صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مستجدات الساحة السياسية تلقي بظلالها على الرياضة السودانية

23

شداد يفقد الكثير ويحاول التماسك.. والكاردينال وود الشيخ ينسحبان على وجه السرعة

والي شمال كردفان يعد بدعم هلال التبلدي لكن بعيداً عن (دلع) أحمد هارون

تسببت الأحداث السياسية المتسارعة في تغيير سريع في المشهد الرياضي وأصبحت أكبر الأندية في السودان تعاني من فراغ على مستوى الرئاسة على غرار ما حدث في المريخ والهلال, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم يعاني من تمرد صريح من أنديته التي عرفت أن شداد في أضعف حالاته بعد أن افتقد أمانة الرياضة في العهد البائد والتي اقتلعته من رئاسة الاتحاد ثم أعادته إليه من جديد حتى يعلم أنه من دونها لا وزن له وبالتالي افتقد شداد البوصلة بعد خروج حزب المؤتمر الوطني من الملعب ليصبح شداد الآن في وضعية لا يحسد عليها في ظل تحرك الذين أبعدوا ظلماً وتآمراً من أجل سحب الثقة من شداد وعودة المجموعة السابقة التي تعرضت لأشرس حرب في عهد الإنقاذ بدعم وتخطيط من أشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال.

(1)

على صعيد الاتحاد السوداني لكرة القدم اهتزت إمبراطورية الدكتور كمال شداد بصورة غير مسبوقة وظهر الرجل في أضعف حالاته وهو يرسل التهديد تلو الآخر لأنديته التي تمردت عليه من أجل إقناعها بالعودة لمواصلة النشاط الكروي في ظل أوضاع غير مستقرة وتنذر بالكارثة في أي لحظة بعد الأحداث العاصفة التي صاحبت مباراة المريخ أمام هلال التبلدي والتي تسببت في توقف الموسم الكروي بعد أن فشلت الجهات الأمنية في تأمين حكم المباراة, وبرغم أن شداد أرسل التهديد تلو الآخر لكنه لم يحرك ساكن الأندية بل ظهر في أضعف حالاته في ظل المهددات التي أصبحت تهدد عرشه بعد أن نشطت مجموعات معارضة تعرضت للظلم والإقصاء في العهد البائد فوجدت الفرصة سانحة أمامها الآن لترد الصاع صاعين لشداد الذي افتقد نقطة قوته الأساسية المتمثلة في أمانة الشباب بالمؤتر الوطني والتي صعدت به لرئاسة الاتحاد وبعد أن أصبحت تلك الأمانة بعيدة عن المشهد أصبح شداد في ضعف أغرى الخصوم والمنافسين الذين تعرضوا للضرب تحت الحزام للتحرك على المكشوف للاستفادة من وضع الراهن لإسقاط شداد الذي لم يعد رجل المرحلة بعد أن ظهرت العديد من الملفات المتعلقة بالأمور المالية في مكتبه والتي جعلت الأندية تتحرك مع الاتحادات المحلية لوضع نهاية سريعة لاتحاد شداد والذي سجلت الكرة السودانية أسوأ النتائج في عهده على مستوى المنتخبات والأندية.

(2)

أسرع الأندية التي تأثرت بالمستجدات التي طرأت على المشهد السياسي نادي الهلال, إذ سارع أشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال بالدفع باستقالته من رئاسة النادي بعد ساعات من الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير, وبرغم أن الكاردينال برر تلك الاستقالة بأنها نتاج طبيعي لتبخر أحلامه في قيادة الهلال لتحقيق إنجاز خارجي إلا أن الأمر يبدو غير ذلك تماماً لأن الكاردينال وفي فترة رئاسته للهلال تلقى صدمات أكبر من تلك التي تعرض لها مؤخراً بكثير لكنها لم تدفعه لمجرد التفكير في الدفع باستقالته الأمر الذي ربطه الكثيرون بملفات أخرى للرجل تتصل بالنظام البائد جعلته ينأى بنفسه من المشهد الرياضي حتى لا يجد نفسه في مواجهة قضايا سابقة ولربما قضايا مسكوت عنها في العهد البائد وبالتالي اختار الخروج بهدوء من رئاسة نادي الهلال, ونشطت العديد من الشخصيات من أجل وضع حد للفراغ الإداري الذي يعاني منه نادي الهلال وأصبح الأمين البرير الأقرب لشغل المنصب باعتباره من الكوادر الإدارية التي لن تتأثر كثيراً بالمستجدات التي طرأت على الساحة السياسية لأن الرجل له استثماراته وأعماله الخاصة البعيدة عن الأنظمة السياسية.

(3)

على نسق ما حدث في الهلال دفع محمد الشيخ مدني باستقالته من رئاسة نادي المريخ, وبرغم أن الاستقالة ارتبطت بمجريات أحداث خاصة بنادي المريخ متمثلة في رغبة المجلس السابق في استعادة شرعيته وتقديم سوداكال من جديد لرئاسة نادي المريخ بعد زوال النظام الذي وقف حجر عثرة بين طموحاته في الوصول إلى رئاسة النادي, لكن تبدو استقالة ود الشيخ ليست ببعيدة عن مجريات الأحداث السياسية المتسارعة لأن المريخ قدم محمد الشيخ مدني للرئاسة بعد أن عانى كثيراً في ملف المال منذ ابتعاد الرئيس السابق جمال الوالي, وكان الرهان على مكانة ود الشيخ الكبيرة في الدولة التي شغل فيها العديد من المناصب السياسية والتشريعية وآخرها رئيس المجلس التشريعي ولاية الخرطوم وبالتالي أصبحت مهمة ود الشيخ صعبة في قيادة المريخ في ظل الصرف المالي العالي برغم أن ود الشيخ وفي فترة سيطرة الحزب الحاكم لم يتمكن من جلب دعم يذكر للمريخ, ونشطت الآن تحركات في المريخ لإقناع الرجل بالعدول عن استقالته والعودة من جديد لتولي رئاسة النادي ويقود هذه التحركات محمد جعفر قريش الأمر الذي يؤكد أن المريخ يحتاج للخبرات الإدارية لمحمد الشيخ حتى وإن لم ينجح في ملف توفير المال اللازم لإدارة نادي المريخ.

(4)

أصبح هلال التبلدي قوة حديثة في الدوري السوداني ضربت بقوة وألحقت هزائم قياسية بقمة الكرة السودانية حيث تعرض المريخ لأكبر هزيمة له في الدوري في السنوات الأخيرة من هلال التبلدي عندما سقط أمامه بخماسية شهيرة وكذا الحال بالنسبة للند الهلال الذي تلقى أكبر هزيمة له في الدوري أمام ذات الخطر القادم من الغرب عندما خسر أمامه بالأربعة, وصنعت أموال أحمد هارون والي ولاية شمال كردفان السابق نجومية هلال الأبيض الذي أصبح يتفوق على المريخ والهلال في ضم أفضل نجوم التسجيلات بسلاح الميزانية المفتوحة من هارون والتي جعلت هلال التبلدي جاذباً للنجوم, الآن أصبح التحدي الأكبر الذي يواجه هلال التبلدي يتمثل في توفر راعٍ ينفق بنفس سخاء أحمد هارون لأن بديله اللواء الركن محمد خضر تعهد بدعم مشوار هلال التبلدي في الممتاز وفي المشاركات الأفريقية, لكنه قالها وبكل وضوح أنه لن يدعم بنفس (دلع) أحمد هارون الوالي السابق مما يؤكد أن فترة صعبة تنتظر هلال التبلدي برغم أن حديث الوالي جعله يتعرض لأشرس هجوم عبر الوسائط بسبب سياسته التي تتحدث عن دعم محدود سيقدمه لهلال التبلدي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد