الرقم (8) ارتبط في الهلال بـ(هيثم مصطفى) وتحوّل الى دائرة جهنمية..!!
الخوف من المقارنة الجماهيرية من ابرز اسباب الهروب الجماعي من الرقم..!!
الاسباني انيستا ارتدى نفس الرقم لكنه لم يخلّف مثل الضجة الهلالية..!!
الصاعد عبد الرءوف آخر الهاربين.. وشيبوب ووليد وبشة الكبير والصغير ابرزهم..!!
خاص كورة سودانية
الخرطوم ـ محمد كامل سعيد
منذ انتقال هيثم مصطفى الى المريخ، والتحديد عقب شطبه من كشوفات الهلال، غاب الرقم (ثمانية) من على ظهر اي لاعب هلالي سوداني، ولم يتجرأ كل من انضموا للفرقة الزرقاء ـ منذ شطب هيثم وحتى الان ـ على الاقتراب منه، ربما لاسباب عديدة منها المباشر وغير المباشر.. هذه الجزئية المتعلقة باختفاء الرقم (8) في الهلال لم يتناولها الاعلام (بكل انتماءاته) بما في ذلك الازرق الذي فيما يبدو انه قد انقسم ما بين مؤيد لشطب هيثم من كشوفات الازرق ومعارض لها.. وكان انتقال اللاعب الى صفوف المريخ هو العلامة الفارقة التي وضّحت بجلاء شكل وتضاريس المجموعة المعارضة.. في حين انكسرت الفئة التي كانت من أشد المساندين للقائد السابق..كورة سودانية تستعرض غياب الرقم (8) واحجام اللاعبيين الوطنيين عن ارتداءه والذي كان مميزاً بالامس القريب في صفوف فرقة الهلال، ونتناول مسيرة هيثم وابرز الاسباب التي ربما تكون هي التي ساهمت في اختفائه.. فالى المحصلة:
ما قبل ظهور هيثم مصطفى
حتى وقت قريب ـ قبل ظهور اللاعب هيثم مصطفى ـ لم ترتبط الجماهير بالرقم (8) الذي كان مثله مثل بقية الارقام ما عدا الرقم (10) ـ بالطبع ـ والذي ارتبط بالنجوم العباقرة اصحاب الشعبية والجماهيرية الذين يسحرون العشاق باللمسات الراقية وينتزعون من دواخلهم الآهات سواء في التدريبات او اثناء المباريات..
جكسا ـ الدحيش والنقر
ولعل ابرز من ارتدى الرقم عشرة في صفوف الهلال والمنتخب الوطني السوداني خلال العقود الأربعة أو الخمسة الاخيرة وامتازوا بالمهارة العالية واستحقوا الشعبية الجارفة والنجومية المطلقة هم الاسطورة نصر الدين عباس جكسا وعز الدين عثمان الدحيش واخيراً مصطفى النقر وغيرهم كثير من النجوم الذين لم يعمروا في الملاعب كثيراً على الرغم من تفردهم وتميزهم بالمهارة والفن الراقي مثل هيثم السعودي وغيره..
ظهور هيثم مصطفى
خلال فترة التسعينات وبالتحديد منتصفها بدأت نجومية هيثم مصطفى في الظهور، وظلت شعبيته تتنامى تدرجياً حتى وصلت الى قمتها، وكانت تلك الشعبية هي بداية ارتفاع اسمهم الرقم (8) في دواخل عشاق الهلال.. حيث ارتبط في المقام الاول عند الجماهير بمهارة صناعة اللعب والتمريرات الحريرية.. ووصل البعض الى مرحلة الصاق صفة صناعة النجوم والهدافين بتمريرات هيثم مصطفى التي توصف على الدوام بانها ساحرة وقاتلة..
حادثة مباراة الاهلي المصري
في العام 2007 وخلال مباراة الهلال امام مضيفه الاهلي المصري في القاهرة بدوري المجموعات تعرض هيثم مصطفى لاستفزاز من لاعبي الاهلي ولدرجة اثارة حفظة كل من شاهد اللقاء الى جانب زملاء اللاعب.. وكالعادة شعر جمهور الهلال بان الخسارة التي تعرض لها الازرق في ذلك اللقاء بهدفين دون مقابل قد حدثت بفعل تحامل التحكيم واستفزاز القائد.. فكانت تلك الاحداث المثيرة هي الدافع الاول والمباشر للازرق لرد اعتباره واعتبار قائده المستفز..!!…شهدت مباراة الاياب بدوري مجموعات ابطال افريقيا عام 2007 في ملعب الهلال بام درمان فوزاً هلالياً عريضاً بثلاثية نظيفة على الاهلي المصري حامل لقب بطولة افريقيا عام 2006.. وقبل نهاية اللقاء بدقائق وباشارة من الدولي السابق ومدير الكرة حينها فوزي المرضي تم سحب هيثم مصطفى من الملعب وسط عاصفة من التصفيق هزت الارض وجنبات الاستاد وبطريقة اذهلت كل نجوم الاهلي بقيادة الكبار الحضري ووائل جمعة وبركات وعماد متعب وغيرهم.. وكانت تلك الحادثة هي الأشهر والاعمق التي اكدت الشعبية الجارفة لقائد الهلال صاحب الرقم (8)..
شطب هيثم مصطفى
لخلافات مع رئيس الهلال الأسبق الامين البرير، قام مجلس الادارة بشطب القائد هيثم مصطفى من الكشوفات في خطوة تركت اصداء واسعة وكبيرة بين الجماهير المنتشرة المعجبة بامكانيات اللاعب وفنه ومهاراته ولدرجة تابعنا فيها اقامة اعداد كبيرة من الجماهير لاعتصام في النادي للمطالبة باعادة اللاعب الى الكشوفات الزرقاء في موقف نادر وغريب..!!
الانتقال الى المريخ
وفي رد فعل يعد الأكثر غرابة انتقل هيثم مصطفى لكشوفات الفريق الند المريخ وبطريقة دراماتيكية فتحت الباب الى حدوث انقسام كبير ما بن مؤيد ومعارض لتلك الخطوة.. وفي النادي الاحمر ارتدى هيثم القميص رقم (8) وظهر به في مهرجان تقديم اللاعبين قبل بداية المشوار، وواصل به حتى ابتعاده ورفضه مواصلة المسيرة التي لم تتجاوز العام الواحد في العرضة جنوب بعد سنوات فاقت الـ(17) قضاها في العرضة شمال..!!
الرقم ثابت في المريخ
عقب ابتعاد هيثم ورفضه مواصلة المشوار مع المريخ لم يغيب الرقم (8) في المريخ بل تابعنا اكثر من لاعب يرتديه دون اي تردد او تخوف، كما يحدث منذ سنوات في الهلال، ابرز اولئك اللاعبين على الاطلاق خالد النعسان الذي ابدع وسجل اكثر من هدف ابرزها هدفه في شباك فريقه المريخ في مباراة قمة زايد التي اقيمت بالامارات عام 2018 وفاز فيها الازرق بذلك الهدف القاتل..!!
ظهور جزئي للرقم بالهلال
رفض نجوم الكرة اصحاب الجنسية السودانية ارتداء الرقم (8) في الهلال لاسباب ربما تكون نفسية اكثر منها فنية.. وظهر المحترف المالي سيدي بيه ثم شيبولا بذلك الرقم.. وصالو وجالو به دون ان يجد اي اعتراض او رفض في اشارة الى ان القضية نفسية تتعلق بلاعبنا السوداني الذي يرفض او يخاف مقارنة مستواة وامكانياته مع هيثم..!!
بشة وبشة ووليد
مر على الهلال خلال السنوات التي اعقبت اعتزال هيثم العشرات من اللاعبين المتميزين اصحاب النزعة المتعلقة بصناعة الاهداف (المرتبطة بهيثم في وسط الملعب) الاّ انهم جميعاً ابتعدوا ـ لو بارادتهم او غصباً عنهم ـ عن ارتداء ذلك الرقم (8) ومنهم على سبيل المثال لا الحصر وليد علاء الدين ـ محمد احمد بشة ـ شرف الدن شيبوب ـ محمد مختار بشة الصغير وصهيب الثعلب وغيرهم..
عبد الرءوف آخرهم
خطوة الهلال الاخيرة والخاصة بالتعاقد مع النجم المتألق عبد الرءوف فتحت باب قصة الرقم (8) مجدداً.. وقبل بداية اللاعب لمشواره اعتقدنا انه سيقوم باقتحام الدائرة الجهنمية للرقم السحري ويظهر به في النصف الثاني لمباريات الموسم التنافسي ويستهل به عام 2020 ليكسر كل الحواجز السابقة ويضع حداً للتكهنات لكن ذلك لم يحدث لان النجم الصاعد عبد الرءوف ارتدى الرقم (3) في حركة غريبة خاصة وان الرقم ارتبط اكثر بالمدافعين ولا علاقة له بصناع اللعب واصحاب نزعة تسجيل الأهداف..!!
الاحساس النفسي
المؤكد ان تجنب العديد من اللاعبين ارتداء الرقم (8) او حتى التفكير في الاقتراب منه علاقته مباشرة بالحالة النفسية والاعتقاد الثابت بان الجماهير التي عشقت هيثم مصطفى ستقوم فوراً بمقارنة اي لاعب يرتدي الرقم المذكور فانه مع النجم والقائد السابق وبالتالي يمكن ان تكون تلك المقارنة ظالمة وغير منطقية ولا مانع من ان تفتح باب خروج اللاعب الذي يتجرأ على تلك الخطوة من قلوب الجماهير قبل ان يدخلها..!!
كيفية الاستفادة من هذا الموقف..؟!
ارتباط الرقم (8) بالقائد السابق للهلال والمنتخب والمريخ يجب ان يجد تفاعلاً من جانب ادارة النادي ودائرة الكرة مثلاً ولو بالاستعانة بهيثم نفسه والاتفاق معه ليقوم بتسليم اي لاعب جديد الرقم (8) بمعرفته وبطريقة سلمية ولا مانه في ان تتم عملية التسليم تلك في مؤتمر صحافي توجه فيه الدعوة لأجهزة الاعلام وبحضور عدد من نجوم الفريق ليكون ذلك تكريماً ودافعاً للاعب الجديد الذي سيرتدي الرقم (8) وحينها يكون الهلال قد استفاد من الموقف الحرج وتجنب تصدير الرعب للاعبيه..!!
أمثلة عالمية
امامنا الكثير من المواقف المتعلقة بارقام اللاعبين التي تؤكد ان ما يحدث في نادي الهلال منذ سنوات لا يستحق كل تلك الضجة خاصة وان لاعباً قديراً مثل الاسطورة انيستا نجم برشلونة والمنتخب الاسباني كان يرتدي الرقم (8) في صفوف ناديه وساهم مع زملائه في احراز الكثير من البطولات المحلية والاوروبية وعقب انتقاله الى آسيا ظل الرقم (8) متاحا لاي لاعب في برشلونة ودون اي حساسيات او احاسيس نفسية بأي حرج.. فاذا كان نجماً بحجم وقيمة اندرياس انيستا قد غادر جدران ناديه برشلونة دون ان يترك من خلفه اي اشكالية كالتي نتابعها في الهلال منذ سنوات فان ما يدور من لقط وتهرب جماعي يمكن تجاوزه بسهولة.. مع الامنيات بالتوفيق لكل النجوم واللاعبين الصاعدين.