نتائج ايجابية فى اقل وقت ، او تسجل لاعب جديد طوالى انت ( عايزو) اذا بلعب مهاجم يكون مثل كريستيانو ، وحتى الاداريين اذا استلموا الادارة نفسهم مستعجلين للانجاز فى اقل وقت  حتى يقولوا  نحن عملنا ، فانا بقول كدا صعب فلابد ان يكون فى صبر وتخطيط فبعد ذلك الانجاز واى شئ يحتاج لزمن ، اقول والله اذا مافى صبر مهما تعمل لى عشر او عشرين سنة ما بتحقق بطولة مهما كان مهارات اللاعبين او قروش الادارة  ،  فمثلا حاليا فى افريقيا نادى ما عنده قروش مثل نادى الهلال لكن هم عايزين يعيشوا فى جو كويس ومافيه مشاكل كتيرة زى ما موجودة الان فى الهلال لان فى تخطيط وكل حاجة ، الهلال ما شاء الله فيه قروش لكن مافى صبر فى حاجات كتيرة اى زول عايز يعمل انجاز فى اقل زمن ، من المهم فطالما انا رئيس نادى وفرت  المال اقوم باحضار مدرب واستعين بفنيين يتفرجوا فى المدرب قبل ما يتم التعاقد معه يكون حقق انجازات من قبل سوا كان وطنى ولا اجنبى لان كل مدرب عنده سيرة ذاتية معروفة ثم ثانيا الناس قاعدة تشاهد كل الدوريات اى مدرب شغال بكون معروف ، وعلى سبيل المثال الدورى السودانى عندما يكون شغال فى ناس من نيجيريا يتصلوا  على ويقولوا نحن شفناك فى مباراة او فى موقع معين من غير ما انا اتصل فى نيجيريا واقول انا بشرف على تدريب اى فريق فى السودان العالم بقى قريب شديد  لذلك اقول يجب ان يكون هنالك صبر ، والصبر بجيب كل حاجة وممكن تحقق كل شئ بعد ذلك.
 هيثم الرشيد:  العشوائية وعدم التخطيط هى السبب
يرى هيثم الرشيد نجم المريخ الاسبق ومدرب اشراقة القضارف ان هذا الاخفاق يعود لاسباب عديدة منها عدم التخطيط السليم من قبل الادارات او العشوائية في الادارة وعدم الاحترافية وتعدد الاجهزة الفنية وعدم الصبر عليها او استمرارها لاطول فترة ممكنة ، بجانب ذلك  اللاعبين لم يتم  تاهيلهم نفسيا وبدنيا من قبل فترة من انطلاقة  المنافسات الافريقة وهذه واحدة من  اهم الاسباب.
الاعلام الرياضى يشخص حالة الاخفاق
ولان البعض من اهل الرياضة يرمى باللوم على الاعلام الرياضى ويحمله جزء من الاخفاق الافريقى للاندية كان لابد من اخذ بعض الاراء من عدد من الزملاء الاعلاميين ، حيث يرى ناصر بابكر ( الصيحة) السبب الأول إداري .. ويقول :  هذه الأندية تعاني من مشكلة كبيرة في جزئية الاستقرار الفني الذي يؤثر بدوره على أداء الفريق .. وتعاني من سيطرة الإدارات على مسألة التعاقدات وبالتالي يكون الإحلال والإبدال بعيد عن النظرة الفنية .. بالإضافة لمشاكل الإعداد وسداد المستحقات يكون الإخفاق نتيجة طبيعية .
 اما الاعلامى انس الامام ( تلفزيون السودان )  فيقول : اعتقد ان عدم استقرار الجهاز الفني احد الاسباب، ونوعية المحترفين المستقدمين من قبل الجهاز الفني لاترقى لمستوي البطولة الافريقية، البطولة محتاجة لاعبين بمستوي عالي، واغلب ادارات الاندية تفضل انصاف المواهب بسبب قله اسعارهم.
الاعلام ايضاً لديه ضلع اساسي في هذه المعضلة، فالاعلام لا يقوم بدوه بسبب انقسام الاعلام ايضاً بين قطبي الكرة السودانية، فالاعلام الواعي المنتقد يساهم في تقدم الرياضة.
من اهم الاسباب ايضاً الجانب النفسي الهش لدي اللاعبين وخصوصاً في الامتار الاخيرة للمبارة، يحتاج منا الي الاهتمام بالجانب النفسي للاعب.

اما الصحفية صباح المصباح ( سودان فيرست) تقول : الإخفاقات تبدأ منذ المعسكر الإعدادي والتخبط الذي يلازمه بالإضافة الي نوعية الأندية التي تتباري معها الفرق وديا ،
ايضا عدم الإستقرار الفني والإعتماد علي السماسرة وأصحاب المصالح الخاصة في التسجيلات.
بالتأكيد الإعلام يتحمل دور لكنه ليس بالكبير.
 بدوره قال المصور والصحفى عصام الحاج ( مركز الباوقة) :  هذا  انعكاس طبيعى للحاصل من (لت وعجن) ويكون اخفاق اذا جهزت نفسك باعداد ومعسكرات
لكن انت بتسجل لاعبين مثل اللاعب كوكو وتجيب مدربين ماسمع بيهم زول داير تمشى وين؟
اعمل مقارنة قبل كم سنة وشوف المحصلة كيف كانت ، الاعلام شربك اساسى
علما بانى قلت ان الحاصل دا ليس اخفاق
انما محلصة حتمية لمايقوم به جميع اضلاع المنظومة
 الجمهور يحمل الاعلام نصيب من الفشل
عدد من جمهور الوسط الرياضى اتفق مع الاراء الفنية حول ان اسباب الازمة ادارية ، حيث اشار البعض الا ان بعض الإدارات غير  مؤهله لقيادة اندية رياضية ، فيما يرى البعض الا ان  الاخفاق سببه  منظومة مكتمله من الاتحاد العام لكرة القدم ( الدوري مقلوب عكس باقي الدول الاخري ) مرورا  بادارات الاندية و الاجهزة الفنيه و اللاعبين و الاعلام والجمهور ، وتقول بعض الاراء ان الاتحاد ليس لديه برنامج ثابت. بالاضافة الى ان فكر اللاعب السودانى وعدم وجود ثقافه البطولات.
وقالت بعض الجماهير :  للأسف الإعلام في السودان
ينظر للمكسب المادي غالبا حيث يهتم بالتوزبع والاعلانات ولايقدم النقد البناء الذي تستفيد منه الانديه او الاتحاد
والاعلام أصبح يخدم أشخاص معينه سواء إداري الانديه او الاتحاد ويحب تاجيج الفتن ليكسب العائد المادي مع الاحترام لقله من الإعلاميين.
واعترف البعض منهم ان الجمهور السوداني دائما خصم على الانديه بتعجل النتائج وينسي ان كره القدم تحسم مع صفارة الحكم النهائية ويساعد على توتر اللاعبين اثناء المباريات ويقوم بسلوك مشين ارهق الانديه بالعقوبات المالية المتكررة .
وقال البعض :  الاداره في السودان تقوم على العشوائية حيث تقوم  بتسجيل اللاعبين والمحترفين بعشوائيه بمساعده الاجهزه الفنية ، ويقولون :
كيف يستلم مدرب فريق وهو لا يشرف على التسجيلات والإعداد
اما اللاعبين فمعظمهم طموحهم محدود
ولا يتستطيع تطوير نفسه.

كيفية تجاوز الازمات والتقدم فى البطولات 
فى الختام يبقى القول ان السبيل للخروج من النفق الذى تعيش فيه الكرة السودانية عامة واندية الهلال والمريخ لابد من دراسة سلبيات الماضى بتانى والاستفادة من الايجابيات  ، مع ضرورة ان يكون هنالك استقرار ادارى فى المقام الاول ثم التعاقد مع اجهزة فنية صاحبة رؤى وافاق واسعة تستطيع ان تبحث عن لاعبين اصحاب امكانيات تتوفر لهم الاستمرارية لعدة مواسم من اجل التالقم والتفاهم ، ومن ثم بعد ذلك يمكن ان يكون التفكير فى التقدم بقوة فى البطولات تدريجيا حتى تصل الاندية مع مرور الوقت مرحلة الفوز بالبطولات الافريقية ، واذا لم تتغير  النظرة الحالية فى المستقبل ستظل الكرة السودانية فى مربع الفشل الموجودة عليه فى السنوات الاخيرة.

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد