العمود الحر
عبدالعزيز المازري
ليلة ارتفع فيها المنتخب وابتسم فيها الهلال وانكشف التحيز
ليلة سودانية بامتياز، ارتفع فيها المنتخب ورفع الرأس، وأظهر أن الالتزام والتكتيك والروح الوطنية لا يمكن لقلة من الحكام أو تحيزات الكاف أن تخفيها.
منتخبنا في البطولة العربية أمام الجزائر لعب بعقلانية وانضباط، وكل لاعب أدرك أن الخطة ليست خيارًا بل واجب، ومن يقصر يجد نفسه على دكة البدلاء أو يُستبدل بلا تردد. الأداء التكتيكي، الضغط المستمر، والالتزام بالواجب جعلوا المنتخب مصدر فخر ورفع رأس السودان عاليًا، وأثبت أن الكرة السودانية ليست مجرد حضور، بل قوة تُفرض حتى على الحكام المنحازين.
كالعادة، التحكيم العربي ظهر بوجهه المائل: ركلة جزاء واضحة ذهبت هباء، وكأن البطولة تُدار وفق مقياس “لمن يعرف أين يقف النفوذ”. هنا يظهر الفرق بين النفوذ والمجهود الحقيقي، بين من يلعب بأيدي نظيفة ومن يُسحب منه الحق قبل أن تبدأ المباراة. المنتخب كان صخرة، وابتسامة الانتصار كانت مزدوجة: فخر السودان وهزيمة التحكيم المنحاز.
في الملعب، نجومنا صنعوا الإرادة: أرنق وكرشوم وطبنجة وياسر صمدوا في الدفاع كسور منيع، والحارس البديل أبوجا قدم واحدة من أروع مبارياته. بوغبا… رؤوفا… صلاح عادل… عمار طيفور كلهم عقل الوسط، قلب المباراة. الغربال… الجزولي نوح… هجوم بلا استسلام بل محاولات … قيادة حقيقية. نجوم رفعوا الرأس… قدموا أداء يُكتب في صفحات الفخر السوداني.
المباراة؟ منتخبنا تعادل مع الجزائر سلبياً. البحرين والعراق؟ العراق فاز 2-1 على البحرين… كل شيء مضبوط… كل نقطة لها وزن… كل مباراة اختبار.
المنتخب؟ ضغط من البداية… تكتيك محكم… روح قتالية لا تعرف التراجع… قرارات غريبة… التحيز كان واضحًا كما توقع الجميع من العرب. نظرات ضيقة… شفقة… أحيانًا عنصرية… يقولون: “السودان؟ مباراة سهلة للجزائر… البحرين أقوى”… والآن… الرد جاء على أرض الملعب… قولا وفعلاً.
المدرب؟ كواسيا… عقلانية… قراءة المباراة… احترام إمكانيات لاعبيه… يعرف أن الروح والإرادة تتفوق على أي موهبة. كل حركة محسوبة… كل دقيقة مستثمرة. هنا يظهر الفرق بين إدارة فكرية وعشوائية.
وبصراحة، عندما نتحدث عن المنتخب، لا نأخذ في الاعتبار أي لاعب يلعب للهلال أو المريخ أو الأهلي. نحن نتحدث عن وطن… عن قومية. لتسقط كل الأندية ويبقى المنتخب. لذلك نتحدث عن منظومة… هو المنتخب. ولا نقول الهلال أو المريخ. هذه النظرة الضيقة يجب أن تختفي تمامًا.
وفي نفس اللحظة، ابتسم الهلال في الدوري الرواندي، رغم غياب الأساسين، وأثبت أن البدائل ليست مجرد أسماء بل نجوم قادرون على حمل الفريق: فلومو سجل هدفي الفوز وكان درة المباراة، وأظهر براعة خارقة.
مدرب الهلال رجيكامب أدار المباراة بذكاء، مكن اللاعبين من إظهار براعتهم، وكشف أن تكتيك الكرة السودانية يرتكز على الانضباط والذكاء أكثر من مجرد أسماء لامعة. دكة البدلاء؟ مظلومة؟ نعم… لكنها جاهزة. كل دقيقة فرصة… وكل فرصة رسالة. الهلال أظهر: قوته ليست في الأسماء فقط، بل في الانضباط… التكامل… وروح اللاعبين.
ليلة أمس لم تكن مجرد مباراة، بل كانت **درسًا مزدوجًا**: المنتخب يُرفع رأسه رغم تحيز التحكيم، والهلال يثبت قوته ومؤسساته لا تُقهر بسهولة. الأداء السوداني بين المنتخب والهلال كان رسالة واضحة لكل من حاول التقليل: هذه كرة سودانية، وهذه روح لا تكسرها صفارات منحازة، ولا عقوبات الكاف المزدوجة المعايير، ولا أي محاولة للضغط على الفرق الوطنية.
**كلمات حرة**
* المنتخب والهلال رفعوا الرأس للسودان.
* الالتزام والتكتيك والانضباط يصنعون الفارق رغم أقسى الظروف.
* التحكيم العربي متحيز وظالم… لكن الروح والإرادة أقوى.
* الهلال أظهر أن قوته ليست في الأسماء فقط، بل في التكامل وروح اللاعبين.
* السودان يملك لاعبين وإدارة قادرين على مواجهة أي ظلم.
**كلمة حرة أخيرة**
السودان لم يُهزم… ولن يُهزم.
الملعب يشهد… والروح السودانية تتحدث.
وأي من شكك؟ شاهد الأمس… وابتسم!
ليلة واحدة كانت كفيلة بإعادة ترتيب المشهد الكروي السوداني، لتقول لكل من يهمه الأمر: *هنا السودان، وهنا منتخب لا يُقهر مهما حاول التحكيم والمناورات*.
منتخبنا في البطولة العربية أظهر الوجه الحقيقي للسودان: التزام تكتيكي، ضغط مستمر، وروح قتالية لا تعرف التراجع. والحكاية هنا ليست مجرد فريق يلعب، بل مجموعة من النجوم الذين صمدوا ورفعوا الرأس.
اخر كلمة
اهو دا السودان …
من سماك يافلومو قيصر ما قصر


