صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
كِــدَا رِضَــا.. خيـرٌ وبركَــة
دائماً عندما تصل لقمة الفرح، وتُحقِّق عدداً من البطولات، وترتفع الطموحات، يترقّب منك أكثر، ويُنتظر منك ما هو أعظم، وتتّسع دائرة التطلعات، فيحدث التراخي بسبب ذلك التشبع، ليكون هناك انحدارٌ فجائيٌّ أو صدمةٌ عابرةٌ، تحدث تلقائياً، تجعلك تستيقظ وتصحو وتفوق من حالة النشوة التي بلغتها.
مثل هذه الصدمات مهمة للاستفاقة ـ دائماً أقول إنّ أندية البطولات لا تُبنى فقط بالانتصارات والظروف الجيِّدة، أندية البطولات تُبنى بالانتصارات والهزائم، تُبنى في ظل الظروف الصعبة التي تخلق التحديات.
الأزمات هي التي تصنع البطل الحقيقي ـ أبطال الورق يحتاجون إلى أجواء ملائمة وظروف جيدة، وطرق مفروشة بالورود.
إذا كان كل شئ مثاليّاً، فإنّ ما تحققه في الظروف المثالية لا يعتبر إنجازاً.
في أوقات النشوة تحدث الهزيمة، ويكون توقيتها دائماً بين البطولات أو بين المواسم، وهي هزيمة ميقاتها يأتي كفواصل بين بطولات وبطولات لتحدث خسارة أو خسائر، في تلك المرحلة الانتقالية ـ هذه الفواصل لا بد من التعثر فيها، المُهم هو عندما تخسر أن تمتلك القدرة والقوة للعودة، وأن تتجاوز الأزمة التي تحاول أن تجرّك للخلف، وتقودك إلى هزائم أخرى، إن كنت قوياً سوف تعود لسكة الانتصارات سريعاً لتحقق المزيد من البطولات.
مهما بلغت من القوة والقدرة لا بد أن تفقد وتخسر فجأةً، وقد يحدث ذلك أمام أندية صغيرة، عادةً يكون السبب في ذلك هو حالة النشوة التي وصلت إليها.. وهي كما أشرت فواصل ليس منها مفرٌ، قوتك ليست هي في أن لا تخسر أو أن لا تتعثر، قوتك هي في أن تكون قادراً على تجاوز تلك العثرات سريعاً، وقادراً على العودة من جديد بشكل أقوى.
لا أريد أن أبرِّر للهلال وأقول إنّه فَقدَ أكثر من 17 لاعباً، لذلك تعثّر، لأن الأسماء الموجودة في الهلال الآن يفترض أن تكون قادرة على أن تحقق الفوز على مقديشو سيتي الصومالي، وإن كان الهلال فَقدَ بصورة تامة كل الأسماء المؤثرة والقوية في قلب الدفاع، للحد الذي جعله يلعب بفارس عبد الله في قلب الدفاع.
لكن كل هذه الأشياء هي ليست مبرّراً لتعادل الهلال أمام مقديشو سيتي الصومالي، وإحقاقاً للحق فقد كان مقديشو سيتي أفضل من الهلال ونقل الكرة بصورة ممتازة، وكان يضغط على الهلال في مناطقه ومن هذا الضغط جاء هدفه من خطأ وقع فيه أبوعشرين، وكان مقديشو سيتي في نفس الوقت يبدأ هجمته من حارس المرمى، حتى شعرنا أن الفريق الكبير هو مقديشو سيتي وليس الهلال، ومعطيات المباراة كانت تُوحي بذلك، وإن كانت فرص الهلال التي أضاعها أخطر وأكثر.
المباراة أكّدت أنّ هنالك تقدُّماً في كرة القدم الصومالية، ويبدو أن ذلك التطور يشمل معظم دول شرق ووسط أفريقيا، وإن لم نتدارك ذلك في السودان يمكن بعد سنوات، نكون في مؤخرة دول شرق ووسط أفريقيا كروياً، كما أصبحنا في ذيليتها في أمور أخرى.
الذي يغيب عنّا ونتجاهله تماماً هو التقدم الذي تشهده معظم الدول الأفريقية، يقابل ذلك تأخر منّا، السودان قبل الحرب كان متأخراً، وبعد الحرب سوف نتأخر أكثر.
نحن بطبيعتنا العاطفية عندما نفرح، نفرح بإفراط مُخل، وعندما نحبط، نحبط إحباطاً مُدمّراً.
نحنُ الأمة الوحيدة التي يُدمِّرها الحُزن، ويُدمِّرها الفرح أيضاً.
لا بنعرف نحزن، ولا بنعرف نفرح.. عندما نحزن نبكي، وعندما نفرح أيضاً نبكي.
نُحطِّم كل شئ عندما نخسر ونفقد، ولا استثني نفسي، لأننا سببٌ في تلك الخسارة ـ والتعادل أمام مقديشو سيتي، خسارة، لكنها تبقى منطقية وتحدث في كل العالم ولكل الأندية، لكن ذلك لا ينفي أننا سببٌ في ذلك، الأخطر من ذلك ليست الخسارة، الأخطر هو أننا لا نعرف أن نتعامل بعد الخسارة، حتى لو كانت خسارة تؤدي إلى الطريق الصحيح.
هذا التعادل الذي وقع فيه الهلال ـ كنا فعلاً في حاجة له، حتى لا نسمح لأحلامنا وطموحاتنا أن تقودنا إلى الهاوية، من حقّنا أن نحلم، نملك فريقاً قادراً على أن يحقق طموحاتنا ـ مازلنا نقول ذلك ومازلنا نحلم ـ لكن علينا أن نعلم أنّ الطموحات لن تُحقّق بالطموحات، الطموحات تُحقّق بالعمل والجهد والصبر.
الثابت عندنا أننا لا نصبر، وهذا هو عيبنا الأول، نزرع وننتظر الحصاد حتى قبل الانتهاء من مرحلة الزراعة.
يبدو لي أننا نتربّص لبعضنا البعض، ننتظر أن نتعثّر حتى نثور، ننتظر الخطأ حتى يخرج كل من فينا (مرشداً إلكترونيّاً)، أو (مصلحاً آليّاً) يجوب الصفحات والقروبات، راشداً وناصحاً.
نحنُ في السودان أزمتنا أزمة استهلاك، ليست أزمة إنتاج، وهذه مشكلتنا، ليست في الرياضة وحدها، مشكلتنا في كل المجالات.
نحن شعبٌ مستهلكٌ، قد نعجز من الإنتاج، ولكن لماذا نسرف في الاستهلاك؟ علينا أن نستهلك قدر إنتاجنا.
المشكلة أصبحنا نستهلك طاقتنا في الخراب والدمار والإحباط، نستهلك طاقتنا في السلبيات، نحن نعرف كيف نولد الطاقة السلبية.
المدير الفني للهلال ربجيكامب يحتاج في هذا الوقت أن يجرب ويختبر ويبحث، هو في مرحلة يكتشف فيها إمكانيات لاعبيه، ويختبرهم في حالات الضغط والاستلام والتمرير وووو.. هذا لن يكون متاحاً له إلا من خلال هذه البطولة، لذلك نقول إنّ سيكافا جاءت في موعدها تماماً.
نحمد الله أنّ ذلك يحدث في بطولة سيكافا ـ كان يمكن أن يحدث ذلك في البطولة الأفريقية، يمكن أن يكون الجاموس أخطر من مقديشو سيتي، ويمكن أن نواجه مقديشو سيتي في التمهيدي الثاني، لذلك مهم أن نعود لصحونا من خلال سيكافا.
ولتجاوز الإحباط والعودة إلى الطريق الصحيح، لا بد من الفوز بالبطولة، اتفق مع الدكتور علي عصام أن بدايات الهلال السيئة في كل المنافسات تقودنا دائماً إلى نهايات سعيدة.
اعتاد الهلال في مشاركاته السابقة ببطولة سيكافا أن يفوز في البدايات بالخمسة والأربعة، ثم يخسر البطولة في النهايات، بالتأكيد هذا ليس (تحليلاً فنياً)، ولكن هو أمرٌ يجعلنا نُرتِّب أوراقنا ونقلِّل من إحباطنا ومخاوفنا.
الهلال يلعب بجهاز فني جديد، والهلال أضاف 12 لاعباً جديداً ويفتقد مع هذه الظروف 17 لاعباً، أغلبهم من عناصره الأساسية، وهو تلقائياً يفتقد التجانس والتفاهم ويحتاج لفترة لهضم طريقة المدرب الجديد.
طبيعيٌّ جداً أن يحدث ذلك في البدايات، بعد موسم ممتاز للهلال.
في القارة الأفريقية، كل الأندية الكبيرة التي حققت إنجازات كبيرة في الموسم الماضي ـ الأهلي المصري وصن داونز والترجي التونسي كل هذه الأندية تعثّرت في البدايات، حتى إن الأهلي المصري الذي قام في هذا الموسم بأفضل انتدابات في العشرين سنة الأخيرة، يقبع بعد الأسبوع الخامس في الدوري المصري في المركز 12.
الأهلي أطاح بجهازه الفني قبل أن يكمل معه ثلاثة أشهر بسبب أن الأهلي في أربع مباريات في الدوري المصري، تعادل مرتين وخسر مرة ولم يفز إلّا في مباراة، مع أنه عائد من كأس العالم ويمتلك أسماءً عالمية.
من حُسن حظ الهلال أنّ عثراته وعيوبه سوف تظهر في سيكافا ـ والحمد لله أنّ بطولة سيكافا ارتفع مستواها الفني وأصبحت أنديتها قادرة على أن تمنح الهلال الفائدة.
لهذا أقول كدا رضا.
الحمد لله أنّ ذلك يحدث الآن.
مع ذلك على الهلال أن يقاتل من أجل اللقب، هو قادرٌ على ذلك، فلا تتخلوا من دعمكم، ولا تنشروا الطاقة السلبية ولا تُـوزِّعوا إحباطاتكم على الناس.
أذكر بعد الخسارة من الأمل إني كتبت أن الخسارة مُفيدة للهلال، وإنه قادر على الفوز بالدوري وقد تحقق لنا بفضل من الله ذلك.
الآن نقول نفس الكلام ونؤكد قُـدرة الهلال على الفوز ببطولة سيكافا وإن لم يتحقّق ذلك، فلن نحبط ولن نهزم، بل سوف نعود أقوى في كل الأحـوال.
لا أريد أن أحكم على لاعب من أول تجربة، لكن كل المؤشرات جيدة، وموسم الهلال القادم هو بإذن الله أفضل من موسمه الماضي.
أسعدتني تصريحات المدير الفني للهلال لمنصات الهلال الرسمية، وأعجبني أن ريجيكامب تحدّث عن قتالهم من أجل أن يحققوا اللقب ويفوزوا بالبطولة ـ هذه تصريحات قوية، تؤكد ثقة المدرب في فريقه وتثبت جرأته.
ريجيكامب تحدّث عن أنّ الفريق يجري تمرينين في اليوم، وهو أمرٌ يمكن أن يُسبِّب ضغطاً على اللاعبين وقد ظهر عليهم ذلك، ولكن هذه التمارين القوية لا بد منها، لأنّ الفريق في مرحلة إعداد.
….
متاريس
حديث إعلام المريخ عن أن إيمانويل (قاصرٌ)، هو حديث يفتقد للوعي القانوني وهو كلامٌ لا قيمة له ـ إعلام المريخ يحاول إنتاج قضايا مزمل أبوالقاسم الخاسرة.
هو يعني مزمل نجح في ذلك، عشان تنجحوا إنتوا؟!
يبدو أنّ عاصفة كرشوم وزلزال محمد المصطفى أثّر على الخلايا المعنية بالقوانين واللوائح في المخ.
ما تشغلوا روحكم بهذه الزوبعة.
الهلال عارف بعمل في شنو؟
من الأحسن، خليكم في احتفالاتكم بالزي الجديد.
ديل عاملين ليهم مهرجان.
ركِّزوا في الطاقم الجديد.
سوف أعود لذلك من خلال (فاطى سطر).
المهم الآن، والذي يعتبر هدفنا الأول هو وصول السودان لنهائيات كأس العالم.
مواجهة مهمة تنتظر المنتخب السوداني وهو يلعب مساء اليوم أمام المنتخب السنغالي في داكار.
الانتصار اليوم يمكن أن يجعل بيننا والنهائيات خطوات.
المنتخب قادرٌ بإذن الله على تحقيق نتيجة جيدة اليوم.
لكن في كل الأحوال، علينا أن نكون فخورين بهذا المنتخب.
لو لم يكن منتخبنا يفقد محمد المصطفى والغربال لكان له كلام تاني.
لكن المؤشرات جيدة، أبوجا وصل لمستوى ممتاز، نسأل الله أن يكون التوفيق حليفه اليوم.
ويملك المنتخب عدداً كبيراً من المهاجمين، قادرون على سد مكانة الغربال.
والمنتخب أيضاً يمتلك عناصر متوهجة في هذه الأيام، كرشوم وروفا وبوغبا وصلاح عادل وكانتي ومازن وطبنجة وجوباك.
وهنالك كوكو والجزولي نوح وأبوعاقلة وسيف تيري ومحمد عيسى وبخيت خميس الذي يمكن أن يكون له دورٌ كبيرٌ في مباراة اليوم، وذلك لأفضليته على طبنجة في الخبرات والناحية الدفاعية، مع أنّ طبنجة أصبح جيداً في الناحيتين.
في وجود هذه الأسماء، المنتخب قادرٌ على أن يفعل شيئاً اليوم أمام السنغال.
تخيّلوا كيف يكون الحال لو انتصر المنتخب السوداني اليوم على نظيره السنغالي.
هذا يمكن أن يحدث ـ ما في شئ بعيد.
نقول إن شاء الله.
عناصر الهلال الدولية التي تلعب مع منتخبات بلادها، من الصعب أن تلعب مع منتخبات بلادها يومي 5 و9 وتسافر من بلد إلى آخر لتأتي وتلعب مع الهلال يومي 12 و15 سبتمبر في بطولة سيكافا بتنزانيا في حال تأهل الهلال بإذن الله ووصوله للنهائي، ثم تسافر مع الهلال إلى جنوب السودان لتلعب بعد أسبوع من نهائي سيكافا أمام الجاموس بطل جنوب السودان.
هذا أمرٌ يبقى مُرهقاً عليهم، وإن لم يُعرِّضهم للإصابات سوف يُعرِّضهم للإرهاق.
لذلك من الأفضل للهلال أن يعتمد على لاعبيه الحاليين في بطولة سيكافا ويكمل بهم.
خلونا من سيكافا.. خلونا مع المنتخب، والحديث عن مباراة يمكن أن تجعل حظوظنا كبيرة في الوصول لنهائيات كأس العالم.
نقول يا رب.
وربنا يحفظ اللاعبين من الإصابات ويكتب لهم النصر والتوفيق اليوم.
….
ترس أخير: نَصــرك يَـا رَب.