مازال شرف ضم البرنس هيثم مصطفى، في كشوفات الهلال العظيم، موزعا بين القيادات الادارية، أيامها انتقل اللاعب الذي كان يافعا يتلمس الخطى نحو المجد، من فريق الأمير البحراوي، وعندما بزغ نجمه في الهلال، كان ومازال هو حديث المجالس والمجتمعات، هناك أسماء كثيرة تسابقت في إعلان دورها في ضمه وان كان إعلانها هذا، إعلانا مكتوما وفي نطاق ضيق، ولكن خلف الكواليس كان هناك مدثر علي البشير الذي قام بمهمة إحضار اورنيك التسجيل.. بينما ضم وفد التفاوض سكرتير النادي محمد حمزة الكوارتي واللواء عثمان سر الختم الذي كان صديقا للراحل مصطفى كرار وسيف نوري، على رأس وفد اللمسات الاخيرة الذي اكمل العمل كان هناك البابا الطيب عبد الله، طيب الله ثراه، وكان الحكيم طه على البشير نائبا له، بينما لن ينسى التاريخ مساهمة المهندس عمر البكري ابو حراز في توفير المكون المالي لإتمام الصفقة، إما في نادي الأمير الذي كان رئيسه، كما يردد، القبطان عوض شبو، فقد كان هناك دورا مفتاحيا للمقدم هاشم جلاس أبرز سكرتيري النادي في تلك الفترة، الظهور اللاحق لكل تلك الأسماء ما كان له أن يكون لو لم يظهرُ هيثم مصطفى ذلك النبوغ المتجاوز للمألوف في مسيرة الكرة السودانية.. حيث يشكل تداعى هذه الأسماء كلها شرفا باذخا يسجل لصالح العمل الجماعي في الهلال.. ولكن اهم ما في كل هذه الروايات التي تناثرت هنا وهناك في عملية تسجيل اللاعب الضجة.. هو أن البابا الطيب عبد الله كان هو رئيس مجلس الإدارة في تلك الفترة التي شهدت ميلاد اللاعب الذي أحدث الزلزال في ديار الهلال.ما بين عبد الرؤوف.. لاعب الهلال الذي يشغل الناس هذه الأيام معيد لجزء من عبق الهلال القديم، والكابتن الكبير هيثم مصطفى ثمة قواسم مشتركة، هذه القواسم ليست في طريقة اللعب ولا الأداء القيافة ولمسة “الشوكة والسكين” في تطويع المستديرة، ولكن القاسم الاهم هو ذلك التداعي التفاخري المبذول على قارعة الانجاز عن عملية إكمال الصفقة المتعثرة التي طافت تفاصيلها ما بين القضارف حينا.. وعروس الرمال احيانا.. وانتهاء بمحطة بورتسودان، أسماء كثيرة وقفت خلف الإنجاز وهناك أدوارا خطيرة من بعض الشباب، ليس بينهم السادة، لا نريد الحديث عنهم الان.. ولكن الثابت الوحيد هو أن هناك رئيس استطاع أن يسخر إمكانياته لتسجيل هذا اللاعب.. ولا يليق أن نتحدث ليل نهار عن نجومية عبد الرؤوف دون أن نقول على سبيل رد الجميل “شكرا للسيد أشرف الكاردينال” وهو الذي دفع المبلغ المالي الكبير في وقت اختل فيه ميزان المدفوعات في السودان عند الحكومة التي لم تبعنا شيئا في حياتنا غير الأزمات وشقا الايام.أعود واقول ان عبد الرؤوف الذي مازال في العتبات الأولى لمشوار النجومية الطويل، وقع بالاحرف الأولى على عقد محبته في قلوب الهلاليين، مازال “روفا” يملك الغد الارحب لكتابة رواية جديدة عن اللاعب النجم.. واللاعب الأسطورة الذي يساهم في احتشاد المدرجات وانتزاع آهات الإعجاب، ولكن هذا لن يقلل من دور زملائه في الفريق الذين نطالبهم برعايته ودعمه والوقوف معه بتجربتهم الكبيرة وخبراتهم الطويلة.. لأن المستفيد الأكبر سيكون هو الهلال.. الفريق الذي استعاد جزءا كبيرا من توهجه بانتصاراته الأخيرة وأهداف الأمطار الغزيرة.اخيرا.. “كاديو” يمضي بثبات لإعادة رزانة ديمبا باري في الدفاع الهلالي.. وجسارة الجعلي داريوكان.. اصبروا عليه ولن تندموا.اخيرا جدا.. الغياب حالة مزاجية يصنعها “حال البلد”.. فقد بت اغني: “ولي كبد مقروحة من يبيعنها بها أخرى ليست بذات قروح.. اباها علي الناس لا يشترونها.. ومن يشتري ذا علة بصحيح..”تحياتي لكم يا من تجسدون أمامي تلك الاهزوجة: “وكثير من السؤال اشتياق.. وكثير من رده تعليل”.