زووم
ابوعاقلة اماسا
* سؤال طرحته على نفسي أكثر من مائة مرة وأعياني الحصول على الإجابة.. ماذا فعل محمد جعفر قريش حتى يجابه بكل هذه الموجة من الكراهية والتقريظ، والتي انتقلت من أعمدة بعض الزملاء إلى أوساط المشجعين والمنتديات والقروبات؟
* في كثير من الأحيان أكاد أقتنع بأن الموضوع لايتعلق بخلافات رياضية عادية، كما أنه لم يتقيد بأدبيات الخلاف المعروفة، فضلا عن أن الذين أوغلوا في السخرية من الرجل لم يحددوا لنا نقاط الإختلاف معه والمآخذ المباشرة عليه حتى تخضع للنقاش والتمحيص وحتى تقريب وجهات النظر، بل تعدت الأمور كل الحدود الطبيعية وبدا وكأنها مشاجرة نساء (رداحات) من شاكلة اللائي يكلن بسباب وشتائم تكفي لتمرير صاحبها على كل بوابات جهنم لمجرد خطأ بسيط ربما لايرقى للإهتمام والتوقف عنده.. ومايحدث هنا في هذا الشأن في تقديري لا علاقة له بمصالح المريخ، ومهما كان عمق الخلافات فمن الصعب إقناعنا بأن كيان مثل المريخ سيستفيد من إقصاء كادر وقيادي مثله.
* محمد جعفر قريش رجل محترم ومهذب جدا .. وكفاءة من الكفاءات التي لا تخطئها العين في الوسط الرياضي، وهذا ليس رأيي أنا كاتب هذا المقال وإنما هو خلاصة ما كتب عنه قبل أن تتطور خلافات وتصدعات المجتمع المريخي مؤخرا وتأخذ الشكل العدواني الذي نعيش إمتدادات منه كل يوم، وقد كتبته نفس الأقلام التي تشارك في إغتياله معنويا الآن، وحتى خلافه مع جمال الوالي واستقالته من منصبه أمينا عاما للنادي كان خلافا عاديا يحدث في أرفع المجتمعات، ولكنه تطور بفعل الوسطاء وناقلي الوشايات والنمامون، وقريش نفسه يتحمل جزء من مسؤولية تطور ذلك الخلاف واستمراره لكل هذه السنوات، وذلك برفضه الوساطات وإصراره على مواصلة القطيعة، وهو ما أتاح الفرصة لآخرين لينوبوا عن الشيطان.
* لم نعهد في الوسط الرياضي الفجور في الخصومة، كما أننا لم نشهد من قبل خلاف رياضي إستمر لكل هذا الوقت، لأن أصل الوسط الرياضي في التسامح والترابط والتسامي.. ومن هذه المعاني كتب شاعرنا المجيد الدكتور عمر محمود خالد.. متعه الله بتمام العافية: نحن في الوسط الرياضي.. لابنخاصم ولابنعادي.. وندعو للقيم النبيلة.. ونعلي رايات الفضيلة..!
* المهم أن المريخ كمجتمع وكيان قد تضرر من هذه الخلافات، بأن امتلأت مساحاته التي كان تملأها قيم المحبة والوداد بالأحقاد والصراعات.. وكانت النتيجة النهائية فرقة وشتات ووهن وأصبح المريخ هزيلا بسبب إنشغال قياداته بصراعات وهمية لا فائدة منها.. وانحراف دور إعلامه إلى أدوار تدعم الفرقة والشتات وتبذر بذورها أكثر من إشاعة المحبة بين الناس.