صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(كورونتنا) زينة  !!

90

للعطر افتتضاح

د.مزمل ابوالقاسم

(كورونتنا) زينة  !!

* لننظر إلى الوجه المشرق للأزمة، لنجرد مكاسب بلادنا من جائحة (كورونا)، ونذكر أن البلاء الذي أوقف كل دول العالم على أطراف أصابعها، وأشاع الرعب في كل أرجاء المعمورة خدم حكومتنا أكثر مما أضرَّ بها، وقدم لها ما لن يقدمه المؤتمر الاقتصادي الذي تم تأجيله بسببها.
* انحصرت خسائرنا من (كورونا) في حالة وحيدة، مشكوك في صحتها، وبضعة عشرات من الحالات المشبوهة، أما المكاسب فقد تنوعت وتعددت، بحمد الله وتوفيقه.
* بالحساب البسيط يعد السودان الدولة الوحيدة المستفيدة من الوباء من بين كل دول العالم، حتى اللحظة على أقل تقدير.
* بمجرد تفشي الجائحة في بقية دول العالم تقلصت عندنا صفوف الوقود، و(رقد) البنزين في محطات الخدمة، وخف الضغط على الجازولين، ووجدت أزمة المواصلات حلاً لم يخطر على بال من أعجزهم زحامها، فخلت المواقف من الناس، وأصبح سائقو الباصات والحافلات يبحثون عن الركاب و(يعزمونهم) فلا يجدونهم.
* حتى صفوف الخبز تقلصت، لتخف بتلاشيها معاناة الناس.
* كذلك شهدت دفاتر البلاغات الخاصة بالشرطة تراجعاً ملحوظاً في عدد الجرائم المسجلة، سيما في العاصمة، التي خلت طرقاتها من المارة، وتحول شارع النيل فيها إلى خلاء، بسبب هجر مرتاديه له.
* بسبب (كورونا) خلت البنوك من العملاء، وأوقفت معظم دواوين الحكومة خدماتها، ومنحت غالب موظفيها إجازاتٍ تمتد أسبوعين، فارتاحوا من الزحام، وارتاح الناس من سماع عبارة (روح وتعال).
* المحصلة واحدة في الحالتين، فمعظم دواوين الدولة كانت سيئة الخدمات، ومعطلة أصلاً، ومن لم توقفه الشبكة الطاشة و(تعال بكرة)، أوقفته الكورونا.
* حتى الضغط الذي مارسته الصحافة على الحكومة بسبب (فضيحة) الفساد الفاخر خفَّ، لأن من تناولوا القضية، وكشفوا التجاوز تفرغوا للكتابة عن الوباء اللعين، فاهتبلت الحكومة الفرصة و(عملت نايمة) عن تكوين لجنة التحقيق، التي أعلنها د. حمدوك في اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء.
* في خضم قضية كورونا أعلن الأستاذ نبيل أديب تمديد فترة عمل لجنة التحقيق في مذبحة فض الاعتصام ثلاثة أشهر جديدة، وانحصر الاحتجاج على القرار المحبط في مسيرة صغيرة، شارك فيها بضعة عشرات من النشطاء، ولولا (كورونا) لأقام القرار الدنيا ولم يقعدها.
* أما تعطيل النشاط الرياضي فقد انحصرت آثاره في وقف مباريات دوري كرة القدم، لأن بقية المناشط الرياضية المسماة (الألعاب الشهيدة) لا نشاط لها أصلاً، وهي معطلة طبيعي قبل الكورونا.
* من المكاسب غير المرئية للجائحة العالمية أنها قوَّت اللُحمة الأسرية، وأحيت تواصل الآباء مع أبنائهم تبعاً لاضطرارهم إلى البقاء في المنازل على مدار اليوم، وقد ردد أحدهم نكتةً طريفة، ذكر فيها أن (كورونا) منحته فرصة جديدة لتقوية علاقته مع أبنائه، وجعلته يتأكد من أنه (ما عرف يربيهم)!!
* مقالنا لا يعني الاستخفاف بالمرض الخطير، لأننا ما زلنا معرضين له، وينبغي علينا أن لا نتوانى عن اتباع التعليمات الطبية المتعلقة بكيفية تلافيه، ونطبقها بدقة.
* نحذّر منه، ونحضّ على عدم الاستهانة به، لكن ذلك لن يمنعنا من ذكر حقيقة أن الضرر الواقع علينا منه ما زال قليلاً، ونتمنى أن يستمر على ذات المنوال، أما مواطن الكسب فقد تعددت وتنوعت ولله الحمد والمِنَّة.
* أحببنا أن نخفف الضغط النفسي على الناس، وأن نروّح عنهم بنظرة مختلفة إلى النصف الممتلئ من الكوب.
* تنطبق على حالنا مع (كورونا) مقولة: (قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت.. ويبتلي الله بعض القوم بالنِعم).
* شكراً كورونا.
* (كورونتنا زينة وحالفة ما تأذينا).. حتى اللحظة على أقل تقدير.

اليوم التالي

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد