# حسب علمي وعلمكم، بطبيعة الحال، أن المجلس السيادي السوداني قد عين الزميل الأستاذ محمد الفكي سليمان ناطقا رسميا بإسمه.. ولكن رغم ذلك لم تنقطع صلة بعض اعضاء المجلس بالصحافة والتصريحات في “الفارغة والمليانة”.. تفرغوا للونسة بدلا من الانصراف إلى ما يفيد هذه المرحلة الحساسة التي لا يجدي معها الاجترار ولا تأكيد ما هو مؤكد بأن هناك تغييرا حقيقيا قد حدث في الخارطة السياسية السودانية بالقدر الذي ينبغي ان يحرضنا جميعا ويدفعنا الى العمل على إنجاح الفترة الانتقالية والتأكيد على أن سياسات النظام السابق هي العقبة الكؤود التي اوقفت عجلات قطار التطور والتنمية.
# بعض هواة الكلام (عمال على بطال) ادمنوا الظهور في أجهزة الإعلام وسحرتهم كاميرات القنوات فباتوا يعملون بالمقولة الشعبية الشائعة وكأن (الجديد في الكرو حلو) بصحيح.. و(الكرو) لمن التحقوا بركب الأمثال الشعبية في حقبة ما بعد جيل (ماما صفية وذكريات لا يا عزوز).. هو الجرح العميق الذي خاصمته يد الطناس البارع فوصل إلى درجة عالية من العفونة.. عافانا الله وعافاكم.
# لم يغادر أعضاء المجلس السيادي من العسكريين.. خاصة الفريقين كباشي وياسر العطا.. محطة عضويتهما في المجلس العسكري السابق.. حيث كانا، ايامها، محط الأنظار وهدفا لاضواء القنوات التلفزيونية.. لذلك لا يريدان مفارقة نعمة الضوء هذي وكأنهما يخشيان انحسار شهرتهما المفاجئة حتى وان مثلت تلك التصريحات نقمة على المرحلة الجديدة التي تتطلب قدرا كبيرا من المسئولية والتمسك بمبدأ ليس كل ما يعرف يقال..
# لم يهضم الشارع السوداني رواية الفريق ياسر العطا التي تداولها الناس عن دوره في إلقاء القبض على البشير أثناء إجراءات خلعه.. مع أن راعي الضأن في بيداء كردفان يعلم بأن البرهان هو الذي ذهب إلى الرئيس السابق في قصر الضيافة ليلة خلع الضرس وابلغه بما جرى من تغيير ولكن يبدو ان ياسر العطا لا يعلم ولا يريد ان (يجيبها البر) وهو يدلي بتصريحات جديدة وغير مفيدة حيث نقل على لسانه الآتي: (كشف عضو المجلس السيادي الفريق ركن ياسر العطا أسراراً وكواليس تنشر لأول مرة عن سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وكيفية اجتماعاتهم وتخوفهم من قوات “الدعم السريع” وحدوث انشقاق داخل المؤسسة العسكرية… وقال العطا لمصدر إنهم أيقنوا منذ بداية يناير الماضي بنهاية النظام، لكنهم كانوا أمام معادلة صعبة، وأضاف بأنهم كانوا يجلسون في اجتماعات تمهيدية مع عدد من الضباط الكبار يعملون على طمأنة صغار الضباط وتابع: “خططنا أن نعمل وعملنا في صمت ومضينا في اتجاه أن يصدر البيان نائب الرئيس، لكن لم نكن نعلم أن الشارع سيرفضه بهذه السرعة”، واعتبر العطا أن “مليونية 6 أبريل” كانت الحاسمة لهم، وأنهم اتفقوا مع قادة المعارضة على الاعتصام بالقيادة، وقال: “تأخرنا في الانحياز للشعب حتى تتزايد أعداد المعتصمين ولنرد أيضاً على أقطاب النظام السابق الذين كانوا يرددون أن المعتصمين ليسوا كل الشعب السوداني، وأن هناك ملايين يمكن أن تخرج”.. وكشف العطا بحسب صحيفة الصيحة، لأول مرة أن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أحد الضباط الاساسيين المنفذين لانقلاب 1990 ضد الإنقاذ الذي أعدم فيه (28) ضابطاً في رمضان، ولفت لعدم صحة ما يشاع عن ولائه للمؤتمر الوطني، وأضاف أنا أعرفه معرفة حقيقية.)
# انتهى ما قاله الفريق ياسر العطا الذي يحتاج لتذكير و(نوبة صحيان) بأن الشعب السوداني ليس في حاجة الان ل(حديث الذكريات) و(أسماء في حياتنا) كما ان البرهان نفسه ليس في حاجة لمثل هذا الحديث.. الشعب يريد الاستقرار وأن ينعم بالحياة الكريمة التي يريدها ويتمناها.. البرهان الان هو رئيس الفترة الانتقالية الأولى سواء كان بعثيا ضمن منفذي انقلاب رمضان او شيوعيا ومؤتمرجيا على راس انقلاب أبريل.. هذا لن ينفع في شيء لان الشعب سيحاسبه بعمله وما انجزه خلال هذه الفترة التي استكملت اهم هياكلها.. لذلك اترك، يا ابن الاكرمين، ما تقوله الان لبرامج السنوات القادمة او كتابة المذكرات.. الوقت للعمل.. وبعض الكلام.. أفضل منه الصمت.