افياء
أيمن كبوش
لقطة المباراة.. عناق محبة..
# لقطة مباراة الاشانتي والهلال التي سقطت سهوا من حروف التدوين، جسدها لاعبو الهلال مع مدربهم الصربي زوران، اعادتني اللقطة إلى حديثي الأول والأخير مع زوران بُعيد توقيعه للعقد مع نادي الهلال، وذلك بحضور وكيله والصديق أبوبكر مصطفى، قال الوكيل ليلتها بأن زوران رغم انضباطه الشديد واهتمامه بالتفاصيل، الا انه بارع جدا في صناعة علاقة ود جميلة مع اللاعبين، وللتدليل على ذلك، تابعنا جميعا احد الفيديوهات الخاصة بلاعبي الوداد المغربي الذين كانوا يحتفلون بالأهداف مع زوران بدلا من الهرولة نحو صخب الجماهير.
# بالأمس أعاد لاعبو الهلال تلك اللقطات الباهرة مع تسجيل فيني للهدف الذي صنع الفرحة وجعل اللاعبون يتجمعون بتلك المودة والحميمية أمام مدربهم الذي رد إليهم التحية بأجمل منها.. ما بين المدرب واللاعبين لغة مشتركة، وأهداف مشتركة لا ينبغي لنا أن نفسدها بتكوين الروابط التشجيعية الخاصة بمساندة اللاعب فلان ضد اللاعب فلتكان.. والسلام.
# أعود واقول انه لا شك ولا جدال في ان متعة كرة القدم في كل الدنيا.. في نهاياتها ونتائجها العليا.. التحدي.. والبطولة.. والالقاب.. هذه هي الزراعة التي تنتهي بإقامة ليالي الحصاد.. الاغاني.. الاهازيج.. وثقافة النفير.. ليس هناك اجمل من ان ترى غرسك ينمو.. يشب عن الطوق.. كذلك هي كرة القدم.. تبدأ خطواتها مثل طفلة صغيرة.. بريئة.. تحبو.. وتخطو.. تبدأ من الدفاع.. ثم الوسط.. فالهجوم.. لتعانق الشباك.. هذه هي فلسفة ادراك النتائج.
# قبل أن أمضى نحو الختام لابد من التوقف عند عطاء احد نجوم معركة اكرا.. لاعب الارتكاز الشاب ابو عاقلة عبد الله الذي قدم ما يجعله لاعبا فوق العادة رغم مركزه المتأخر من الوسط الدفاعي الابعد كثيراً من صناعة اللعب.. لاعبو الارتكاز دائما هم اصحاب الحل والعقد والقطع ان صحت التسميات.. اصحاب مجهود وافر.. يطاردون الكرة.. ويعلبون دور (عمي الراجل) في الفريق انطلاقاً من اهميتهم في اقامة ذاك «الجدار العازل».. لذلك نادراً ما تجدهم في قائمة الذين يُحملون على الاعناق.
* قدم الهلال مباراة جميلة.. استحوذ على كل امتار الملعب، وسيطر.. ولعل القصة الأهم هي ان نرى لاعبو الهلال يتناقلون الكرة برشاقة.. ويدعمون الزميل.. فتتسع امامهم خيارات التمرير لصاحب الوضعية الافضل.. لذلك لم يجد الهلال صعوبة في السيطرة منذ وقت مبكر واغتيال خصمه بسلاح الهجوم من كل الجبهات والاتجاهات..
# عاد الهلال أمس إلى أرض الوطن بانتصار تاريخي.. وهذا هو المهم والمطلوب ادراكه.. ولكنه زاد على ذلك باداء متماسك وجميل.. كشف لنا بأن هناك مدرب يعمل.. ويجتهد لتثبيت فكره التدريبي.. شكرا زوران.. شكرا ابو عاقلة.. شكرا لكل من جعل الفرح “فيني” ممكنا.