ابوعاقله اماسا ..
لا خوف على بكري المدينة إلا من نفسه..!
* ذات يوم في موسم 2008 تقريبا، كنت شاهدا بإستاد ود مدني على حضور متوكل بلال، مدير الكرة بالنادي الأهلي وبصحبته لاعب يافع أراد إلحاقه بخانات الشباب، وكان يومها الأخ الصديق عبده شقدي رئيسا لإتحاد كرة القدم المحلي ورفض إكمال إجراءات تسجيل اللاعب، واندلعت يومها مشكلة إنتقلت فصولها إلى قسم الشرطة وانتهت محاولة قيد اللاعب في خانات الشباب.
* عرفت أن اللاعب إسمه بكري عبدالقادر وتعود أصوله لمنطقة ديم المشايخة بجنوب الجزيرة، وفيما بعد عرفت أن الأهلي قد أكمل إجراءات تخزينه بفريق المدينة بالدرجة الثانية، على أن يستعيده فيما بعد.
* كانت المعلومات المبدئية عنه ممتازة، لدرجة أنني حرصت على مشاهدته في ثلاث مباريات مع المدينة أحرز الهاتريك في مرتين.. وانتزع الفوز وإشادات الرواد لفريقه في المرات الثلاثة.. ومنذ ذلك الوقت ظللت أتابع أخباره بإهتمام متوقعا له مستقبلا جيدا.
* كانت تربطني علاقة متميزة بالخبير سيد سليم رحمه الله وأحسن إليه وكان مدربا للأهلي وقتها، سألته عن مستوى اللاعب فأطنب في الإشادة به، وكان رأيه مدعما للرأي الإيجابي الذي كونته عنه.
* في الموسم الأول له مع الأهلي تابعته عن كثب في التدريبات والمباريات معا.. فالأهلي كمجتمع تجد فيه من الإلفة والحميمية ما يجبرك على متابعته، ولكن.. أكثر ما لفت نظري من خلال متابعتي لبكري المدينة، أنه كان إنفعاليا وجامحا في سلوكه، رغم موهبته العالية، لدرجة أنه عرف في مجتمع سيد الأتيام بلقب (بكري المجنون).. ومع ذلك واصلت في متابعته بذات الإهتمام حتى انتقل إلى أهلي شندي لستة أشهر بواسطة الأرباب صلاح إدريس، وهو من الإداريين الذين يتميزون بالرؤية الثاقبة والنضج الفكري.. وفي الهلال أيضا شاهدته في تدريبات كثيرة وتابعت مراحل تطوره والأرقام التي حققها حتى انتهى به الطواف إلى المريخ، ومع أنني كنت مقتنعا بأنه إضافة كبيرة، كنت أتوجس منه ومن سلوكه الجامح والإنفعالي، وقد لا يكون بكري حالة شاذة في هذه الناحية لأننا ننتمي لبيئات متشابهة، يعتقد فيها البعض خطأ أن الإنفعال والنرفزة جزء من اللعبة، وصفات الإنضباط أمر غير محتمل.
* من ناحية المستوى الفني لا يختلف إثنان على أنه مميز ومؤهل للإحتراف والنجاح في أي مكان، ولكنني ماسردت هذه المسيرة الطويلة إلا لإثبات أن بكري لا خوف عليه في مشواره إلا من نفسه.
* ما يؤكد ذلك أن بكري خرج من السودان بعد مشكلة انتهت بإيقاف نشاطه داخليا، وانتشله نادي القوة الجوية في صفقة سعدنا بها لعراقة المدرسة العراقية وتميز أنديتها، ولكنه بذات الإنفعال تعثر وتعسر في الإستمرار.
* كنا نتوقع أن ينتهي مشواره مع العراقي بمأساة تنهي مسيرته بعد أن استعصم ببيته ورفض السفر إلى العراق، ويبدو أن دعاء والديه ومحبيه ساعده في إيجاد عرض جديد إنتقل به أمس إلى ظفار العماني والذي يدربه التونسي يامن الزولفاني.
* أنا لا أخاف على بكري إلا من نفسه، ولكن.. عليه أن يعرف ويدرك حقيقة أن هنالك نجوما سبقوه للدوري العماني، حققوا نجاحا مميزا ومشرفا.. وعلى رأسهم النجم حسن دحدوح، والذي حقق أرقاما صعبة مع الأندية العمانية، وتبعه عمر العلمين.. والذي حصل على الحذاء الذهبي العربي من هناك وشارك مع المنتخب الوطني كلاعب محترف.. وترك كل منهما سيرة طيبة عن اللاعب السوداني..!!
* أتمنى من كل قلبي أن يكون انضمام بكري إمتدادا لسيرة حسن دحدوح وعمر العلمين وأن يكف عن شطحاته وينتبه لموهبته..!
حواشي
* فنيا.. لا خوف على بكري ونجاحه في الدوري العماني، ولو أدى بإخلاص وإجتهاد سيحصل على مكاسب كبيرة له وللاعب السوداني..!
* أكرر.. أخطر مهدد لمسيرة بكري هو ذلك الجنون الذي يلازمه.. وهو مطالب بضبط النفس والتصرف بإحترافية تعبد طريقه إلى قلوب الجماهير وترسم له صورة محترمة في إذهان عشاق ظفار العماني.
* فقر خبرات الإداريين الذين يتواجدون على دكة بدلاء المريخ كان سببا في تسرب مشكلات كبيرة.. وقد كتبت من قبل أن من مهام هذا الإداري أن يلاحظ لسلوك وانفعالات اللاعبين وينبه لها.. فمعظم البطاقات تكون نتيجة حماقة بعض اللاعبين.
* مثال لذلك.. ما حدث لبكري المدينة في مباراة هلال الأبيض وأدى لإيقافه.. وما حدث يوم مباراة شبيبة القبائل من هرج ومرج وأدى لإنهيار الفريق في الجزء الأخير والهدفين اللذين تسببا في خروج الفريق من البطولة.
* البعض يعتقد أن مهمة من يجلس بجوار الجهاز الفني فقط أن يمسك البطاقات وينفذ إجراء التبديلات مع الحكم الرابع… وهذا خطأ طبعا.
* لهذا السبب كنا نرى ومازلنا أن الكابتن عادل أبوجريشة من أميز الذين شغلوا هذا المقعد.. بقوة شخصيته وكلمته مع اللاعبين.. ومعايشته لأحداث المباراة وحركة اللاعبين وانفعالاتهم..!
* لم أصف مجلس المريخ الحالي أو السابق والأسبق ب(الفاشل).. لأن هذه الكلمة تعني شهادة نهائية لا تصدر إلا بعد نهاية مشواره، وطالما أنهم على سدة الإدارة.. فهذه النتيجة يحررونها بأعمالهم.. إنما ننتقد نحن الأخطاء والمواقف.
* في المريخ.. عادة ما نوجه نقدا للمجلس ويتقبله أصحاب الشأن.. ولا تأتيك ردود الأفعال إلا من الحاشية.. أولئك الملكيين الذين يطفحون بالملل.
* ال(14) سنة التي يلوكها البعض كان الرئيس فيها جمال الوالي.. والشهادة لله.. رغم أنني كنت من النقاد الدائمين لبعض سياساته إلا أنه كان يواجه كل ذلك بحكمة وهدوء..!
* مجلس سوداكال وأنصاره نسوا سريعا أن الصدى كانت منصة آمنة لهم وأضاءت لهم الطريق منذ ميلاد الفكرة.. وقد حررت بنفسي والإرشيف موجود عددا من الصفحات بحماس واضح في وقت كانت فيه الكتابة عنهم كفر بواح.
* الآن تنشر الصدى الأخبار الإيجابية والسلبية معا.. وهذا دور الصحافة الراشدة في التبصير والتقويم.. وثمة حقيقة يجب أن يعلمها القراء.. وهي أن مالكها الدكتور مزمل أبوالقاسم لا يفرض موقفا على الزملاء، ولا يحجب مادة إيجابية أعدت للنشر.. ونفس الموقف يمكن إثباته عن الأستاذ مأمون أبوشيبة..!
* مايكتب في الأعمدة (رأي) ليس بالضرورة أن يؤثر في موقف الصحيفة وأخبارها… فنحن متمسك
ون بمبدأ مهم في الصحافة (الرأي حر والخبر مقدس)
* إنتقل بكري المدينة إلى ظفار العماني ليكمل ما تبقت من فترة إعارته وحصد القوى الجوية (40) ألف دولارا.. واتضح كذلك أن المجلس الموقر قد تنازل عن لاعبه النعسان مجانا للثقبة السعودي… بينما تتوقف صفقة الغاني ريشموند عند مبلغ لا يتجاوز عشرة آلاف دولار.. عجبي..!
* هذه أولى بشارات الحوكمة الرشيدة..!