صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لماذا يعاقب السفير؟

120

 

أبوعاقله أماسا
* أتذكرون قضية وزير النقل في فترة ما قبل الحرب؟
* قيل أنه جاء بتزكية من قائد القوات المتمردة، وبعد إستمراره كوزير لما يقارب العام، فجر أحد الزملاء قضية من الملف الوظيفي لهذا الوزير، وكشف أنه يقدم نفسه بحسب الشهادات على أنه خريج جامعة النيلين.. وبعد مخاطبة الجامعة للتأكد من صحة شهادة البكالريوس الموجودة في ملفه الرسمي كان رد الجامعة صاعقاً، إذ أكدت بخطاب رسمي أن هذا الإسم غير موجود ضمن قوائم خريجي الجامعة، وأن شهادته المقدمة رسمياً وأهلته ليكون وزيراً في وزارة إقتصادية مهمة مثل وزارة النقل، إنما هي شهادة مزورة وغير حقيقية، ومع ذلك إستمر الرجل وزيراً ولا أستطيع أن أجزم بأن الدولة قد تحركت لمحو هذا العار، لأن فترة ما قبل الحرب في السودان- وللتأريخ- كانت تشهد أحداثاً متسارعة نحو الحرب، وأي إنسان عاقل كان يدرك أن بلادنا تنهار بسرعة نحو درك سحيق لا نعلم له قرار..!!
* مانذكره أن الوزير الدعامي المزوراتي استمر وزيراً لما يقارب العام.. حتى بعد أن كتبت الصحف وتناول الزملاء قضيته، ربما خوفاً من حميدتي والدعم السريع والذي كان وقتها في موقع الرجل الأقوى في الدولة، وجباه الرجال تنحني أمامه..!!
* لذلك.. عندما فجر الزميل عطاف عبدالوهاب قضية السفير السوداني وقال أنه يتاجر في الڤيز، ويتحصل مقابلها على مقابل ضخم، وأن السلطات العمانية قد أغلقت حسابه البنكي بعد أن بلغ رصيده الشخصي (٢٠٠٠،٠٠٠) دولار.. إثنان مليون دولار أمريكي.. قابلت الخبر ببرود، واستبعدت بيني وبين نفسي أن تكون هنالك ردود أفعال على هذه القضية الساخنة، ليس تشاؤماً، بل لقناعة بأن دولتنا الموقرة وحكومتنا يتصالحان مع الفساد بصورة ترتقي للتطبيع، والدليل على ذلك أن المقر المؤقت للحكومة في بورتسودان تشهد ملفات فساد لا أول لها ولا آخر… ومع ذلك لم نسمع بأحد عوقب أو وقف أمام القانون..!
* عن نفسي.. أعتبر أن الحرب الدائرة حالياً كانت هي الأخرى مرحلة من مراحل تطور الفساد في الدولة السودانية، بل أصبح من الطبيعي أن ترى جموع الناس تهتف بحلاقيم غليظة لرحل نهب وقتل وسرق واغتصب وفعل كل شيء ذميم بالشعب السوداني.. وشهدنا كيف يتم إخراج رجل مدان بقضية مخدرات ومحكوم عليه بالسجن لعشرين عاماً ليباشر حياته بشكل طبيعي رغم أنف القانون..!
* رغم أن صديقي عطاف (توماس) قد تحدث بشكل مباشر مخاطباً رأس الدولة، إلا أنني أستبعد أية محاسبة للسفير، وسوف نسمع غداً أنه من القبيلة الفلانية وجده عنترة بن شداد، فقد اعتدنا وتصالحنا مع هذه الأمور.. في إنتظار صلاح الدين الأيوبي..!!
* حتى صديقنا الذي صك آذاننا بالحديث عن حميدتي والقائد والنائب الأول (قام وقعد ونام وصحى ومشى وجلس)، وكان يتقاضى راتباً يعادل المليارات مع سيارة وحرس شخصي، ومنزله محروس (الآن) بواسطة الدعم السريع في أم درمان.. هو نفسه يمشي الهوينا ببورتسودان.. ويمارس هوايته المحببة في بيع المواقف واصطياد العواطف والتصفيق أحياناً والهتاف..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد