زووم
ابوعاقلة اماسا
مدثر خيري… بطل الفيلم..!!
* من المؤكد أن المريخ كنادٍ ومؤسسة رياضية يمر على فوهة بركان من المشاكل والتعقيدات، ومعظمها في تقديري كان مخاض الإنتقال الذي يعيشه المجتمع السوداني عامة في الجوانب الإجتماعية والإقتصادية، وهي بوابة كتبت في مقال سابق أن المريخ يعتبر أول نادٍ يعبر به، ولكن كل ما يحدث في المريخ الآن من جدل هو مصير ينتظر بقية الأندية السودانية، ولعل أولى العلامات ما حدث في اليومين الماضيين من إشتباك بين المفوضية والإتحاد بعد إعلان لجنة التطبيع، وقد تجاوز المريخ هذا الجدل منذ ما يربو عن عام واستطاع أن يقتلع المؤسسة من الأذرع الحكومية، نحو إستقلالية تامة تضعه بعيداً عن الأيدي العابثة التي كانت تحشر في الشأن المريخي وتؤثر فيه.
* مدثر خيري لعب دوراً بارزاً في هذه المشاهد، وكان إيجابياً من حيث الفكرة العامة التي بتفق عليها كل المريخاب، وهي ضرورة الإنتقال بالمريخ كمؤسسة إلى حيث الإدارة الإحترافية التي تواءم ثوابت الرياضة وموجهاتها العامة، وأنه آن الأوان للتمرد على النمط الإداري التقليدي ومواكبة ما يحدث في العالم من حولنا من أجل تحقيق طموحات جماهيره على كافة الأصعدة، ولكن مدثر خيري سلك طريقاً صعباً وهو يستعدي الجميع، صحفيين وأعضاء مجلس وأقطاب ومن كثرة إشتباكاته رسم الناس له صورة ذهنية شيطانية تمثل شماعة الإخفاقات.. وما أن يحتوي الناس أزمة حتى ينتقلوا إلى أزمة أخرى، ومدثر نفسه هو رجل المنتديات والقروبات يدافع عن أفكاره ويتجادل مع المشجعين.. يشتبك مع هذا ويتحالف مع ذاك.. فضلاً عن وجود مريخاب أسافير تتعامل مع كل من بتواجد في واجهة الأحداث على أساس أنه مجرم ويستحق الإعدام في جانب يوضح روح التطرف التي تسيطر على المنتديات.
* أريد تلخيص ذلك في أن ودخيري هو الذي رسم صورته في أذهان الناس، ولو اعتبرنا أن قرار إقالته الذي صدر مؤخراً هو شهادة لفشله في هذه المهمة فهو من حرر تلك الشهادة ولم يفعل الآخرين شيئاً سوى وضع الأختام على الشهادة.
* مدثر خيري كان بطل الفيلم، ولعب دور الخير والشر فيه بإزدواجية غريبة أدت لهذه النهاية، والأغرب أنه لم يكسب تعاطف عدد من أعضاء المجلس، وتعامل مع الجميع بفظاظة وعنجهية برغم أنه كان يدري تماماً أنه جاء لتنفيذ شيء جديد قد لا يهضمه الناس في البداية، ومع ذلك وقع في الفخ وكانت النهاية المحزنة للبطل والفيلم وقصة الفيلم، أما سوداكال فهو حكاية تستحق التدوين والدراسة والإستعراض من كل النواحي، وليست الخلافات داخل مجلسه علامة سالبة فقط، أو مقدار ما أنفق كرئيس هو كل شيء، فالشاهد على تفاصيل ما يجري من هذه الأحداث يتأكد أن غياب المصداقية هو السبب الأساسي لسلسلة الأزمات.
حواشي
* أسوأ أوضاع إدارية يمكن أن يتخيلها الإنسان، وأسوأ إصطفاف جماهيري (إسفيري) مع الشأن المريخي… وكما كتبت مراراً أن البيئة العامة قد أصبحت عدوانية لدرجة أن البعض لم يميز بين ضعف وخلافات المجلس وهوان المريخ في مشجعيه وكوادره الوسيطة وقياداته التأريخية.
* طالما أن المجلس بكل ضعفه هذا وتناقضاته وتنافر مكوناته مستمر، فذلك يعني أن ما دونه أوهن..!
* دعونا نجرد الحساب ونرى ماذا أعددنا للآنتخابات القادمة…. من هو المؤهل لإنتشال النادي من هذا الوحل؟
* هل إجتاحت (كورونا) السودان لوحده أم كان عالمياً إهتزت له عروش أعتى الدول؟… ولماذا نحن فقط من استولدنا منه أزمات وأزمات وصنعنا منه معارك ومشاحنات؟
* جاهزيتنا لتأزيم كل شيء، وعادتتا في الإستئساد وإبراز العضلات في القضايا التي تتطلب العقل والمنطق واحدة من ملامح تخلفنا.
* الهلال يتبع للمفوضية يا دكتور النقي؟…. غير صحيح طبعاً.. الهلال يتبع للإتحاد السوداني لكرة القدم بموجب لائحته المجازة في ٢٠١٧، والمواءمة للائحة الإتحاد الدولي… وسيخوض أنصار الهلال ذات المعركة التي خاضها المريخاب وفي نهاية المطاف يصل لنفس النتائج.
* الدكتور حسام أحمد حسين مكي أستاذ الملكية الفكرية وعضو رابطة المريخ في قطر هو أول من انتبه لمسألة شعار الناديين في ٢٠٠٧، وعلى ما أذكر كنا قد انتقلنا حديثاً لمكاتب الصدى الحالية.
* من مكتبه في برج البركة نبهني حسام لضرورة تحرك مجلس المريخ لإكمال إجراءات تسجيل شعار النادي لأن أحد المواطنين قد تقدم وأكمل إحراءات تسجيل شعار الهلال كإسم عمل خاص له، وحملني رسالة للأستاذ محمد جعفر قريش متعه الله بالصحة.. والذي سارع الخطى وتقدم بالإعتراض على أحد الأشخاص الذين تقدموا لتسحيل شعار المريخ…. ونجح النادي في إدراك شعاره..!
* ورغم أن وضع الهلال كان معقداً حملني دكتور حسام رسالة للنادي.. فأبلغتها كما هي للأستاذ عماد الطيب الذي كان يشغل منصب الأمين العام وشرحت نفس الشيء للزميل ياسر عائس لكي يتبنى ذلك، وكان رأي حسام أن شعار الهلال سيعود إليه بالقانون إذا تحرك بجدية وفي الوقت المحدد.. ومع ذلك لم يفعل الهلال شيئاً فضاع الشعار… هذه كل القصة يادكتور عمر النقي… مع وافر الإحترام والتقدير..!!
* واهم من يعتقد أن أزمة الوزيرة وإتحاد كرة القدم قد انتهت.. فماحدث إنما هو مقدمات لأزمة أكبر في المستقبل القريب وسترون..!