صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لقد وقعنا في الفخ…

126

مذاق الحروف

عماد الدين الحسن

لقد وقعنا في الفخ…

المحنة التي يعيشها الشعب السوداني هذه الايام لا تتمثل فقط في الحرب الدائرة منذ تسعة اشهر وشردته وهددت مستقبل ابناءه – بل هي اعمق من ذلك بكثير ، فالسوداني الان يعلم يقينا ان كل خيارات انتهاء هذه الحرب ليست في صالحه ، فاذا انتصر طرف علي الاخر انفرد بالسلطة والقرار وواصل استبداده و سرقته لثروات البلاد ، واذا انتهت الحرب عبر التفاوض اتفق الخصمان عليه واقتسما البلاد بينهما كما حدث من قبل عندما (حدث ماحدث ) ، فنحن امام خصمان اذا اتفقوا سرقونا واذا اختلفوا قتلونا ولايوجد بينهم من يراعي مصالح المواطن المسكين . وعلي ذلك يكون الحياد هو افضل موقف يمكن ان يتخذه الشعب السوداني في هذه الحرب التي لاناقة له فيها ولا جمل ، وهي لم تقم من الاساس للدفاع عنه ولا لحمايته .
طرفا الصراع يشبه بعضهم البعض ، كلاهما يقاتل من اجل مصالحه الخاصة ، وكلاهما يتاجر بالمسميات ، الاول يحاول ان يقنعنا انها لله وليست للسلطة ، بينما يحاول الاخر ان يقنعنا انها من اجل الديمقراطية واعادة الحكم المدني وكلاهما كذاب اشر ، وعلي ذلك لا يستطيع المواطن ان يمنح ثقته لاي منهما وقد وجد كل طرف منهما الفرصة لاثبات ولاءه وانتمائه لهذا الشعب لكنه فشل في ذلك بكل جدارة .
اذن ، فالمعادلة تحتاج الي طرف ثالث يرجح كفة الشعب تكون مصلحة الوطن والمواطن هي اولي اولوياته ، وهو الدور الذي فشلت فيه بامتياز قوي الحرية والتغيير التي اضاعت بضعفها وتهاونها اقوي ثورة في تاريخ السودان الحديث .
نحن الان في حوجة ماسة الي طرف ثالث يعيد الامور الي نصابها ويحدث التوازن المطلوب ، وانسب من يمكنه القيام بهذا الدور هو الجيش كمؤسسة قومية – شريطة ان يتخلص من الفاسدين فيه والمفسدين ، وان يتطهر من اي انتماء سياسي .
في الختام نقول ان غاية ما نتمناه الان من هذه الحرب ان يضرب الله الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم سالمين ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد