صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مدير القطاع الرياضي: مال ومظهر… والفريق يفتقد الجوهر

19

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

مدير القطاع الرياضي: مال ومظهر… والفريق يفتقد الجوهر

*الشيكات تعزف على المنصة، والفريق يئن بلا لحن ولا روح… أين العقل والهوية؟*
في أنديتنا، مدير القطاع الرياضي صار مجرد لقب لمن يملك المال أو يريد الظهور. يجلس في المنصة، يوزع التصريحات، يدفع الشيكات، والفريق ينهار بلا هوية، بلا خطة، بلا مستقبل.
المدير الرياضي الحقيقي؟ هو من يخطط للمشروع كله، يربط الأكاديمية بالفريق الأول، يحدد احتياجات الجهاز الفني، يختار اللاعبين بعقلانية، ويوازن بين الطموح الرياضي والميزانية. خبرة، رؤية، تحليل، تفاوض، وفهم السوق. لا مجرد محب للنادي أو صاحب جيب ممتد.
في أنديتنا، تُعيّن المسؤولية لمن يمول التسجيلات أو «يدعم المعسكر»، وليس لمن يفهم اللعبة. النتيجة؟ تخبط مستمر، تكديس لاعبين بلا هوية، تغييرات موسمية، وانهيار كل ما بُني بمجرد رحيل المدرب. الملايين تُصرف على «الصفقات الإعلامية»، والفريق يظل بلا روح ولا خطة.
على العكس، أندية مثل **إشبيلية، ليفربول، برنتفورد، وبراميدز المصري** أثبتت أن الإدارة الجيدة تصنع الفرق، حتى بميزانيات محدودة. براميدز جاء بعد فرقنا، وترك بصمة اسم وتاريخ وبطولات، ليس بالمال وحده، بل بالخبرة، والرؤية، والهيكل الإداري الصحيح.
أما نحن، فنترك الفريق لتجار أو محبين بلا خبرة. بعضهم يتعامل مع النادي كمتجر لتدوير اللاعبين وبيعهم، لا كمشروع كروي له فلسفة وهوية. كل موسم يبدأ من الصفر، وكل خطة تنهار مع أول هزيمة، والجمهور يدفع الثمن.
لن تتقدم رياضتنا ما دام «رجل المال» يقرر من يلعب ومن يُباع، ومن يُستقدم ومن يُستبعد. نحتاج مدير قطاع رياضي مؤهل، يعرف كيف يخطط ويختار ويقيم، لا مجرد ضابط شيكات على المنصة.
كرة القدم اليوم تُدار بالعقل، لا بالشيكات، وبالرؤية، لا بالمزاج. وإلا سنظل نحتفل بتسجيلات بلا بطولة، ونبكي على مشاريع لم تولد أصلاً.
**كلمات حرة:**
* مدير القطاع الرياضي في أنديتنا صار لقبًا لمن يملك المال أو يريد الظهور، لا لمن يمتلك المؤهلات.
* بعضهم يمول التسجيلات ويظن دوره انتهى عند دفع الشيكات، والفريق ينهار.
* المدير الحقيقي يخطط للمشروع كله، يحمي الهوية، ويوازن بين الطموح الرياضي والميزانية، بخبرة ورؤية وتحليل.
*اخر كلمة حرة*.
* سؤال للقراء: هل لدينا مديرون رياضيون حقيقيون في الهلال والمريخ، أم سنظل نترك المشروع للمحسوبية والظهور والتجار؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد