صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لاتراهنوا على الفاشل

62

 

أفكار

محمد الجزولي

لاتراهنوا على الفاشل

أجد نفسي مستغرباً على تمسك الاتحاد السوداني لكرة القدم، بالمدرب الكرواتي زدرافكو لوغاروشيتش، في قيادة المنتخب الوطني الأول رغم أن نتائج هذا المدرب لا تمنحه حق الاستمرار.
لا نتحدث من منطلق عدائي بل المنطق والأرقام يؤكدان أن هذا المدرب فاشل بدرجة امتياز، لذلك لا تراهنوا على الفاشل لأنه سيظل فاشلاً.
في يوم 26 ديسمبر من العام 2017 وقع الدكتور كمال شداد، رئيس الاتحاد عقداً مع الكرواتي لقيادة المنتخب في نهائيات الشان التي أقيمت بالمغرب.
وحتى نذكر الناس أن الكرواتي لم يقد صقور الجديان للتأهل إلى نهائيات الشان بل حصد ما زرعه مازدا وبرهان تية، وظن الناس أنه صاحب الإنجاز.
بعد نهاية الشان شفنا العجاب حيث خرجت المنتخبات الواحد تلو الآخر من التصفيات الأفريقية والمونديال تحت قيادة الكرواتي الذي ظل يجد المكافأة من الاتحاد بعد كل فشل.
لا تحلموا بأي جديد مع هذا المدرب الفرحان ولا تراهنوا عليه لقيادة المنتخب لنهائيات أمم أفريقيا 2021 لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
عامان قضاهما زدرافكو على رأس الجهاز الفني ولم يحقق أي إنجاز ملموس على أرض الواقع وأن برونزية الشان لا تحسب له لأنه وجد المنتخب جاهزاً لا أكثر ولا أقل.
تصفيات أمم أفريقيا 2019 التي أقيمت بمصر كانت المحك الحقيقي لهذا المدرب الذي فشل فيها وقاد المنتخب للخروج من الباب الخلفي.
كلما تضاءلت حظوظ أحد منتخابتنا في التأهل تحول لوغا إلى المنتخب الآخر وفي النهاية قضى على أخضر ويابس المنتخبات السودانية.
المنتخب الأولمبي كان يسير بصورة جيدة للتأهل لنهائيات أفريقيا المقامة حالياً بالقاهرة في طريق التأهل لأولمبياد طوكيو وبعد استلم زدرافكو للمهمة قاد المنتخب للخروج كما اعتاد أن يفعل مع كل المنتخبات.
ليس هنالك أي منطق يجعل هذا المدرب مستمراً في قيادة المنتخب ويكفي أنه فشل طوال العامين في قيادة المنتخب لأي فوز في السودان.
نقاط الأرض هي مفتاح التأهل في كل البطولات وعندما تخسر نقاط أرضك فعليك أن تتأهب لمغادرة البطولة التي تشارك فيها.
لا أجد بلد يكافئ الفاشل مثل السودان، وليس هنالك اتحاد صبر على مدرب فاشل كما صبر اتحادنا العام مع أن هذا الكرواتي لا يستحق كل هذا الصبر.
خسارة المنتخب من تنزانيا بهدف لهدفين في أم درمان والفشل في التأهل إلى نهائيات الشان، كانت كافية جداً لإقالة هذا المدرب المتواضع.
نحترم الدكتور كمال شداد، كثيراً كرجل خبير في كرة القدم ومعروف على نطاق العالم ولكن لا نفهم إصراره على استمرار زدرافكو الذي لا يستحق أي فرصة أخرى.
أي مدرب في العالم يفشل في التأهل لبطولة كبرى يبادر باستقالته، إلا هذا الكرواتي الذي ظل متمسكاً بوظيفته رغم أن نتائجه لا تمنحه حق الاستمرار.
اعتقد أن الجهاز الفني الوطني بقيادة خالد بخيت ومعتصم خالد ومحمد موسى وحمد كمال، مؤهل تماماً لقيادة المنتخب إذا كان ليس هنالك بديل لزدرافكو الذي برع في الفشل.
بعد الخروج المذل من سباق التأهل لنهائيات الشان 2020 بالكاميرون قدمت لجنة المنتخبات الوطنية توصية بإقالة المدرب الكرواتي ويبدو أن التوصية ذهبت إلى سلة المهملات.
فرصة منتخبنا الوطني كبيرة في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2021 التي يبدأ مشوارها يوم 13 نوفمبر الحالي بمواجهة ساتومي بالجوهرة الزرقاء.
ولكن علينا أن لا نتفاءل بذلك في وجود زدرافكو الذي كسر الأرقام القياسية في الفشل وخير دليل على ذلك أن صقور الجديان لا تعرف الفوز تحت قيادة في السودان.
ليس لن عداء مع زدرافكو ولكن للأمانة لا يستحق تدريب منتخبنا الوطني ولا يملك ما يقدمه في المستقبل والأيام بيننا.
حتى يقول الناس إننا نظلم المدرب فإن القائمة التي أعلنها لمباراتي ساتومي وجنوب أفريقيا، تحتها مليون خط أحمر.
تجاوزت القائمة لاعبين مبرزين في الدوري الممتاز واختارت آخرين بعيدين عن المشاركة مع أنديتهم ومستواهم متراجع، وهنا بيت القصيد.
لا أعرف هل يختار زردافكو القائمة لوحده أم يشاور مساعديه لأن أحمد بيتر حارس الأمل يستحق الاختيار وزميليه المدافع أحمد موسى تمبش وكابتن بشير أيضاً.
حتى استدعاء اللاعبين الذين يلعبون خارج السودان كان مرفوضاً من قبل المدرب الكرواتي الذي يرفض أيضاً خوض المباريات الودية خوفاً من الهزيمة وكشف الحال.
بأي منطق يمنح هذا المدرب كل هذه الثقة لقيادة المنتخب وما الذي ننتظره منه بعد أن ظل لعامين على التوالي من فشل لفشل.
الاهتمام الذي تجده المنتخبات الوطنية في عهد الاتحاد الحالي لم يتوفر للمنتخب الذي تأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2008 و2012 وهذا يؤكد أن العلة في المدرب وليس اللاعبين.
حتى الجمهور الذي تفاعل مع المنتخب في مباراتي تشاد وتنزانيا قل حماسه بعد أن صدمه الاتحاد بالإبقاء على لوغاروشيتش.
لو كنت محل الدكتور حسن برقو، رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، لتقدمت باستقالتي اليوم قبل الغد بعد أن تجاهل الاتحاد توصيته بإلغاء المدرب الكرواتي.
ربيع الأندية يصنعه اللاعبون وربيع المنتخبات يصنعه المدرب، وبالتالي ليس هنالك بارقة أمل لمنتخب ما دام هذا الكرواتي مستمراً.
وفي الختام.. اللهم بلغت فأشهد والسلام.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد