هلال وظلال
عبد المنعم هلال
مجلس إدارة الهلال بين الطموحات والتحديات
هل يسير المجلس نحو تحقيق المشروع الهلالي ..؟
ـ مجلس إدارة نادي الهلال الحالي يواجه العديد من التحديات والضغوطات مع محاولت الوفاء بتطلعات جماهير النادي وتحقيق إنجازات ملموسة على مستوى القارة الإفريقية.
ـ برئاسة هشام السوباط ونائبه العليقي تسعى الإدارة لتحديث الفريق وتجديد دمائه بلاعبين محترفين أجانب بينما يثير هذا النهج العديد من التساؤلات حول تهميش المواهب الشابة وتكدس اللاعبين الأجانب.
ـ سجل الهلال عددًا كبيراً من اللاعبين الأجانب ذوي الكفاءة العالية وهذا الاستقطاب يعزز قوة الفريق ويمنحه أفضلية في المسابقات الإفريقية وهو ما يعد إنجازاً لمجلس الإدارة في ظل المنافسة الشديدة.
ـ العليقي نائب رئيس النادي بدأ بالتواصل المباشر مع الجماهير عبر بث مباشر على صفحته في الفيسبوك وهذه الخطوة تعزز الثقة بين الجماهير والإدارة وتفتح باباً للحوار والنقاش حول القضايا المهمة التي تهم النادي وبعد فترة طويلة من تجنبه التصريحات فاجأ العليقي الجماهير بطرحه نقطة حساسة تتعلق بـ (سقف مادي محدد) لتسجيل وإعادة تسجيل اللاعبين وذلك خلال حديثه عن موضوع إعادة قيد أبو عاقلة مؤكداً أن الجميع في الفريق سواسية من ناحية التعامل المالي.
ـ يتميز هذا المجلس بقدرات مادية عالية بفضل السوباط والعليقي اللذان ضخا أموال كثيرة في النادي وهذا الاستقرار المالي ساعد الهلال على جلب لاعبين على مستوى عالٍ وهو أمر كان يفتقر إليه الفريق في الفترات السابقة.
ـ من سلبيات المجلس التخلص من بعض المواهب الشابة على الرغم من النجاح في استقطاب المحترفين الأجانب إلا أن العديد من المواهب الشابة تم إعارتها أو لم تحصل على الفرصة الكافية للتألق في الفريق الأول وبعض اللاعبين مثل عز العرب وطلال عادل وأمجد قلق وغيرهم أظهروا قدرات واعدة لكنهم يجدون أنفسهم محاصرين في دوامة الإعارة في ظل هيمنة اللاعبين الأجانب على مراكزهم.
ـ يتمتع العليقي والسوباط بقدرات مالية كبيرة وهذا ماجعل هذا الثنائي يهيمن على قرارات مجلس الإدارة بشكل كبير مما يهمش دور بقية أعضاء المجلس وهذا التركيز في السلطة قد يسبب بعض الخلل في اتخاذ القرارات الحيوية التي يجب أن تشارك فيها كافة الأطراف.
ـ رغم قدرات المجلس المالية إلا أن العليقي أكد في بثه المباشر أن النادي يضع سقفاً مادياً في التسجيلات ما يعني أن الهلال لن يكون قادراً دائمًا على التعاقد مع نجوم كبرى أو إعادة قيدهم عند إنتهاء فتر تعاقدهم وهذا قد يمثل عقبة في طموح الفريق لتحقيق اللقب القاري.
ـ جماهير الهلال تنتظر تحقيق لقب قاري كبير وهو ما يضع ضغطاً هائلاً على مجلس الإدارة ورغم الإنفاق الكبير في عمر هذا المجلس والإستقرار الفني باستمرار المدرب الكنغولي فلوران لم يحقق الهلال ما يرضي الطموحات ما يزيد من انتقادات الجماهير.
ـ مجلس إدارة الهلال يجد صعوبة في تحقيق توازن بين تكديس المحترفين الأجانب وإعطاء الفرصة للاعبين المحليين الشبان ما قد يؤثر على استمرارية المواهب الوطنية.
ـ في خطوة جريئة ومهمة نحو تطوير نادي الهلال وتحقيق استقلال مالي مستدام طرح نائب رئيس النادي العليقي فكرة تحويل الهلال إلى شركة استثمارية وهذا الطرح يهدف إلى تحرير النادي من قيود الاعتماد على صرف الأفراد وتحقيق استقرار مالي يمكن النادي من المنافسة على أعلى المستويات دون التعرض لأزمات مالية متكررة وهذه الفكرة ليست جديدة حيث تم طرحها من قبل وتم تكوين شركة الهلال في فترة أحد المجالس السابقة ولكنها للأسف لم تنجح آنذاك والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يمكن أن ينجح هذا المشروع إذا أعيد تطبيقه تحت الإدارة الحالية ..؟
ـ في الفترة السابقة تم إنشاء (شركة الهلال) كمحاولة لتحويل النادي إلى كيان استثماري مستقل قادر على توليد الإيرادات بعيداً عن دعم الأفراد لكن المشروع فشل لأسباب متعددة من بينها ضعف البنية التحتية الإدارية وغياب الخطة الواضحة للتسويق والاستثمار وأيضاً عدم وجود بيئة قانونية وتنظيمية داعمة لمثل هذه التحولات وكانت تلك التجربة رغم فشلها خطوة مهمة إذ أنها أظهرت الحاجة إلى مقومات أكثر قوة وتخطيط أفضل لتحقيق النجاح.
ـ في ظل التحديات والإنجازات التي تحققت يمكن القول إن هذا المجلس هو من بين الأقوى من حيث القدرة المالية والاستثمار في المحترفين ومع ذلك نتمنى يكون هذا المجلس قادراً على تحقيق المشروع الهلالي الذي وعد به الجماهير واستبشرت به خيراً ويتوقف ذلك على قدرة الإدارة على التوازن بين جلب اللاعبين الأجانب والمحافظة على المواهب الشابة المحلية وإدارة موارد النادي بشكل ذكي والتواصل الإيجابي مع الجماهير كما فعل العليقي الآن وهذا يعد خطوة هامة لكن النجاح النهائي يتطلب تحقيق البطولات المنتظرة.
ـ إذا استطاع مجلس السوباط والعليقي التغلب على هذه التحديات فمن الممكن أن يكون جزءاً من فترة ذهبية في تاريخ الهلال أما إذا استمرت الإخفاقات فقد ينظر إليه في المستقبل كفرصة ضائعة وسلسلة متصلة من عمليات الفشل.
ـ بعد أن جمرك (الوصيف) وجعله يطلع (نضيف) يواجه الهلال اليوم الجمارك الموريتاني والمواجهة مع الجمارك الموريتاني تمثل تحدياً جديداً للهلال في هذه البطولة والفريق بحاجة إلى المحافظة على مستواه العالي لتحقيق نتيجة إيجابية والمضي قدماً في البطولة.