صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
لِيكُـون (حَلَزونيّاً).. اتّحَـاد الكُـرة لا يَنقصُـه إلّا (التوم هجُـو)
الشّخصيّة السُّودانيّة فيها الكثير من المُميّزات، الإيجابيات والصفات الحميدة ـ الإنسان السوداني يُقرن تلقائياً بالكرم والشجاعة والأمانة والمروءة والشهامة.. فينا الكثير من المحاسن والفضائل والخصال الجميلة، لكن كل هذه الأشياء عندما تندرج تحت لواء المؤسسية نفقدها تباعاً، تتساقط تساقُط أوراق الخريف، فتظهر كل مساوئنا من فساد وفوضى، وتقديم مصلحة الفرد على مصلحة الوطن، وما الحرب الدائرة الآن إلّا تجسيدٌ وتأكيدٌ لذلك.
نحن كأفراد عشرة على عشرة، أول ما ندخل في المنظومة الجماعية تظهر عيوبنا، كأنّ بيننا وبين النظام تارٌ بايتٌ.
على مستوى (القيادات) نعان ، عندنا أزمات عميقة ، على مستوى الشعب بنتساق بالخلا ، نعرف النفاق ولكن نستمتع بتصديقه ، نكره الفساد ، ولكن ندعمه بالسكوت عليه.
عندنا مشكلة كبيرة في (السيستم).. السيستم عندنا ضارب، في زمن التكنولوجيا والتطور العلمي الذي حدث في العالم، نحن لغاية الآن شغّالين بنظام الفانوس (أم عوينة)، نحن شغّالين بطريقة (بيت أبوك إن خرب شيل ليك منو عود)، والبلد كلها خربت، أي واحد عاوز ليه أكتر من عود.. البشيل ليه تلاجة، والبشيل ليه تلفزيون، والبشيل ليه خلاطة، والبشيل ليه طبق فضائي، والبشيل ليه مروحة ،والبشيل ليه لوح طاقة شمسية، والبشيل ليه بطارية، والبشيل ليه (كرسي)!! ، والبشيل ليه (وزارة)، والبشيل ضميره.. الواحد مننا إذا خرب بيت أبوه ما برحمه، فكيف إن خرب الوطن؟ (شيل من طرف)، وهذا ما يحدث.
المؤهلات كلها بقت في (البندقية)، واللسان الطويل، إمكانياتك في درجة نفاقك.
كذب لمن يصدقوك وتصدق روحك.
أي عمل عنده علاقة بالمؤسسية والنظام والعمل العام نحن فاشلون فيه، فشلاً بامتياز كمان.
أي عمل عنده علاقة بالوطن أو الوطنية والصالح العام نحن صفر كبير فيه.. وصفر على الشمال.
يمكن أن نبدع في التنظير والكلام، والعمل الفردي ولكن تنفيذياً وجماعياً ليس لنا غير البكاء على الأطلال والوقوف عليها، حتى أصبح وطننا العظيم كله عبارة عن (أطلال) ـ قاعة الصداقة، المجلس الوطني، الإذاعة، التلفزيون، المسرح القومي، قصر الشباب والأطفال، استاد الخرطوم، دار الرياضة أم دمان، المتحف القومي، محطة السكة حديد الخرطوم، مطار الخرطوم، مصفاة الجيلي، القيادة العامة، القصر الجمهوري، حتي محطات المياه والكهرباء، وجامعة الخرطوم الصّـرح التعليمي الذي بناه المستعمر هدمناه وخربناه، بسبب الحرب كل هذه الصروح أصبحت أطلالاً، وبعضها كان أطلالاً قبل اندلاع الحرب، وليس عندنا غير الوقوف فيها والبكاء عليها.
الملاحظ أنّ أغلب هذه الصروح لم تبنها الحكومات الوطنية، كلها إمّـا بقايا من منشآت الاستعمار أو مِنَح خارجية، مثل السكة حديد التي أنشأها الاستعمار أو قاعة الصداقة وقصر الشباب والأطفال ومبنى القصر الجمهوري الجديد، حيث أُنشأت بمِنَح خارجية، هذه المنشآت لم نبنها ولكننا هدمناها بامتياز، الأيادي الوطنية والحكومات السودانية للأسف تأتي في الدمار والهدم، لا التعمير والبناء.
نحن ما بنموت برصاص الأعداء، نحن بنموت مغصة مما تفعله فينا الحكومات الوطنية!!
الكوليرا شكلٌ من أشكال الاستسهال السياسي.
أي صرح أو مؤسسة أو عمل (قومي) أو (وطني)، أفرغناه من قوميته، وجرّدناه من وطنيته.
نعمل بجد وجهد وكد كبير ضد (قوميتنا)، نجتهد بصورة مُذهلة في تدمير الوطن وإفراغه من كل جمالياته.
هذا الوطن الجميل لو تعاقدنا مع أعداء، بل مع ألـد الأعداء لكي يدمروه ويخربوه لن يفعلوا فيه ما يفعله فيه أبناؤه الآن، لن ينجحوا في ذلك كما نجح أبناء الوطن في دماره وخرابه، إنّ ما تقوم به الحكومات في السودان من خراب ودمار لا يقوم به أعداء الوطن!!
المنهجية الوحيدة، نحن نتبعها فقط في تدمير الوطن، النظام الذي ننجح فيه هو النظام القائم على الخراب.
نحن ناجحون فقط في الخراب والدمار، هذا هو الشئ الوحيد الذي ننجح فيه.
سوف اختزل كل هذا الدمار فيما يقوم به الاتحاد العام لكرة القدم السوداني، فما يحدث من اتحاد الكرة هو تطبيق فعلي أو تجسيد حي لمصلحة الأفراد على مصلحة الوطن.
معتصم جعفر وأسامة عطا المنان وبعشر ومحمد حلفا وسيف الكاملين وغيرهم ـ الأسماء التي أضحت مقررة علينا من أيام الدكتور كمال شداد، هؤلاء يريدون أن ينموا ويكبروا ويربحوا حتى لو كان ذلك على حساب الوطن.. الوطن آخر ما يعنيهم!!
علاقة المسؤولين بالكراسي في السودان علاقة لا تنتهي إلّا بالموت.
اجتهد الاتحاد العام وحشد عضويته وأنفق الأموال وتحرّك شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً في ظروف صعبة من أجل قيام الجمعية العمومية لانتخاب مجموعة الفشل مرة أخرى، المجموعة التي تحمل اسم (التطوير)، الذي لا نرى منه شيئاً ولا نجد لهم تطويراً إلّا في مجال الفساد والفوضى والخراب، لا تطوير إلا في ذلك، والدليل على ذلك أنهم استغلوا ظروف الحرب ليأتوا مرةً أخرى ويفوزوا بالتزكية في عدم وجود منافس أو مراقب أو حتى إعلام في هذه الظروف.
قلنا إنّ دعاة الحرب استفادوا من الحرب وما يقوم به اتحاد الكرة الآن دليل على الاستفادة من الحرب، حيث تغيب المحاسبة والمراجعة والمنافسة والنقد، إنّه الفساد في أعلى مراتبه وأحدث صوره.
كما ذكر عددٌ كبيرٌ من الإعلاميين، فإنّ الاتحاد العام قام بتأجيل كل شئ عدا قيام الجمعية العمومية لعودة الاتحاد مرةً أخرى.
كل الملفات المستعجلة والتي تهم الوطن والمواطن بصورة أكبر، قام بتأجيلها وترحيلها إلّا انتخاب أنفسهم. الشئ الوحيد الذي اجتهدوا فيه ويعملوا على إنجازه بهِمّة ونشاط وإكماله في ظروف صعبة تمر بها البلاد، هو قيام الجمعية العمومية لانتخابهم من جديد، مما يؤكد ذلك أنّ هذا الاتحاد لا تهمّه إلّا مصلحته.
فشل الاتحاد العام حتى وقتنا هذا في تحديد مكان دوري النخبة السوداني، حيث ظلت المنافسة متنقلة زماناً ومكاناً من ظرف إلى ظرف.. وأخشى أن يلغوا الدوري هذا الموسم كما فعلوا ولغوا معسكر المنتخب الوطني.
لقيام الدوري، تارة كانوا يتحدّثون عن كريمة والمدينة الرياضية التي تم تأهيلها، ثم تحوّلوا إلى أبوحمد وبربر، ففشلوا في ذلك ليتحركوا في إقناع الجميع أن البطولة سوف تنظم في القضارف وكسلا، حتى إنّ الهلال والمريخ كانا في طريقهما إلى هنالك، ثم تراجعا عن ذلك فجأة، بعد أن أكدوا استحالة ذلك، فطرح تنظيم المنافسة في الخارج، مرة يقولوا موريتانيا ومرة جنوب السودان ومرة ليبيا ومرة إريتريا ولا شئ يتم غير الترتيبات لانعقاد الجمعية العمومية لانتخاب الاتحاد الجديد.
انتخابات في عينكم.
انتهت كل الدوريات في العالم والاتحاد السوداني لكرة القدم عاجزٌ عن ترتيب منافسة من دورة واحدة لثمانية أندية، يمكن أن تقتصر في النهاية إلى 4 أو 3 أندية ومع ذلك يفشلون.
لعب الهلال والمريخ في الدوري الموريتاني وأكملا الدوري الذي استمر لأكثر من 8 أشهر، والاتحاد العام السوداني مع كل الملايين التي تدخل خزينته من دعم الفيفا، غير قادر على تنظيم بطولة في أسمرا، في الوقت الذي يشارك فيه رئيس الاتحاد ونوابه في كل الكرنفالات والمناسبات العالمية، حيث لا يهمّهم شئٌ غير الدعوات التي تأتي لهم من الفيفا أو من الكاف أو الاتحاد العربي للمشاركة في فعاليات خارجية، مستمتعون بكل امتيازاتها من تذاكر ونثريات وإقامة وصور.
هم لا يعنيهم شئٌ غير (الصور) مع جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، في الوقت الذي يحترق فيه الوطن.
من أجل تلك الصور ومن أجل السفريات والنثريات والفنادق الخمسة نجوم، يتسابقون ويجتهدون لقيام الجمعية العمومية لانتخابهم في دورة جديدة للفشل.
إنّ الذي خرجت به من خلال المعطيات التي نجدها في السودان هو أن أهم مقومات النجاح في السودان هو الفشل.. لكي تنجح في السودان وتتقدم وتتبوأ المواقع والمناصب العليا والرفيعة والقومية، عليك أن تكون فاشلاً، أو فاسدا.
الفساد شرط أساسي للتقدم.
أصحاب المناصب الرفيعة في السودان دائماً هم الفاشلون، والفاسدون وأصحاب الشخصيات الضعيفة والمهزوزة والإمكانيات الضعيفة.
مواصفات الشخصية العامة في السودان مخجلة أو مُخزية، حيث نحارب النبلاء والشرفاء وأصحاب المؤهلات الكبيرة ونقدم أنصاف المواهب وأنصاف المؤهلات لتشغل المناصب العامة!!
الاتحاد العام لكرة القدم لم يكتف بتعويم المنافسة المحلية العاجز حتى الآن من تحديد مكان لها، في الوقت الذي أنجز فيه انتخاباته، هو فشل حتى في تنظيم انتخابات نزيهة في ظل الكلفتة التي يحاول الاتحاد العام استغلالها للعودة من جديد، علماً بأنّ الهلال والمريخ حتى الآن وبعد انتهاء الدوري الموريتاني مازالا عالقين في موريتانيا تحت ضيافة الاتحاد الموريتاني الذي يصرف عليهما في الإقامة والإعاشة، الهلال والمريخ لا يعرفان قبل أسبوع واحد من الموعد المحدد لانطلاق دوري النخبة السوداني، أين المكان الذي سوف تنظم فيه المنافسة؟ لا يعرف الهلال والمريخ إلى أين يتجهان بعد نهاية مشاركتهما في الدوري الموريتاني؟
بعد أيامٍ، سوف يتابع الناس بطولة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 32 نادياً كلها أكملت منافساتها المحلية وستشارك في نهائيات كأس العالم، ونحن نفشل في تنظيم منافسة محلية من 3 أندية.
الكارثة الأكبر أنّ المنتخب الوطني الذي تنتظره خمس منافسات في الموسم الجديد وهي إكمال مشاركته في تصفيات كأس العالم (قول واحد)، والمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للمحليين الشان (قول اتنين)،
والمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية الكان (قول ثلاثة)، إلى جانب المشاركة في تصفيات البطولة العربية، حيث يواجه السودان منتخب لبنان (قول أربعة)، ثم المشاركة في النهائيات العربية التي يشرف عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم في حال تأهل المنتخب السوداني (قول خمسة).. كل هذه المنافسات التي يمكن أن تصل عوائد المشاركة فيها والتقدم إلى 50 مليون دولار، يهمل الاتحاد العام لكرة القدم إعداد المنتخب الوطني لها، ويبخل على منتخب البلاد بميزانية إعداد تتكفّل به أو يسهم فيه الاتحاد السعودي والاتحاد المغربي بشكل كبير.. الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر اهتماماً ورعايةً لمنتخب بلادنا من اتحادنا العام لكرة القدم.
أنوِّه أنّ الذي يشرف على المنتخب السوداني ويدير النشاط الرياضي الكروي في السودان هو اتحاد كرة القدم السوداني وليس اتحاد الغناء الشعبي، بل هو ليس اتحاد البصات السفرية، لأنّ اتحاد الغناء الشعبي أكيد بفهم في كرة القدم أفضل من اتحاد كرة القدم السوداني ـ الاتحاد الذي لا يهمُّه شئٌ في كرة القدم السودانية غير سفرياتهم ونثرياتهم واجتماعاتهم التي لا يخرجون منها بغير الحوافز التي تُمنح للمشاركين.
هذا الاتحاد بحلزونيته تلك لم يتبق له غير أن يكون رئيسه هو (التوم هجو) ليكون ذلك أفضل عنوان للفشل.
…
متاريس
النشاط الرياضي في السودان مجرد جمعيات عمومية، هذا النشاط الوحيد الشغال. ويا ريت لو كانت جمعيات عمومية نزيهة.
ما في حاجة غير الصور.
مع أن المنتخب الوطني يشارك في خمس منافسات مختلفة، إلّا أنّ سفريات معتصم جعفر وأسامة عطا المنان أكثر من سفريات المنتخب.
جيبوا لينا (التوم هجو) وتموا الناقصة.
التوم هجو ذنبو شنو؟
اتخيّل اتحاد كرة يكون فيه التوم هجو وسيف الكاملين!!
سيف الكاملين هو التوم هجو بتاع الرياضة.
تِمُّــوا الناقصة عشان نقنع من خيراً فيها.
…
ترس أخير: شُكْلُه ما ح يكون في دوري، ما حدث لمعسكر المنتخب سوف يحدث لدوري النخبة السُّـوداني.