هلال وظلال
عبد المنعم هلال
محمد احمد ينتظر لحظة فرح
ـ تتجه أنظار الشعب السوداني اليوم إلى موريتانيا والمغرب حيث يخوض الهلال والمريخ مبارياتهم المهمة ممثلين السودان في الساحة الأفريقية بعيداً عن أرضهم وجماهيرهم وكما هو حال العديد من أفراد الشعب السوداني الذين أُجبروا على الابتعاد عن ديارهم بسبب الحرب ظل الهلال والمريخ يجوبان القارة يتحملان مشقة الغربة وأعباء التحديات في مهمة وطنية تعكس إرادة الصمود والتحدي.
ـ هذه المباريات ليست مجرد مواجهات كروية بل هي رمز للثبات والأمل الذي يحمله الشعب السوداني الذي رغم ظروفه الصعبة يستمر في دعم فرقه ومواصلة نضاله على كافة الأصعدة.
ـ الهلال والمريخ كلاهما يحلم بالفوز بلقب دوري الأبطال الأفريقي الذي طال انتظاره بالنسبة لكل منهما وبينما حقق الفريقان نجاحات مهمة في الوصول إلى مراحل متقدمة من البطولة على مر السنين إلا أن التتويج باللقب ما زال بعيد المنال.
ـ آمال الجماهير لا تتوقف عند مجرد التنافس في البطولات المحلية بل تتطلع دائماً إلى رؤية الهلال أو المريخ يتوجان باللقب الأفريقي الأكبر وهو كأس بطولة الأندية الأفريقية الأبطال وهذا الحلم يشكل دافعاً قوياً للفريقين للتفوق على المستوى القاري حيث لا تقتصر المنافسة فقط على الأندية الأفريقية الكبرى بل تصبح جزءاً من الإرث الكروي السوداني.
ـ في مواجهتيهما الأولى في البطولة الأفريقية تعادل المريخ مع الجيش الملكي المغربي بنتيجة 2-2 والهلال حقق نفس النتيجة مع سان بيدرو الإيفواري ورغم أن نتيجة التعادل بهدفين قد تبدو إيجابية للهلال بحسبان الأرض إلا أنها تضع ضغطاً كبيراً على المريخ في مباريات الإياب بحسبان انه يلعب خارج الأرض وسط جمهور الجيش المغربي الشرس مما يجعل موقفه محفوفاً بالمخاطر حيث أن المريخ مطالباً بتأمين مرماه والتسجيل في مرمى الخصم.
ـ الهلال يمتلك فرصة لا بأس بها للتأهل خاصة بعد تمكنه من تسجيل هدفين خارج الديار وهذا يمنحه أفضلية نظرية في مباراة الإياب حيث يكفيه الفوز بأي نتيجة أو حتى التعادل السلبي أو 1-1 للتأهل ولكن يجب الحذر حيث يمتلك سان بيدرو فريقاً قوياً هجومياً ما يعني أن أي تهاون دفاعي قد يكلف الهلال غالياً أما المريخ فإن مواجهته للجيش المغربي على ملعبه في المغرب لن تكون سهلة نظراً لقوة الفريق المغربي على أرضه ودعمه الجماهيري الكبير.
ـ من سلبيات المباراة الأولى للمريخ ضد الجيش المغربي
ضعف الدفاع في مواجهة هجمات الفريق المغربي حيث تلقت شباكه هدفين في الربع ساعة الاخيرة نتجت من أخطأ أدت إلى احتساب ضربتي جزاء إضافة إلى عدم الثبات في الأداء خلال فترات المباراة، مما أدى إلى فقدان السيطرة في بعض الأوقات خاصة في الشوط الثاني.
ـ من إيجابيات الهلال تسجيل هدفين خارج الديار يعد ميزة كبيرة تعزز الفرصه في مباراة الإياب إضافة إلى تألق بعض اللاعبين في الهجوم خاصة الغربال والقدرة على الضغط على الخصم.
ـ من سلبيات الهلال تراجع مستوى الدفاع في بعض اللحظات ما كلف الفريق استقبال هدفين وقلة الحسم في الفرص الهجومية حيث أضاع الفريق عدة فرص لتحقيق نتيجة أفضل.
ـ قوة الهلال الهجومية جيدة بفضل لاعب مثل الغربال يستطيع أن يصنع الفارق وله خبرة في التعامل مع المباريات الأفريقية،.
ـ ضعف الهلال في تذبذب في مستوى الدفاع وقلة الانسجام في بعض الأحيان بين خط الوسط والدفاع.
ـ الهلال يمتلك خبرة طويلة في البطولات الأفريقية ويعرف كيف يتعامل مع الضغط في المباريات الكبيرة.
ـ الضعف في إنهاء الفرص وترجتمتها إلى أهداف هي مشكلة الهلال العصية رغم امتلاكه خط هجوم جيد فإن الهلال يعاني من إضاعة الفرص المحققة وهو ما قد يكلفه الكثير في المباريات القادمة ويحتاج الفريق إلى استغلال الفرص بشكل أكبر وترك الأنانية المفرطة.
إذا صعدا لدور المجموعات هل سيصمدان ..؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال الجميع ففي حال تأهل الهلال والمريخ لدور المجموعات سيكون التحدي الأكبر هو الصمود أمام الفرق القوية ذات الخبرة الكبيرة في البطولات الأفريقية مثل الأهلي المصري والترجي التونسي وصن داونز الجنوب أفريقي هذه الفرق تمتلك استقراراً فنياً وتشكيلات قوية على المستويين المحلي والقاري.
ـ الهلال والمريخ لديهما القدرة على المنافسة لكن الأمر يتطلب تطوير مستوى الأداء بشكل مستمر ورفع الجاهزية البدنية والفنية للاعبين.
ـ أهم ما ينقص الهلال والمريخ للفوز ببطولة الأندية الأفريقية :-
ـ الثبات التكتيكي: الهلال والمريخ بحاجة إلى تحسين الانسجام بين خطوط الفريق وخاصة في الجانب الدفاعي، حيث إن الدفاع هو نقطة الضعف التي عانى منها الفريقان في المباريات السابقة.
ـ الاستقرار الإداري والفني: إدارة الأندية بحاجة إلى استقرار أكبر في التعاقدات الفنية سواء مع المدربين أو اللاعبين الأجانب.
ـ الاحترافية في التحضير: فرق مثل الأهلي والترجي تعتمد على تحضيرات قوية ومعسكرات خارجية عالية المستوى مما يمنحها الجاهزية للتحديات الكبرى، الهلال والمريخ بحاجة لتطوير نفس النهج في التحضير للمباريات الحاسمة.
ـ دعم مالي أكبر يعزز من قدرة الناديين على جذب لاعبين من مستوى عالمي، خاصة في المراكز الحرجة وفي هذه الجزئية يتفوق الهلال على المريخ.
ـ رغم التعاقدات مع لاعبين أجانب يجب أن يكون الاختيار على أسس فنية دقيقة تلبي احتياجات الفريق، بعض الأندية الأفريقية تعتمد على لاعبين مميزين يحدثون الفارق في المباريات الحاسمة وهذا ما تحتاجه الأندية السودانية.
ـ تفتقد الأندية السودانية ثقافة النهائيات وهناك نقص واضح في ثقافة إدارة المباريات النهائية والبطولات الكبرى وبعود هذا إلى قلة الوصول إلى الأدوار النهائية من البطولات القارية على مدار السنوات.
ـ الفرق السودانية تحتاج إلى مزيد من الاحتكاك مع أندية القمة في أفريقيا لتطوير عقلية الفوز بالبطولات مع تعزيز ثقافة التركيز العالي في المباريات الحاسمة.
ـ الافتقار إلى ثقافة النهائيات لا يعني فقط عدم الوصول إلى النهائيات بل يتعدى ذلك إلى عدم القدرة على التعامل مع الضغوط العالية والتركيز الكامل في اللحظات الحاسمة.
ـ الفرق السودانية بحاجة إلى بناء عقلية الفوز بالبطولات وليس فقط المنافسة. الفرق الكبرى تتعامل مع كل مباراة كأنها نهائي وأن تدير المباريات بعقلية تكتيكية محترفة وهذا ما ينقص الأندية السودانية.
ـ تجارب الهلال والمريخ السابقة في الوصول إلى مراحل متقدمة كانت مشجعة لكنها غالباً ما تعثرت في اللحظات الأخيرة بسبب قلة الخبرة والتعامل مع الضغوط.
ـ عشان خاطر (محمد أحمد) السوداني المغلوب على أمره وعشان خاطر كل سوداني يعاني بصمت في ظل هذه الحرب اللعينة نتمنى أن تكون مباراتي الهلال والمريخ (مفتاحاً) لفرحة تضيء قلوب الجماهير و(نفاجاً) يطل على بارقة أمل تحمل بشريات السلام فتأهل الفريقين إلى دوري المجموعات سيكون أكثر من مجرد إنجاز رياضي سيكون شعاعاً من النور في وسط الظلام ودليلًا على أن السودان قادر على تحقيق الانتصارات حتى في أحلك الظروف.
فالشعب السوداني، الذي يترقب بفارغ الصبر كل لحظة فرح يستحق هذه الفرحة.