* ظل نادي المريخ، ومجالس اداراته المتعاقبة، صيداً سهلاً للسماسرة، سواء الوطنيين او الأجانب خاصة في ما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين محترفين او مدربين ولعل اقتحام عدد مقدر من حملة الاقلام، الذين ولجوا بلاط صاحبة الجلالة في غفلة من الزمان، للعمل في سوق التجارة والسمسرة هو الذي تسبب في تراجعنا الحالي وتقهقرنا على الدوام..
* وبالنظر، ولو بصورة عابرة، لعدد الاجانب الذين مروا على كشوفات الاحمر في السنوات الاخيرة سنجد العجب العجاب فهنالك عدد مقدر من المحترفين لم تلمس أقدامهم الكرة، وعلى الرغم من ذلك نالوا مئات الالاف من الدولارات وغادروا لبلدانهم، وتحول مجرى حياتهم عبر احد السماسرة الذين من بينهم بلا شك عدد مقدر من الصحافيين..
* وحتى تكون اللعبة متكاملة، فلا مانع من ان يقوم الصحافي السمسار ـ الذي يتولى الترويج لبضاعته المضروبة ـ بممارسة الخداع، وبيع الوهم للعشاق عبر الاوصاف الرنانة، والامكانيات الخرافية للنجم الاسطورة، والذي سيحل بالطبع كل مشاكل فرقنا ويقودها لمنصات التتويج القارية والعالمية.. وللاسف يصدّق العامة تلك الخزعبلات..
* حتى ولو كان المحترف المراد تسجيله للمريخ مجرباً، ولم يحقق النجاح المطلوب في احد الاندية ـ حتى لو الهلال ـ فان ذلك لا ولن يكون غير دافع يتحول به اللاعب ـ عبر عبارات السماسرة المعسولة ـ الى نجم خارق ح يكسر الدنيا بعد ارتداء القميص الاحمر.
* عشرات الاجانب تعاقبوا على ارتداء شعار المريخ، سبقتهم سمعة خرافية، واوصاف مخيفة للمنافسين، ومريحة لعشاق الاحمر.. لكن مرور الوقت يكون كافياً لكشف الواقع المآسوي على حقيقته، وسرعان ما يتم الاستغناء عن خدماتهم وفسخ العقد بالتراضي قبل ان يتحول الجميع لمتابعة سيناريو آخر مع لاعب جديد بأمر السماسرة..
* ولان المساحة لا تتسع لتناول تفاصيل الفشل التي صاحبت مسيرة عشرات اللاعبين في كشوفات المريخ فسنكتفي بتناول ما يدور هذه الايام من احداث لاحدث عملية فاشلة للتعاقد تمت قبل اسابيع وكان بطلها اللاعب الغاني نيلسون لازغيلا الذي انتقل الى كشف الاحمر قادماً من هلال التبلدي في عملية مفاجئة اصابت جل المريخاب بالحيرة..
* انضم نيلسون الى المريخ بعد جولة شملت الاهلي والهلال وهلال التبلدي، بطلب من المدرب ابراهومة، ولم يظهر سوى في لقاء واحد ـ على ما اعتقد ـ ثم تابعنا تفاصيل مأساة عدم سفره الى المغرب للتباري مع الوداد في اياب الدور الاول لبطولة الملك محمد السادس للاندية بحجة واهية وغريبة لا يصدقها عقل ولا يحكمها اي منطق..
* هاج من هاج من السماسرة، والقوا باللوم على المجلس المنتخب لماذا..؟ لانه فشل في دفع اكثر من (30) ألف جنيه لفك رهنية جواز سفر لازغيلا من الفندق الذي كان يقيم فيه عندما كان يدافع عن الوان هلال التبلدي.. (شفتو الفلاحة دي كيف) نيلسون يسكن في احد الفنادق عندما كان يدافع عن الوان التبلدي ثم يأتي المريخ ليدفع ذلك الحساب..!!
* الان، وبعد ما ودع المريخ بطولة افريقيا، وبطولة العرب، تفاجأنا بان سي لازغيلا يتواجد في بلاده، وهو بالتالي متوقف عن التمارين.. اما عن كيف سافر، ومتى سافر، وبأي جواز سافر، ومتى سيعود.. فان الاجابة على تلك الاسئلة لا يملك حق الاجابة عليها غير سماسرة آخر الزمن الذين ساهموا في تدمير المريخ طوال السنوات الماضية.
* دائرة الكرة بالنادي الاحمر لم تتوقف عن ملاحقة لازغيلا الذي لا يعرف اي احد حتى الان مصيره، ولا ما اذا كان سيعود الى السودان ام لا.. وما هو مصير الاسابيع التي غاب فيها اللاعب عن التدريبات، وهل سيعود لمزاولة نشاطه كده وخلاص دون اي مساءلة او استيضاح او استفسار او حتى كلمة عتاب..؟!!
* انها سادتي واحدة من القصص الشائكة السالبة التي مرت على نادي المريخ خلال السنوات الاخيرة، وخسرت خزانة الاحمر امامها مئات الالاف من الدولارات، ولا نستبعد ان يتطور الموضوع ونسمع بعد ايام بلجوء لازغيلا الى الفيفا مطالباً بمستحقاته ليعود تهديد تجميد النشاط الى الواجهة في وقت لا يمل فيه السماسرة من التطبيل..!!
* لقد فعلها مجلس الوالي من قبل وقام بدفع مئات الاف الدولارات عبارة عن غرامة صدرت في حق (البيه) عصام الحضري، بمباركة المطبلاتية، وللاسف لم يجد الاحمر مقابل ذلك غير المزيد من نكران الجميل من جانب البيه.. وها هي الايام تقودنا الى أحدث صفقة فاشلة ومضروبة وبطريقة تؤكد ان الاسرة الحمراء لم تستفد من الدرس.
* تخريمة أولى: على الرغم من حزني على توقف مباريات الدوري في السعودية ومصر والامارات وتونس خلال الاسبوع المنصرم، والذي حرمنا من المتعة والاثارة، الاّ انني استمتعت بالعديد من البرامج الشيقة على القنوات الرياضية في النايل سات على شاكلة (ملعب أون) على قناة اون سبور و(ملك وكتابة) على قناة الاهلي المصري، وبرنامج (الزمالك اليوم) على قناة الحدث اليوم، و(كورة كل يوم) مع كريم حسن شحاتة على الاولى المصرية.. ولا ادري كيف يريد بعض المرضى اقناعنا بالتحول للعرب سات لمتابعة الدوري السوداني وترك كل تلك الطيبات من البرامج والاستديوهات التي تجسد الاحترافية والتي لا علاقة لها بـ(العواسة اياها) التي تحدث في برامج قناة المتاعب، والصراخ وانعدام الاحترافية..!!
* تخريمة ثانية: واصل تلفزيون السودان تميزه بالسهرات الرائعة، فتابعت أول أمس حلقة خاصة بعنوان (مبدع وزمن) عن رائد الغناء الحماسي في السودان خلف الله حمد، تناولت كل تفاصيل حياته في قرية الديبيبات، وتحدث في الحلقة عدد من زملاء الراحل عن بداياته مع الغناء، ونجوميته، والزملاء الذين تعامل معهم وغير ذلك الكثير المثير.. لقد انبهرنا بالحلقة الشيقة والمعلومات المثيرة التي تخللتها اغنيات بصوت الرحل خلف الله حمد.. انها نقطة رائعة تحسب لصالح المدير الجديد للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ابرهيم البزعي والذي نشير الى ان بامكانه اعادة المشاهد السوداني، داخل وخارج البلاد، الى شاشة القومي.. التحية للتلفزيون والمدير الجديد، مع الامنيات القلبية الصادقة بالمزيد من التنقيب في كنوز الماضي والاستفادة من التسجيلات الخرافية الاثرية القديمة..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
* حاجة اخيرة كدة: الخطوة التي طالب البروفيسور كمال شداد باتخاذها تجاه الشركة الراعية لبطولة للدوري الممتاز يجب ان تصاحبها خطوة اخرى عنوانها توسيع دائرة بث مباريات اكبر مسابقة كروية في السودان، بفك النقل الحصري الذي اصاب الممتاز بالشلل الرعاش..!!
