صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كوليبَالِي.. “شَدولو وركب”!!

158

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
كوليبَالِي.. “شَدولو وركب”!!

قامت السوشيال ميديا المحسوبة على الهلال بدور أحسبه غير إيجابي في الترويج لعناصر في كشوفات الفريق وتحت مظلته قيل عنها إنها تنوي الرحيل عن الهلال، أو هكذا روّجوا لها، فبشّروا برحيلهم ومهّدوا لهم طريق المغادرة، حتى إنهم أشعرونا أنّ الأوضاع في الهلال غير مستقرة، وأنّ الهجرة من الهلال حتمية، وساعدت الميديا الزرقاء بذلك في تقديم خدمة للاعبين، والمنافسين، لتضع تلك الخدمة مجلس إدارة الهلال تحت الضغط، وليبدو بعد ذلك أنّ أيِّ لاعب غادر الهلال أو سيغادر، ما كان لمجلس إدارة الهلال القدرة على إجباره على الاستمرار أو الوصول معه إلى تسوية تقضي باستمراره ولو لموسم إضافي وحيد مع الهلال.
الإدارة التي لا تعرف المُحافظة على لاعبيه، تقود الفريق دائماً نحو الهاوية، وهذا ما حدث في المريخ، إذ عجزوا عن المحافظ على أي لاعب رفع عصا الترحال.
لا تضع مُبرّرات مسبقة للإخفاق ـ لأنك تستدعي الفشل بذلك.
لا تبحث عن الأعذار قبل الخسارة، عَـادةً نحنُ نخسر لأننا نتشبّث وراء الأعذار. الذين لا يخسرون هم الذين لا يعرفون الأعذار ولا يؤمنون بها.
المُبرّرات هي السبب الرئيسي في الهزيمة، خاصةً إذا كنت تحمل تكوينها قبل المُـواجهَـة.
السوشيال ميديا في الهلال في الفترة الأخيرة، كانت تتحدّث عن الثلاثي خادم دياو وعيسى فوفانا وأداما كوليبالي على أنهم غير راغبين في الاستمرار مع الهلال، وقد ظلّت مواقع التواصل الاجتماعي تتابع كل تحركاتهم ومنشوراتهم وهي تشير إلى مغادرتهم الهلال، ولم يتركوا كلمة أو صورة أو إيموجي إلّا فسّـروه رغبةً منهم في الرحيل، وكان كل إيحاء وإشارة من هذا الثلاثي تعني عندنا أنّهم وصلوا إلى طريق مسدود مع الهلال، ولم يستثن من ذلك حتى الكونغولي إيبولا وهذا خطأٌ وقع فيه الإعلام والجمهور المحسوب على الهلال في الميديا، إذ أنّنا لو اعتبرنا مجازاً أنّهم راحلون من الهلال وأنّ العلاقة بينهم وبين الهلال وصلت لطريقٍ مسدودٍ، يبقى من الذكاء ومن الحصافة أن لا نشعر الراغبين في التعاقد مع هؤلاء اللاعبين أنّ الفرصة مُـواتية لهم للتعاقد مع أولئك اللاعبين بثمنٍ بخسٍ، لأنّ مسيرتهم مع الهلال وصلت للنهايات.
لا تخدم أجندة الآخرين بحجة أنّك تبحث عن الأجندة الأفضل لفريقك.
أشعر الجميع أنّ شهر العسل مازال مستمراً، وأنّ ما بينك ولاعبك سمن على عسل، هذا الشعور يخرج من الجمهور ويجب أن يحس به الآخرون.
لقد أصبح اللاعبون يستعملون صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسائل مُعيّنة، فلماذا نساعدهم على مآربهم تلك؟ ولماذا نجعل الوكلاء يخططون بخبث لهم، ونخدم نحنُ عن جهلٍ مُخطّطاتهم التي يقصدون بها إضرار الفريق؟
علينا في الميديا وحتى نصل إلى أعلى قيمة وأكبر عائد من بيع أي لاعب، أن نُـروِّج لتمسُّك الهلال باللاعب وعدم التفريط فيه حتى نجبر النادي المفاوض على أن يدفع أكبر مقابل ممكن لشراء اللاعب، ولكن نحنُ نبحث عن السبق الإعلامي ونتحَـرّى الإثارة والضجّـة لنخرج نحن بأكبر عائد بسبب التفاعل وردة الفعل، ولا يعنينا الهلال في شئٍ ولا تعنينا مصلحته، رغم أننا ندعي ذلك.. ولا أستبعد هنا الكثير من النوايا الحسنة، لكن تلك النوايا لا تنفع الهلال في شئ!
إبان أزمة الأهلي المصري ولاعبه السابق وسام أبوعلي، عندما قرّر اللاعب الانتقال إلى الدوري الأمريكي وتوقف عن التمارين، وأعلن العصيان، أصدرت إدارة الأهلي بياناً تعلن فيه تمسكها باللاعب وأنه ليس للبيع، ومكّنهم ذلك من أن يحقِّقوا أكبر مكسب في تاريخ الأندية المصرية في السنوات الأخيرة، عندما باعوه بمقابل كبير.
ليس من الذكاء أن نُـروِّج إلى أنّ العلاقة بين اللاعب والهلال غير جيدة، ولا من الذكاء، الإشارة إلى أن استمرارية اللاعب مع الهلال أصبحت مستحيلة، ولا من الذكاء التحدث عن توتر العلاقة بين الطرفين، هذا شئٌ إن حدث عليهم أن يصلوا هم إليه، ولا نمنحهم نحنُ هذا الشعور حتى لا يمتلكوا أدلة المغادرة، ويحصلوا على تذاكر الرحيل، وحتى لا يكون موقف تلك الأندية وهي تفاوض الهلال قوياً، لتستغل هذا الوضع في التفاوض.
لا تجعلوا موقف الهلال ضعيفاً ـ دائماً ضعوا الهلال في موقف قُــوّة.
مصير أيّ لاعب متعاقد مع النادي يبقى في يد النادي، هو مَن يُحدِّد رحيله، وهو مَن يُحدِّد السعر، ولا يملك اللاعب سنداً أو مبرراً في أن يرحل من النادي إلا إذا أخلى النادي بعقده مع اللاعب، ولكن بما أنّ النادي ملتزمٌ، فليس هنالك أيِّ ثغــرة أو بند يمنحه الحق في فسخ العقد، حتى ظروف الحرب التي يخشاه البعض ويروِّج سلبياً في أن تكون سبباً في فسخ التعاقـد تجاوزها الهلال، والدليل على ذلك أنّ الهلال شارك معه في ظروف هذه الحرب 12 محترفاً ولم تحدث أية مشكلة لأي لاعب منهم، كما أنّ الهلال في هذه الحرب ظَـلّ يبرم تعاقداته مع أسماء كبيرة، ولعيبة قادمة من أندية معروفة وتلعب لمنتخبات بلادها، لذلك لا تمنحوا الراغبين في التعاقد مع لاعبي الهلال فرصة في استغلال الحرب للضغط على الهلال.
اللاعب مبابي ظَـلّ يلعب في باريس سان جيرمان في ظل رغبة كبيرة من ريال مدريد للتعاقد معه، ولم يخرج اللاعب من باريس سان جيرمان إلا بعد انتهاء فترة تعاقده، مع أنّ اللاعب كان شغوفاً بالرحيل من النادي الفرنسي.
لاعب الأهلي المصري أحمد عبد القادر تبقى من عقده سنة وفرصته في المشاركة مع الأهلي أصبحت معدومة واللاعب يُخطِّط للانتقال إلى الزمالك، فريق الأهلي وضع شروطاً لبيعه وحدد مبلغاً لذلك، وأبعده من التمارين مع الفريق الأول.
مهاجم الأهلي السابق وسام أبوعلي، كما أشرت، قَـرّر الرحيل من الأهلي وتنكّر لفريقه، وأصدر اتحاد كرة القدم الفلسطيني بياناً يؤكد فيه أنّ لاعبهم يتعرّض لمعاملة صعبة وقاسية، وأن حياته أصبحت في خطر، وظَـلّ اللاعب يهدد، ووكيله ينذر، لكن في النهاية رحل اللاعب بشروط الأهلي بقيمة وصلت إلى 7.500000 دولار ويمكن أن تصل إلى 9 ملايين دولار.
النادي هو صاحب الكلمة وهو مَن يُحَـدِّد ويضع شروطه لا اللاعب، فلا تعطوا اللاعب هذا الحق.
أي إشارات أو تلميحات على مواقع التواصل لا تعني رحيل مَن تصدر منهم ـ هنالك لاعبون طالبوا بفسخ تعاقداتهم ولم ينجحوا في ذلك وعادوا إلى ممارسة نشاطهم بصورة عادية مع النادي الذي طالبوا بفسخ تعاقداتهم معه.. فهل نمنح لاعباً حق الرحيل؟ فقط لأنه ألمح أو أشار بالرحيل بإحدى وسائل التواصل الاجتماعي؟
الأندية تملك سلطة على لاعبيها بحكم القانون واللوائح، فلماذا تجبرون الهلال على التنازل من لاعبيه وتُروِّجون لمغادرتهم منه؟
لا يعنيني استمرار خادم دياو في الهلال في شئ، ولن أتحسّر على، عيسى فوفانا إذا رحل، لكن من الحصافة أن ندعي أنّ الهلال مُتمسِّكٌ بهما وأنه لن يطلق سراحهما حتى نرفع من قيمة بيعهما.
أما أداما كوليبالي فهو لاعبٌ يحتاجه الهلال، ومشروع الهلال وبطولاته قائمة على استمرار هذا اللاعب، بل الاستثمار فيه يقوم على أن يستمر كوليبالي مع الهلال على الأقل موسماً آخر، لأنّ عائد بيعه في الموسم القادم سوف يكون ضعف عائد بيعه إذا تم هذا الموسم.
الذين يتحدّثون عن الاستثمار ويدعون لبيع كوليبالي يحرمون الهلال من أكبر المكاسب المادية والفنية لو غادر اللاعب في هذا الموسم ـ أكبر استثمار هو أن يستمر كوليبالي مع الهلال، على الأقل هذا يدعم فكرة الاستقرار، ويُؤكِّد أنّ البلاد آمنة، وأنّ الظروف التي نمر بها لم تكن سبباً في رحيل لاعب.
الهلال متعاقد مع كوليبالي حتى 2029 فما الذي يجعله يبيعه الآن؟ إذا امتثل الهلال لرغبة اللاعب كما نردد، فإنّنا بذلك سوف نمنح أي لاعب يريد أن يغادر جواز المرور، وسنمنحه سابقة تدعم موقفه في الرحيل.
لا تفتحوا الباب للآخرين.. مغادرة كوليبالي بالطريقة التي يحددها هو سوف تفتح الباب لمغادرة غيره بنفس الطريقة.. نحن في الغالب لا نحسبها “صاح”، ولا ننظر لخطورة ما هو آتٍ، بخطوة نقوم بها الآن.
الإدارة القوية والنادي الكبير هو الذي يقرر، وهو الذي يحدد، لا تعطوا كوليبالي سلطة هو لا يملكها ولا يستحقها.
عندي أن تفقد كوليبالي وتدخل معه في محاكم وصراع أفضل من أن تمتثل لرغبته وتبيعه، حتى لا نفقد غيره، ونجعل أي لاعب يريد أن يرحل من الهلال يملك الحق في ذلك.
حتى رحيل خادم دياو يجب أن يضع مجلس الهلال فيه شروطه، وقد وضح لنا ذلك، لأنّ مجلس الهلال هو الذي حدّد النادي الذي سينتقل إليه اللاعب، وهو الذي اختار من بين العروض، العرض الذي يُناسبه ويخدم مصلحة الفريق.
إدارة الهلال يجب أن تمتلك المرونة في الوصول إلى قناعات اللاعبين، وعليها أن تعرف أن تصل إلى وضعية توافق ورضاء مع اللاعب من أجل الاستمرار مع الفريق وهي تملك الوسائل لذلك، كما أنها يجب أن تملك القوة لحسم تفلتات أيِّ لاعب وجمح رغباته إذا كانت ضد مصلحة الفريق.
إدارة الهلال قادرة على إقناع كوليبالي على البقاء مع الهلال ـ هذا أمرٌ لن يعجز العليقي فيه.
لقد ظلت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإسفيرية تتحدّث عن عروض فرنسية وإيطالية لأداما كوليبالي، وتحدّثت كذلك عن رغبة الترجي التونسي ورغبة الرياض السعودي وبعض أندية جنوب أفريقيا، ومجلس الهلال أكد أن لا عروض رسمية وجادة ومحققة لطلبات الهلال وصلت للتعاقد مع اللاعب.
كل هذه العروض لا وجود لها إلا في الميديا، فلماذا نُعرِّض استقرار الهلال للاهتزاز؟
يتحدّثون هنا عن رغبات وأمانٍ لجماهير تلك الأندية للتعاقد مع اللاعب، ولا يفعلون من ذلك إلا لزعزعة استقرار الهلال، مثلما كانوا يتحدّثون عن جان كلود، ويؤكدون أنّ استمرار اللاعب مع الهلال مستحيلٌ في ظل العروض التي وصلته، مع ظروف البلاد بسبب الحرب، حتي فاجأهم مجلس الهلال بالتمديد لجان كلود الذي جاء للبلاد التي يتحدّثون عن حربها، وخاض فيها مباريات الدوري.
سوف أمتحن قدرات مجلس إدارة الهلال في التعامل مع أزمة كوليبالي، وسأرى إن كان المجلس يمتلك القدرة والمرونة لإقناع اللاعب واستمراره مع الهلال أم لا؟
إذا فشلوا في ذلك، العيب عندي هو عيب المجلس وليس عيب اللاعب، والنقص عندهم وليس في غيرهم، حتى لو حاولوا في مواقع التواصل الاجتماعي أن يقنعونا أنّ اللاعب غير راغب في الاستمرار مع الهلال.
الهلال يرغب وإذا رغب يعرف كيف يحقق رغبته ـ إنّه الهلال نادٍ عظيم له كرامته وله كبرياؤه الذي يجعله يفرض شروطه ولا تُفرض عليه في لاعب يملك عقده.
بقي القول إنّ كوليبالي لاعبٌ صغيرٌ في السن ولم يكمل بعد العشرين، العجلة في شنو؟ الطريق مازال طويلاً فلا تفسدوه علينا بتلك الأخبار التي تُروِّجون لها.
العقلية التي يمتلكها العليقي والشغف الذي يوصله لحد التحدي يجعلني أقول إنّ الهلال قادرٌ بإذن الله وفضله للمحافظة على كوليبالي وإيمي وأحمد سالم وإيبولا، كما حافظ على جان كلود.
ثقتنا في العليقي أنه قادرٌ على ذلك.
الأسماء التي أُضيفت لكشف الهلال والأسماء القادمة تجعلنا نُراهن على أنّ الهلال في البطولة الأفريقية القادمة على الأقل قادرٌ للوصول إلى النهائي إن شاء الله، وسيكون قادراً بإذن الله على تحقيق اللقب، شريطة أن يحافظ على الأسماء التي أشرنا إليها.

متاريس
عندما ينجح معك محترف يجب أن تحافظ عليه، وعليك أن تفعل كل شئ من أجل الاستمرار.
الوكلاء يبحثون دائماً عن عمولاتهم التي لا تتحقّق إلا في حالة انتقال اللاعب، لماذا لا يمنح الهلال الوكلاء عمولات تجعلهم يدعمون استمرار اللاعب مع الهلال.
أين العروض الفرنسية والإيطالية، التي فلقتونا بها.
جان كلود، أكدوا رحيله من الهلال، فجدّد وأضاف مواسم أخرى في عقده مع الهلال.
بعض المحترفين يجب أن ترفع مرتباتهم وحوافزهم، ويجب أن يحدث تعديل في عقوداتهم يواكب النجاح الذي حققوه والعروض التي تصلهم، والقيمة التسويقية للاعب عندما ترتفع سوف ترتفع عائدات بيعه في المستقبل.
جان كلود وإيمي وكوليبالي وأحمد سالم وإيبولا يجب أن يحدث تعديلٌ في تعاقداتهم.
التقدم في المنافسات الأفريقية أصبح يعود على الفريق بأرباح ومكاسب مادية كبيرة، جوائز التقدم ومقابل التأهل يمكن أن يغطي منصرفات ومرتبات اللاعبين.
الصرف المادي ارتفع في الأندية المنافسة بصورة كبيرة، ومن الطبيعي إذا أراد الهلال المنافسة أن يرفع نسبة الصرف ـ الدخل سوف يرتفع تلقائياً.
أسوأ استثمار هو المتمثل في بيع اللاعب.
إذا كان عندك فرخة تبيض ذهباً في كل يوم، لماذا تطمع في الحصول على كل الذهب مرة واحدة ببيع الفرخة، أو ذبحاً للاستلاء على كل البيض؟ هذه نظرة عكس الاستثمار الذي يحللون به دعواتهم.

ترس أخير: كوليبالي شدولو وقالوا ليه أركب.. كويس أنّ العليقي يُفكِّر خلاف الميديا.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد