“مارادونا”: الأرجنتين تعاني الثغرات الدفاعية.. ونيجيريا أعادت الثقة في مستوى القارة السمراء.. والجزائر شرفت العرب
دييجو مارادونا:
– “ميسي” مفتاح التفوق الأرجنتيني.. ونيجيريا أعادت الثقة للقارة الأفريقية
– المنتخب الجزائري أكد جدارته بتشريف الكرة العربية
-لم أتوقع مطلقا مشاهدة منتخب كوستاريكا يحتل صدارة مجموعة إيطاليا وإنجلترا وأوروجواي
– حزين للغاية لغياب لاعب بقوة ومهارة البرتغالي كريستيانو رونالدو عن الجولات المقبلة
عبر أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو مارادونا عن قلقه على منتخب بلاده بسبب الثغرات الموجودة في دفاع التانجو والتي ظهرت خلال مباراة الفريق أمام نظيره النيجيري رغم فوز المنتخب الأرجنتيني 3 /2 .
وقال مارادونا ، في تحليله للمونديال لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية، “لابد من التأكيد على أن منتخب الأرجنتين ما زالت به الكثير من الثغرات الدفاعية التي جعلت شباكه تهتز مرتين أمام نيجيريا من أخطاء واضحة للخط الخلفي بالفريق، وفي نفس الوقت، يجب التأكيد على أن ميسي يقدم أداء جيدا جدا وهو مفتاح التفوق الأرجنتيني دائما. ولست أدري لماذا إصرار لاعبي الأرجنتين على العودة كثيرا للخلف مما منح نيجيريا القدرة على الضغط وتقديم مباراة كبيرة ، وهذه بالطبع ليست مشكلة ميسي لأنه جزء من الفريق وليس الفريق بأكمله”.
وتابع: “على كل الأحوال ، أرى تحسنا نسبيا في أداء منتخب بلادي، ولكن عليهم أن يقللوا المسافات الموجودة بين خطوطهم في أرض الملعب, وفي كل مباراة ، نجد المنقذ دائما ميسي يضع بصمته ليجعل التانجو يتقدم، وما قدمه هذا اللاعب من أداء هجومي قوي وتسجيله هدفين جميلين يؤكد قدراته العالية ونجاحه في أن يكون العنصر الفعال وقت الأزمات”.
وتابع: الهدف الثاني الذي سجله من مسافة بعيدة ربما يكون أمرا لم يعتد عليه لكنه فعلها بمهارة وقوة عالية إضافة إلى أن الهدف الأول أيضا جاء نتيجة تمركز سليم منه في منطقة الجزاء”.
وأضاف مارادونا: “كانت تحركات ميسي جيدة حيث أربكت كثيرا دفاع المنافس النيجيري القوي الذي نجح في استغلال الثغرات الدفاعية. ولم أر الرقابة المفروضة على لاعبي نيجيريا لينجح أحمد موسى في تسجيل هدفين خاطفين لهذا المنتخب الأفريقي الذي قدم عرضا رائعا من وجهة نظري”.
وأبدى مارادونا قلقه على فريقه من المباريات المقبلة قائلا “ستكون مباراة الأرجنتين مع سويسرا في الدور التالي من البطولة قوية لوجود عنصر قوي ومتميز في صفوف المنافس وهو شاكيري الذي يعلم كيف يحرز الأهداف في شباك المنافسين وسيكون مصدر إزعاج مستمر للدفاع الأرجنتيني”.
وعن منتخب نيجيريا ، قال مارادونا “ما قدمه المنتخب النيجيري أعتقد أنه أعاد الثقة في مستوى القارة الأفريقية بعد الأداء غير الواضح والذي أعتبره في كل الأحوال لغزا كبيرا من المنتخبات الأفريقية في هذه البطولة.
لم تقدم الكرة الكاميرونية ما يشفع لها حيث لم نجد أي لاعب كاميروني يترك بصمته الإيجابية في أرض الملعب وهو ما جعل الفريق يودع البرازيل دون أن يتعاطف معه أي مشجع بسبب ما قدموه من أداء ضعيف”.
وقال “المنتخب الجزائري نجح في أن يؤكد جدارته ويشرف الكرة العربية كونه المنتخب العربي الوحيد المتواجد في المونديال بالأداء المتميز الذي يقدمه ، وكانوا على قدر المسئولية التي حملهم إياها الجمهور العربي العريض والذي يمني نفسه بأن يجد منتخبا يمثله في الأدوار التالية من البطولة. ورغم خروج كوت ديفوار ، لكن الفريق قدم مستوى يستحق عليه الإشادة رغم خسارته أمام اليونان ووداعه للمونديال”.
وقال مارادونا “ما لم أتوقعه مطلقا أو يتوقعه أي كروي في العالم أن نشاهد منتخب كوستاريكا يحتل صدارة مجموعة بها إيطاليا وإنجلترا وأوروجواي، ولكن يجب أن نعطي لهذا المنتخب حقه في أنه نجح في أن يفرض نفسه بمنتهى القوة على البطولة التي قدمت فنونا مختلفة من الإبداع الكروي من مستويات عالية وأهداف جميلة جعلت الكثيرين يستمتعون بهذه البطولة التي حظيت أيضا بتواجد جماهيري رائع”.
وأضاف “عندما نجد أن كوستاريكا تتألق في مجموعة الموت، فإنني متفائل بأن هذا المنتخب قادر في نفس الوقت على الاستمرار في تقديم عروضه القوية وإبهار العالم من جديد وتأكيد أن هناك تغييرات ربما تطرأ على مستوى الكثير من المنتخبات”.
وأكد “إذا كان المنتخب الكوستاريكي مفاجأة فإن هناك صدمات كهربائية عنيفة هزت كثيرين ممن يتابعون المونديال، فمن يتوقع أن تخرج إسبانيا بطل العالم وأوروبا وتليها إنجلترا وإيطاليا والبرتغال. لم أتخيل مطلقا أن أشاهد هذه الفرق العريقة بلاعبيها وتاريخها القوي تخرج من الدور الأول، والمدهش أن الفرق التي ودعت هم أبطال للعالم، وهذا هو قمة الإثارة في مونديال 2014” .
ونوه مارادونا إلى نقطة أخرى قائلا “لست ممنوعا من دخول مباريات كأس العالم كما حاول البعض أن يقول ذلك لعدم ذهابي إلى مباراة منتخب بلادي الأرجنتين مع نيجيريا في ختام مباريات الدور الأول بالمجموعة السادسة. ولكنني بالفعل قررت ألا أذهب لمباريات الأرجنتين في الملعب والاكتفاء بمتابعتها عبر شاشة التلفزيون في الفندق الذي أقيم به في البرازيل مع القيام بالتحليل في برنامج “الأعسر” مع فيكتور هوجو، وذلك لأنني لا أريد الدخول في مهاترات مع أشخاص لا أرغبهم وما حدث في مباراة الأرجنتين ضد إيران من تعليق رئيس الاتحاد الأرجنتيني خوليو جروندونا أمر لا يليق مطلقا. ونظرا لعشقي لمنتخب بلادي ، آثرت أن أكون بعيداً عن المدرجات أثناء مباريات منتخب التانجو”.
وانتقل مارادونا إلى مستوى نيمار مهاجم البرازيل قائلا “ما يقدمه نيمار شيء رائع أيضا خاصة أنه يقود منتخب بلاده بمنتهى القوة وفرض نفسه في مباراة الكاميرون الأخيرة عندما سجل هدفين جميلين، ولكن يجب الوضع في الاعتبار أن المنتخب الكاميروني كان ضعيفا للغاية، وهذا لا يقلل من نيمار لأنه بالفعل يقدم كأس عالم جيدة حتى الآن، وظهرت البرازيل قوية لأن نيمار يتحرك بحرية داخل الملعب وهو ما جعل خطورته تزداد مع كل هجمة نحو مرمى المنافس، وبهذه الحرية في التحرك استطاع أن يحرز هدفين.
لكن عندما كان المدرب فيليبي سكولاري يجعله مقيدا باللعب في الطرف الأيسر من الملعب فإن خطورته تتراجع ويبتعد نسبيا عن الخطورة التي نتوقعها، وكانت ثقته عالية جدا في نفسه في المباراة من خلال تقديمه للمهارات العالية على أوقات مختلفة من المباراة”.
وأضاف “أنا حزين للغاية لأن لاعبا بقوة ومهارة البرتغالي كريستيانو رونالدو لن يتواجد في الجولات المقبلة، وما يتحدث عنه الإيطالي بالوتيللي من عنصرية لدى الجمهور الإيطالي نحوه أمر مزعج للغاية وغير مقبول بالمرة”.