زووم
ابوعاقلة اماسا
مصدر أموال مزمل..!
* لا أعرف كثيرا عما يملكه الأستاذ مزمل أبوالقاسم من أموال، ولكن.. سمعنا الكثير في الآونة الأخيرة بعد الثورة والإجراءات التي اتخذتها المنظمات مع الجهات العدلية لإجتثاث الفساد ومحو آثاره، وقد تعاملنا مع كل التفاصيل بحذر شديد، لأسباب كثيرة أولها أنني أعرف مزمل جيدا من واقع زمالة وصداقة أعتقد أنها متينة ومصدر فخر وإعزاز، وهذا الأمر لايرتبط بأي شكل بموضوع ثراءه وكونه مالك المؤسسة التي أنتمي لها كناقد رياضي، ولكن لأننا شهود عيان على مسيرة مزمل منذ أن كنا معا في عالم النجوم وانتقلنا معه إلى المشاهد ومن ثم الكابتن قبل أن نجتمع مرة أخرى هنا في الصدى.. فهذه الفترات مجتمعة تساوي ربع قرن من الزمان.. وعشرة طويلة جعلتنا مؤهلين للإدلاء بشهاداتنا وإن لم يطلبوها منا.. فنكتفي بأنها لله وللتأريخ.
* إعتمد مزمل في صعوده المهني على موهبة يجمع عليها كل من قرأ أو سمع أو ألتقى به وتعامل معه، ونبوغه في هذا المضمار لم يكن هبة من شخص أو جهة محددة بقدر ما كان حقا مكسبا وتوفيقا من الله.. مع إجتهاداته التي نشهد عليها منذ أن كنا محررين صغارا وحتى صعد نجمه وأصبح الأول في هذا المجال.
* أكاديميا.. تخرج مزمل في كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية وتدرج بعد محطات من الكد والمعاناة حتى نال درجة الدكتوراة.. وأنا أحتفظ برأي خاص في هذا الجانب، لأن الدرجات العلمية أحيانا لا تشكل ثقلا في تقييم الإنسان ما لم يتميز بالوعي والثقافة وما لم تنعكس المعرفة على تصرفاته، وربما تكون مجرد (وريقات) تزين جدران الغرف والمكاتب ما لم يظهر حاملها قدرات واضحة في المجال تجعل الناس على قناعة بأنه يستحق بالفعل.. وبحكم زمالتنا الطويلة نعرف أنه استحق تلك الدرجات.. بل كد وتعب واجتهد للحصول عليها بإصرار.
* تدرج مزمل بشكل منطقي في هذه المهنة.. وحفر على صخورها بجدرانه.. وأذكر أنه امتطى أول سيارة ونحن في المشاهد 1998، وفيها أيضا كان من القيادات من أصحاب البصمة الواضحة في مسيرة الصحيفة واسعة الإنتشار وقتها.
* في مطلع العام 2000 على ما أذكر تلقى مزمل عرضا للإغتراب بدولة الإمارات ليشغل فيها منصب مدير تحرير الرياضة بصحيفة أخبار العرب.. وكانت نقلة نوعية ومهنية بالفعل.
* لم تنقطع علاقتنا به بعد أن غادر إلى الإمارات، وأحيانا كنت أدخل عليه في المسينجر لنتناقش في حدث يجري بالدوري الإماراتي مثلا.. وفي كل مرة كانت قناعتي تزداد بقدراته المهنية وعشقه الكبير للتحديات.. لذلك قرر أن يعود للكتابة في الصحف السودانية.. فتسابقت على كسب وده لدرجة أنه حطم كل الأرقام القياسية في المقابل الذي يتقاضاه نظير عمود كبد الحقيقة.. وهو مقابل لم يحلم به رؤساء التحرير في ذلك الوقت.. ومن هنا كانت نقلة جديدة في مسيرته.. وفي كل عام كنا نشهد مستجدات وتطورات في مسيرة الرجل حتى تبنى فكرة إصدار صحيفة رياضية بالشراكة الذكية مع الأخ الحبيب عبدالله دفع الله.. ومن هنا بدأت قصة الثراء الذي يحاول البعض اللغو فيه.
* الصدى لم تكن نقطة تحول لمزمل وصديقه عبدالله دفع الله فقط، بل كانت قفزة مهنية كبيرة بالنسبة لي شخصيا، مع رفاق الحرف والقلم.. أستاذنا وشيخنا اسماعيل حسن، الباشمهندس مأمون أبوشيبه، الصديق العزيز علي كورينا والزملاء عبدالله التمادي وقد فاوضته بنفسي وجئت به من صحيفة الأبطال إلى الصدى، وفيها أيضا شهدنا ميلاد نجوم جديدة في خارطة الصحافة الرياضية.. ومنهم شمس الدين الأمين وهو الآخر كان طالبا عندما جئت به إلى الصدى.. فترعرع فيها وشب قويا.. ثم جاء الصديق عمر الجندي من قون.. والتحق نخبة من المميزين فيما بعد بسفينة الصدى فاشتعلت إبداعا..!
* كانت توجيهات مزمل تأتينا من الإمارات مزيجا من الخبرات والتقنيات الحديثة في مجال الصحافة، فأصبحت الصدى أول صحيفة رياضية تقلص الإعتماد على الورق في التحرير.. وانتقلنا للتحرير الإلكتروني..!
* شهدنا نجاحات الصدى من مخاضها الأول حتى تجاوز مطبوعها الثمانين ألف نسخة وأحيانا تصل إلى المائة وتقهقر أعداد الراجع إلى أرقام لاتذكر.. ثم قفز المالكين إلى فكرة المطبعة وهو تطور منطقي جدا.. وعقب عودة مزمل من الإمارات بعد عشر سنوات تقريبا كان من الطبيعي أن يستثمر حصاد غربته في مجالات أخرى.. وعرفنا بعد ذلك بشركة الألمنيوم والكلادن ومن ثم مدارس ليدرز بعد أن انضم إليه صديقه أحمد عبدالمطلب، ولاحقا صدرت الأهرام اليوم وانتقلت الفكرة إلى اليوم التالي بعد تطورات وتقلبات لاتخفى على أحد..!
حواشي
* طيلة هذه السنوات لم أشعر بأيادي غريبة في الصدى.. إضافة إلى طبيعة وشخصية مزمل التي نعرف عنها العفة والأنفة والترفع عن كل ما يمكن أن يعلق بالصحفي وسيرته.
* من الإنتماءات التي عرفناها عن الرجل بجانب عشقه العنيف للمريخ أنه ختمي إتحادي كان ناشطا في الجامعة الإسلامية، ونجاحه كقلم رياضي مهد له الطريق ليكون صحافيا شاملا ومدرسة يفتخر شباب الإعلام بالإنتماء إليها.
* في نهايات 2010 حدثت مستجدات دفعتني لتجربة جديدة.. بعد الإنتقال لصحيفة التيار رئيسا للقسم الرياضي.. وبعد خمس سنوات عدت إلى الصدى كاتبا راتبا.. ولكن مع كثير من التطورات والتغييرات في كل شيء..
* إستمتعنا بحرية الرأي في الصدى وكنت أعرف أن ما أكتبه لا يعجب مزمل.. وكنت أثق تماما لإحترامه لما أكتب.
* فترة مابعد صدور اليوم التالي على المستوى السياسي كانت تتطلب مرونة للإستمرار.. والمرونة التي أقصدها غير التنازلات.. فرأينا صحيفة عملاقة تعبر عن الشارع السوداني..!
* سمعنا الكثير ولكننا لم نر شيئا يدل على أن مزمل كان يدين للنظام السابق بولاء أو أية علاقة للإذعان.
* اليوم التالي والصدى دفعتا الثمن بالمصادرة والإيقاف مثلها والأخريات.. وخاضتا من المعارك الظاهرة والخفية ما يبعدهما عن شبهات الإنتماء..!
* هذا التدرج المنطقي الذي سار فيه الأخ مزمل يدل على عصاميته.. ولو كنا في أي دولة من تلك الدول التي تحترم مهنة الصحافة لرأيناه على أفضل من وضعه هذا… إضافة إلى أن بعض الأشياء بمثابة سعة في الرزق ترجع مسؤوليته للخالق الرازق.. والإعتراض عليها ليس سوى ضرب من الحسد والعياذ بالله.
* أن يكون الباب مفتوحا للحرب على الفساد والمفسدين أمر طيب يجب أن نتعامل مع بحذر حتى نستطيع تحقيق أهدافنا السامية بعيدا عن الإندفاع والعشوائية.
سنعود