مدير قناة (قوون) في حوار ساخن مع كورة سودانية : احترم المريخ كثيراً و”هيثم مصطفى” مسيخ بشعاره
49
مشاركة المقال
حوار – سعدية الياس
“أزهري محمد علي”، مجرد أن يذكر اسم هذا الشاعر تتداعى إلى الخاطر كل العبارات الأنيقة والمفردات الوسيمة التي تعكس وتعبر بصدقية عالية عن عمق
معاني الشجن واللوعة والحزن، الرمانسية والوطنية، فهو بالحق شاعر فنان أجاد الرسم بالكلمات والحروف وشكَّل بألوانها لوحات شعرية سريالية رائعة
الجمال نذكر منها (فجر المشارق) و(وضاحة) التي فجرت معها كل الصباحات المشرقة في الشعر والنغم وصارت من أرقى وأنقى الأغنيات التي خرجت من مدرسة (الرمزية). سيرته الإنسانية تحكي عن إنسان بسيط في منتهى التواضع، وشاعرياً يطوف ويسمو بك في عوالم عجيبة بمفردة أنيقة سهلة الفهم رائعة المعاني تغسل الهموم وترسم الغيوم وتسكن الدواخل.
*في البدء مرحبا بك في “كورة سودنية”
التحية لكل عشاق الرياضة في مشارق الارض ومغاربها والتحية لكورة سوانية
{ أظن أن الكفر والفن لا ينفصلان عن بعضهما بدليل وجودك في إدارة قناة رياضية؟
– الرياضة شيء مستمر في حياتنا، وكرة القدم تحديداً فعل لا ينفصل عن حياة
الناس، ودخولي للوسط الرياضي ليس صدفة، مارست الرياضة منذ الصبا وحتى
المشيب، وكانت تجمعني صلات طيبه بكل الرياضيين.
{ لنتحدث قليلاً عن قناة (قوون الرياضية) التي يقال إنها محاصرة بالديون؟
– هذا الحديث ليس له أي أساس من الصحة، والقناة في وضع مادي مستقر
والداير مننا قروش اللجي يطالبنا.
{ ولكن القناة ميالة لإنتاج البرامج المعلبة؟
– الساحة الرياضية ليست بها أحداث كثيرة، لذلك نلجأ لبرامج من داخل الاستديوهات.
{ (قوون) متنازعة الهوية وفشلت في تخصصها الأساسي واتجهت لبرامج المنوعات؟
– كل القنوات الفضائية وحتى الإذاعية المتخصصة، برامج المنوعات شيء أساسي
بها، وقناة (قوون) منذ إنشائها ظلت تتابع كل صغيرة وكبيرة عن دنيا
الرياضة ولم تهمل تخصصها الأساسي كما ذكرتي.
{ بالرغم من أن قناة (قوون) القناة الوحيدة الرياضية في السودان إلا أنها فشلت في أن يكون الدوري الممتاز حصرياً عليها؟
– لم تفشل القناة في الحصول على الدوري الممتاز، ولكن التلفزيون القومي
تعاقد مع الاتحاد العام لرياضة لعدة سنوات، وقناة (قوون) قادرة على أن
يكون حصرياً عليها إذا سُنحت لها الفرصة. { طيب بحكم أن الرياضة أصبحت لا تنفصل عن حياتك.. كيف علاقتك بها؟
– معروف بهلاليتي ومن المهتمين جداً بالشأن الرياضي، أتابع المباريات من
داخل الاستاد واتفاعل معها، عشت أياماً سعيدة بفضلها وأخرى حزينة.
{ أيام حزينة بالتأكيد تتذكرها جيداً؟
– بالطبع مين ح يقدر ينسى مثلاً مباراة مازنمبي؟ كانت مباراة شلل ذهني
رهيب… (خمسة)، خرجنا ونحن في حالة غيبوبة و(ما حاسين بالحصل لينا ده
شنو؟؟)، وأيضاً من سوء حظي مباراة الترجي في تونس أنا حضرتها من داخل
الملعب، ونحن متقدمين في الخرطوم بهدفين لصفر، وكنا هناك متقدمين حتى
تلت الساعة الأولى من الشوط الثاني بهدف وبقى مطلوب من الفريق الخصم
تسجيل أربعة أهداف… في تلت ساعة بس
استقبلنا (خمسة) أهداف… خرجنا من الملعب في حالة صمت غريب وشلنا شنطنا
ما في زول تحدث مع زول إلى أن وصلنا مطار الخرطوم وما كان في زول بعلق،
وكانت صدمة غريبة ودي من المباريات التي لا تنسى، وأيضاً هناك مباريات
مفرحة لا تنسى.
– مازنمبي ما الوحدات و(خمسة) مازيمبي ما ذي (سبعة) الوحدات بالتأكيد لأن
مازيمبي فريق كبير على مستوى إفريقيا سجل بطولات متعددة ولم يتغلب في
ملعبة إلا من الهلال، وما اتهزم إطلاقاً في كل المناسبات إلا بهدفين
الهلال.
{ كيف هي علاقتك بالمريخاب؟
– جميلة إلى أبعد الحدود، وتجمعني صداقة حميمة بالسيد “جمال الوالي”
ودخلنا معاً عدداً من المباريات.
{ عشقك واضح للهلال وهناك علاقة قوية تربطك بالشاعر المريخي “عمر محمود خالد” (كدي) قول بعض الأبيات التي كانت في حضرته؟
يا أخوانا الوصيف فضح البلد بي عكو
يدوه الورق لا بفتحو ولا يدكو
كأس أفريقيا وين القلت قاطع شكو
شان طولة اللسان طبقنا حكم أب تكو
{ لكن المريخاب دائماً بقولوا للهلالاب نحن أصحاب الكؤوس المحمولة جواً؟
– أولاً التحية لإدارة ولاعبي ومشجعي المريخ وهو فريق عظيم وعنده تاريخ
مشرف، ولكن طبعاً ما زي الهلال.. أي فعل عنده فعل معادل ليهو إذا
اتكلمتنا عن الكأسات المحمولة جواً، وعملنا ليها رصد بتكون اتنين أو
تلاتة ولكن كم من الهزائم المحمولة جواً. دعينا نتحدث بموضوعية
حيثيات الكرة السودانية بالتأكيد هي أضعاف انجازاتها انجاز واحد أو
اتنين وامتدت هذه الحيثيات لعقود من الزمان على مستوى المنتخب نحن ما
حققنا إلا بطولة واحدة خرجنا من كم بطولة وبنخرج على مستوى الأندية.
{ تفتكر السبب شنو؟
– السبب في تقديري أن كرة القدم فعل غيرمنفصل عن حياة الناس وهو عمل
أساسي من المنظومة الاجتماعية على المستوى السياسي والاقتصادي لا يمكن أن
تتطور في تخلف كل الأشياء.
{ ليه الناس بقت ما زي زمان؟
– بكل أسف انعدمت العصريات التي كنت أشاهدها في طريق عودتي من الجزيرة،
وميادين الكرة يلتف حولها الصغار والكبار، اختفى هذا المنظر الرائع عن
نظري إلى أن وصلت الخرطوم لم أرِ حتى طفل يلعب كرة، وكنت اسأل نفسي السرق
العصريات مننا منو؟؟ ونحن كان عندنا عصرين العصر والعصير، وهسي ولا
واحد، بنرجع البيوت ونتناول وجباتنا بعد صلاة المغرب، وبالتالي هذه واحدة
من الأسباب التي يجب أن نلتفت لها….. حتى زمن لممارسة الرياضة بقى
مافي.
{ هل تفتكر خيبات الكرة السودانية جعلت الناس تتعلق بالكورة العالمية؟
– إذا انتبهنا جيداً يمكننا تحويلها لشيء ايجابي وعلى الأقل يمكننا النظر
للمستويات العالمية، ولكن لدينا تخلف حياتي ليس في المريخ ولا الهلال ولا
حتى العهد الذهبي، بل التخلف لا سباب منها حتى في داخل المدينة (النادي)
يمارس الرياضة في وقت متاخر. { والكورة العالمية سرقت الجمهور؟
– بكل أسف حتى تقسيمة المباراة في الحلة كان الفريقان لابسين لبس (ريال مدريد) و(برشلونة)… زمان الناس كانت بتلعب هلال مريخ وهذا خصم على كورتنا.
{ لكن الاعلام الرياضي اجتهد كثيراً من أجل النهوض بالرياضة؟
– الاعلام الرياضي خارج المنظومة يتعامل مع عواطف الناس وليس مع عقولهم
في إثارة الأحداث أكثر من الموضوعية، وشخصياً متأكد أن الاعلاميين
يجتهدون من أجل البحث عن أخطاء خصمهم.
{ بعد أن لعب الاعلام دوراً كبيراً في تضخيم انتقال “هيثم مصطفى” لـ(المريخ) ولكن هسي الناس نست الموضوع؟
– مهما يمضي من وقت على مسألة “هيثم”، نحن بالنسبة لنا ح تظل مرارة لا
يمكن تجاوزها لأنه جزء من تاريخ عظيم للاعب خارق قدم عملاً عظيماً
وانتقاله لا يمكن نسيانه بسهولة ولا التداعيات وطريقة المخرجات، سنظل
نتحسر على “هيثم” بقدر ما قدم لأنه لا يمكنه تقديم أكثر مما قدم، لكن في
الحقيقة المرة أننا ما زلنا نبكي على ما مضى لاعب عظيم، بعدين أنا بقيت
شايفو بشعار المريخ مسيخ.
{ أيعني ذلك أن “هيثم” غير قادر على العطاء؟
– مؤكد بحكم السن أي لاعب يتجاوز الـ(32) سنة ما ينتظر منه عطاء ولا
“هيثم سيدا” في المواسم الأخيرة القبلها لم يقدم شيئاً للهلال بحكم عامل
السن.
{ نحن نعاني من عدم ثقافة اللاعبين بمفهوم الاعتزال؟
– أحمد حسن (ميدو) لاعب مصري بلغ (30) سنة أعلن اعتزاله ولكن اللاعبين
هنا في السودان يدخلون أنفسهم قبل الإدارة في حرج، ويفرض أن يعرف اللاعب
قدر نفسه ومرحلة الاعتزال وكد كدا كل لاعب مصيره الاعتزال.
نجي شوية للشاعر “أزهري محمد علي”{ هل مازلت تذكر حتى الآن أول نص كتبته؟
– البداية وهي مرحلة اللاوعي في خلق مشروع ثقافي، ربما تكون مرحلة
استماعك والتقاطك للأشياء وتواصلك مع الناس هو تاريخها الحقيقي.
{ الناس سمعتك كيف أول مرة؟
– امكن في الأول يرفضوك، والمبدع السوداني في كل مكان يلقى نفسه في
مواجهة بين سلطات عديدة، من البيت يمكن أن يقول ليك أخوك (عاين ده فاكيها
فينا) عامل لينا شاعر، ولكن بعد شوية ناس البيت بقتنعوا بأنك زول كويس
بمجرد قبولك من الناس ويعرفوا أنو عندك حاجة.
هل واجهتك صعوبة كبيرة في ايصال رسالتك؟
– أنا بقول دائماً للشعراء الشباب إنه وجدوا كل ما هو سهل لايصال أفكارهم
الشعرية، وتوفرت لهم ظروف لم تتوفر لشعراء عظام سبقوهم، زمان كنت بجي من
الحصاحيصا كل أربعاء عشان أحضر ندوة شعرية وأرجع بالليل مرات، بقيف في
التفتيش ومرات كتيرة ما بشارك فيها وبتكون مجرد مستمع، ولكن اليوم
الشعراء في شركات الاتصال موجودون في الرسائل موجودون في التلفونات
موجودون في مواقع التواصل وكمان يطلقون عليهم لفظ أستاذ، نحنا زمان لقب
أستاذ ده ما بقولوا ليك بأخوي وأخوك.
{ كيف ترى الواقع الشعري.. وهل ثمة أمل من الانفكاك من عصار الركاكة التي تشير أصابع الاتهام لكم كشعراء للأغنية؟
– هذا اتهام ظالم لأنه في كل مجتمع وفي أي وقت من الأوقات له ثقافة
معينة، هناك الثقافة التقليدية المحافظة على وضعها والمضامين التي
تحملها، وفي ثقافة منحرفة ومتجاوزة مثل تجربة الفنان “مصطفى سيد احمد”
و”محمد وردي” و(عقد الجلاد) وكثير من الأصوات الغريبة في زماننا
والمنحدرة وواسعة الانتشار أكثر من الثقافات الثانية لأنها أتت من أجل
الربح (السوق)، ولكني أراهن على أن الأغنيات المنحدرة لا تتجاوز العشرين
أو الثلاثين أغنية بتظهر فترة وبتختفي بسرعة الصاروخ لأنها لا تحمل عناصر
بقائها. صحيح أن هناك شعراء مجيدين لكتابة الشعر المغنى ابتعدوا عنه.
{ الأغاني الجوفاء بتزعجك؟
– لا تزعجني أبداً بل انتظر وأشوف إلى أي مدى ممكن تصمد، والأغاني دي
قاعدة في بيوت الأعراس تتساقط كما تتساقط الأطباق والقارورات الفاضية
وبتتجمع مع النفايات بكل أسف وهسي وين أغنية (قنبلة)، و(راجل المرأة حلو)
و(بلة ود عشة).
{ يظل “حميد” ذكرى عطرة يفوح عبيرها ويطيب الحديث عنها حدثنا عن “حميد”؟
– “حميد” مابتكلم عنه كشاعر أنا بتكلم عنه كمشروع لأحداث التغيير الأساسي
لحركة الناس عبر القصيدة، قصيدة “حميد” ما قصيدة بتسمعها ولا هي نوع من
التذوق الذهني ولا نافلة من نوافل القول، “حميد” يعرف كيف العمق وكيف يضع
يده في مواضع الداء الاجتماعي الحاصل على المستوى السياسي والاجتماعي
وعلى مستوى السلوك اليومي كل التفاصيل والآلام، يظل مشروع “حميد” بكل ما
أحدثه من انفجارات عظيمة في حركة الثقافة السودانية مشروع إنسان عظيم،
يظل واحداً من أعظم المشروعات الثقافية. نحن مازلنا في داخل الصدمة، لكن
مع ذلك مازالت حواء السودانية قادرة على الانجاب زي ما أنجبت “حميد”
و”مصطفى” وغيرهما قادرة على انجاب أصوات جميلة، أذكر مقولة قولتها لجثمان
“مصطفى” على قبره وثاني يوم لوفاته تحديداً قلت (ما دفناك ولكن بذرناك
حتى تنجب الأرض التي أنجبت مصطفى ألف ألف مصطفى) وهسي بنقول نفس الكلام
لـ”حميد” (ما دفناك ولكن بذرناك حتى تنجب الأرض التي أنجبت “محمد الحسن
سالم حميد” ألف ألف “محمد الحسن سالم حميد”) ورحم الأرض لا ينقطع رغم
الفراغات الكبيرة.
{ ما هي حقيقة انتمائك للحزب الشيوعي؟
– لم أكن يوماً شيوعياً، لكن عندي رأي في الحدث الوطني بقولوا لو (ختوا
على رأسي سيف).
{ “مصطفى سيد أحمد” عندما غنى (وضاحة) أحدثت نقلة هائلة لـ(ازهري محمد علي)؟
– صحيح وأنا ممتن لها جداً، وأنا بكون سعيد لما ألقاها اتحولت لاسم بنات
ومكتبات وخلفيات ركشات وعربات وكافتريات واستوديوهات بتخلق جواي شيء من
الرضى وهي كانت محظوظه لأنها جاءت محمولة على صوت “مصطفى”.
{ (وضاحة) في من كتبت هذا النص؟
– يعني بالتحديد عشان أأرخ ليها واتكلم عن تفاصيلها صعب لأنها اتحولت
عندي من قصيدة لحالة كتبتها في حالة لاشعورية وفي نفس الوقت بقت عندها
قيمة كبيرة عندي ومرات كثيرة الناس بيسألوني (وضاحة) دي منو؟ وصراحة هي
مازول بلحمو ودمو هي (حالة) ومرات كثيرة ببحث عن أصل المفردة ذاتها، وهل
كان في حاجه اسمها (وضاحة).
*هل لك طقوس معينة لكتابة الشعر؟
– في الغالب الشعر كائن علاقته بالمكان ما طردية ولا علاقته بالجمال،
ولكن في لحظة يداهمك شيطان الشعر.
*معروف بان الشاعر يعشق الجمال ولكن هل “ازهري محمد علي” بعد الزواج كتب شعر في نساء جميلات؟
– الجمال موجود قبل الزواج وبعده ومابنقدر نكذب ، كتب عدد من القصائد
وما هي علاقة صورة القدال بحوار أزهري محمد علي؟؟
نعتذر للخطأ أخي محمد حسنين ……… شاكرين لك حسن المتابعة