صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مخاض التحول والإنتقال..!

274

زووم

ابوعاقلة اماسا

مخاض التحول والإنتقال..!

 

* مرحلة مفصلية مهمة جداً يمر بها المريخ، قد تكون الأهم في تأريخه على الإطلاق، فإما أن يصمد وينتصر الخير على الشر في صراعهما الأبدي، وتنتهي القصة بخاتمة جميلة وبعبارة (عاشا حياتهما في سبات ونبات، وأنجبا من البنين والبنات) أو تتغلب قوى الشر والصراعات ويكون الإنهيار والتلاشي والإندثار، ومايزيد من حدة الإنحدار والخوف أن الحكماء من أمثال الراحل مهدي الفكي غير موجودين، وأن الكبار الذين يستطيعون فرض كلمتهم على الجميع ويقفون على مسافة واحدة منهم يبدو أنهم قد انقرضوا، لذلك نرى أن المريخ كله عبارة عن أناس يصرخون كل يظهر أعلى ما أوتي من صوت، ولا يكاد بعضهم يسمع بعضاً.
* أما نحن.. فنحاول يائسين للعب دور الحكم أحيانا بما نكتب، ومنهم من يتقبل بصدر رحب، وقد إستقبلت مهاتفة مميزة بالأمس من اللواء حقوقي مأمون الطاهر للإشادة بالمقال الذي نشر بعنوان: (هل هنالك أسوأ من هذا؟).. وقد أثلج صدري بعبارات يستحقها هو لأنه قد التقط الرسالة بوعي القائد العاقل والرزين، وختم مكالمته ب: (إذا لم تكتب غير هذا المقال لكفاك).. وشكري لسعادة اللواء يبلغ مداه، ليس للمدح في حد ذاته، ولكنه منحنا الإحساس بأنه مازال هنالك من يتحلى ويتزين بالعقل.
* في ذات الوقت كانت القروبات تموج بالآراء وردود الأفعال العنيفة التي إعتدنا عليها في المريخ.. تلك الآراء المندفعة والعاطفية التي أفرزت هذا الواقع الأليم، وقد وصلتني بعض الآراء المتشنجة التي تجاوزت الموضوع إلى أشياء أخرى، وقد توقعت من بعض الأصدقاء – صفوت قاسم نموذجاً) السمو إلى مستوى الموضوعية لإدارة حوار راقي يفيد الناس بدلاً عن تحويل القروبات إلى أماكن للثرثرة والتقليل من الآخرين.. ولكن.. قديماً قيل: أن كل إناءٍ بما فيه ينضح.
* جمحت الأحداث مرة أخرى في نادي المريخ، وفي غياب الحكمة والحكماء أصر طرفي الصراع في مجلس الإدارة أن يقدم فاصلاً من التهريج لم نشهده في المربخ من قبل، حيث شهدنا لجنتين للعضوية إحداها تعمل وفقاً للنظام الأساسي المختلف عليه، وواحدة تعمل وفقاً للنظام الأساسي القديم ٢٠٠٨، ولكل فريق أنصار كالعادة، وكل يدعي أنه صاحب الشرعية والقرار، وهو لعمري وجه جديد وكالح لمجتمع المريخ، وسيكون القادم أسوأ ما لم يتحرك الحكماء ويحتووا هذا التوتر، واللجنة التي شكلها اتحاد الكرة مؤهلة للعب هذا الدور، ولكن الخطورة هنا أن أهل المريخ وبغير ما يتفق مع العقل والمنطق يتعاملون مع ذات الإتحاد بنوع من الريبة والحساسية، ويتملكهم شعور بعدم الثقة، في حين أن كل ما في الأمر يتعلق بلوائح وقوانين، وإن هي عجزت في الخروج بنتائج فلابد أن نلجأ للجودية والحلول الأهلية.. وهي الأفيد والأصلح لمثل هذه المشاكل في تقديري.
* على أهل المريخ أن يقدموا التنازلات اللازمة والضرورية للخروج من هذا المأزق، فقصة الإصرار على أن سوداكال ليس رئيسا للمريخ غير مجدية.. ولا أظن أنها ذات قيمة مؤثرة على مستقبل النادي لأن دورة المجلس قد شارفت على النهاية وربما الوقت المتبقي الآن لا يكفي إلا لإعمال العقل وتجاوز الصغائر والإهتمام بما هو أهم.. وهي الجمعية العمومية والإنتخابات وإلا فإننا سنعيد فصول الأزمة من جديد.. يأتي أحدهم ويحشد ٥٠٠ عضواً ويفوز بالرئاسة ونعود لذات العبارات القميئة والطعون العاجزة والأحاديث التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
* هذه مرحلة تنازلات من أجل الخروج من عنق الزجاجة والعبور إلى منطقة آمنة، أو.. فالطوفان ينتظرنا ولن يفيدنا أن نعتصم بأي جبل.
حواشي
* لقد غادرت كل قروبات المريخ حالياً حتى أكون بعيداً عن المتشنجين والمتنطعين والمندفعين والإنفعاليين.. ففي مثل هذه الظروف طبيعي جداً أن نكتب ما لا يعجب البعض، وطبيعي أيضاً أن نختلف ونصطدم ونمارس العنف اللفظي ونوصل مرحلة الإفلاس.. أليس كذلك يا جعفر كوارتي؟
* منذ بداية هذا الحراك كان رأيي واضحاً.. ولكن من يتحدث وكأنه يصرخ ويرغي ويزبد لن يستجيب إلا لقلبه..!
* مدثر خيري ما زال يلعب دور العكننة في المريخ… وبعد ظهوره في ساحة النادي وتحريكه لبعض الأشياء يريد أن يعقد المشهد أكثر.. ولكن.. في كل مرة يخسر تعاطف بعض أنصاره.. فهذه الأجواء لا تمهد لشيء سوى الخسارة.. كلنا سنخسر.. ولكن العاقل منا من يحاول الخروج بأقل الخسائر من هذا الهرج والمرج..!
* الشخص الموهوم هو الذي يحاول بيع الأسماك وهي في لجج البحار، ويسوق الناس بضجيج فارغ لشهور وشهور دون أن يثمر بشيء.
* الفتوى الباطلة التي استند عليها حراك المريخ هي أنه يحق لأي من حملة عضوية النادي التوقيع على مذكرة سحب الثقة، وإن لم يكن مسدداً لإشتراكاته لسنوات.. وهذه الفتوى لا تحتاج لأكون محامياً أو درست القانون لكي أكتب أنها فتوى باطلة..!
* هل عرفتم كيف فشلت مساعي سحب الثقة؟
* المريخ نادٍ عريق.. يشارف عمره القرن من الزمان، وكان ينبغي أن يستند أنصاره على إرث ثقافي واجتماعي ومعرفي كبير يحافظ على حدود معقولة للخلافات، ومقادير محددة للأزمات، ولكن ما يحدث الآن في المريخ يدل على أنهم وافدون أو غزاة من كوكب آخر.. أو أنهم في غابة متوحشة… الكل يحمل فأساً ليحتطب.. والبقاء للأقوى..!
* مايجري الآن يضع لبنة مخيفة لصراع قاتل في المستقبل… نسأل الله السلامة..!
* كوارتي غير مؤهل للرد والحديث والتوضيح في القضايا التي نطرقها.. وإذا دعى الأمر فهنالك ميادين أخرى تليق..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد