خارطة الطريق
ناصر بابكر
* أشرنا أمس إلى أن واحدة من مزايا الديمقراطية أنها تقود للاستقرار بحيث تكون مدة انتخاب المجلس (4 سنوات)، وهي فترة تساعد الإدارة على وضع خطط بعيدة المدى، وعلى تجاوز أخطاء البدايات والتعلم منها، وتمنح المجالس الوقت الكافي لترتيب أوراقه والاستفادة من عثراته وصولاً لعمل منظم يفيد النادي مستقبلاً.. وطالما أن أساس النجاح يقوم على (الاستقرار) الذي يبدأ بـ(الإستقرار الإداري).. فإن مطالبة البعض ودعوتهم لرحيل المجلس تبقى غير منطقية وتبقي معالجة تضاعف وتزيد من حجم المشكلات عوضاً عن حلها، كما أن تلك الدعوة تحمل مؤشراً سلبياً للحد البعيد لأنها تؤكد أننا ما زلنا نبحث عن (الحل الأسهل) عوضاً عن (الحل الجذري) والحل الأسهل عادة ما هو إلا (مخدر) يؤدي لتفاقم المشكلات وتحولها لأزمات مستقبلاً، وواحدة من أبرز أسباب الوضع الذي يعيشه المريخ إنه ظل يلجأ للحل الأسهل طوال السنوات الماضية، وبالتالي كانت أزمات النادي تكبر وتتشعب دون أن يشعر بها المتابع العادي حتى وصلت مرحلة متأخرة متعلقة بالمفاهيم الأساسية نفسها مثل الديمقراطية والاستقرار وضرورة الصبر والعمل الجماعي والاستفادة من الدروس والأخطاء وتلك هي أسس التطور والتقدم.
* صحيح أن بداية المجلس الحالية ما زالت تحمل في طياتها العديد من السلبيات وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن أيضاً لا يمكن إغفال حقائق أخري مثل أن البدايات في عالم كرة القدم دائمة صعبة سواء بالنسبة للاعب جديد أو مدرب جديد أو مجلس جديد، بحيث يحتاج القادم الجديد عادة لوقت يتفاوت بين فرد وآخر ومجموعة وأخرى للتأقلم والوصول لمرحلة الثبات ومن ثم تقديم الأفضل حتى لو وصل القادم الجديد في ظروف وبيئة مهيئة، ناهيك من أن المجلس الجديد ورث مشكلات معقدة وكبيرة سيما في الجانب المالي، إلى جانب مشكلة الرئاسة التي واجهها وما زالت قائمة، دون أن ننسى ضغط القاعدة الكبير التي تبحث عن النجاح السريع دون صبر بعد أن أعتادت على تلك الثقافة الخاطئة، مع الإشارة لأن المريخ ظل يفتقد للمنهج الإداري السليم منذ سنوات طويلة، دون أن ننسى أيضاً جزئية (الديمقراطية المشوهة) التي ما كان لها أن تفرز مجلساً بحجم تطلعات وآمال الأنصار، طالما أن الكل كما قلنا بالأمس شركاء في إهمال ملف العضوية.
* ومع التأمين على السلبيات العديدة والكبيرة التي تطرقنا لها عدة مرات والتي تشمل الإنقسامات بين أعضاء المجلس الواحد وافتقاد النظام والتخطيط في العمل حتى اللحظة وغياب الرؤية السليمة والتقدير الصحيح في إدارة أغلب الملفات، إلا أن المجلس الذي لم يكمل شهره الرابع بعد، يبقى مطالباً بتقليب دفاتر عمله في الفترة الفائتة ومواجهة أوجه قصوره بشجاعة وشفافية واستخلاص الدروس والعبر والتعلم من الأخطاء لوضع خطة ومنهج عمل واضح ومحدد للفترة القادمة، مع تقسيم المسئوليات والأعباء ومتابعة تنفيذها ومحاسبة المقصرين، ونكرر ونشدد على أهمية العمل بـ(روح واحدة) لأن التشتت والتكتلات داخل المجلس الواحد تقود لنهاية واحدة لا ثاني لها وهي الفشل.
* واحدة من المشكلات الكبيرة والرئيسية التي عاني منها المريخ خلال العقد الأخير، إحجام الكوادر الإدارية ورجال النادي عن تقديم أنفسهم للعمل وهي مشكلة معقدة تضاف لمشكلة (العضوية)، وأسباب تلك المشكلة أيضاً متشعبة ومنها توجس الكثيرين من (غموض الملف المالي وملف الديون)، إلى جانب الخوف والتوجس من (الإعلام) بعد ما حدث إبان فترة (مجلس التقشف) بعد استقالة الوالي عنه، ثم إبان فترة (لجنة ونسي)، الأمر الذي رسخ في ذهن الكثير من الناس أن الإعلام لا يدعم إلا المجالس التي يقودها الوالي فيما يحارب بقية المجالس ولا يدعمها إلا في الأيام الأولي فقط وسرعان ما ينقلب عليها ويتعامل معها بصورة أسوأ حتى مما يفعله الإعلام الهلالي.
* الفترة التي أعقبت تنحي (مجلس التقشف)، شهدت إحجاماً كاملاً من أهل المريخ عن التقدم لقيادته وتولي زمام الإدارة، ونفس الأمر حدث بعد إستقالة المجلس المنتخب في أكتوبر 2015، حيث شكا كل أهل المريخ، ولم يكن هنالك حديث لفترة ليست قصيرة سوى عن (الفراغ الإداري) ومطالبة الوزارة بالإسراع في تعيين (لجنة تسيير)، وبعدها لم يتوقف الهجوم على الدولة الذي تحول لطريقة تكوينها للجنة، ومن ثم عدم دعمها بالمال، وهو نفس الهجوم الذي تعرضت له الدولة بعد تنحي لجنة ونسي وتولي لجنة الوالي حيث لم تحصل على الدعم أيضاً، والنتيجة التي يمكن أن نصل لها من خلال هذا السرد أن أسوأ ما يمكن أن يحدث في المريخ حالياً أو خلال الفترة القادمة هو (استقالة المجلس المنتخب) لأن أوضاع النادي ستزداد سوءاً ومشاكله ستتعقد بشكل أكبر.. فمن ناحية ستترسخ عقدة الوالي أكثر، وسيزداد رجال المريخ تمسكاً بالإبتعاد عن مقاعد الإدارة ولن نجد من يتقدم للمجالس مستقبلاً، والأسوأ أننا سنمضي لـ(المجهول)، فالدولة لا يمكن أن تدعم مجلساً أو لجنة بالمال لأنها لا تملك ما تقدمه للأندية ولا أعتقد أن هنالك عاقل يمكن أن يطالب الدولة بدعم الأندية في ظل الظروف الإقتصادية التي يمر بها السودان والانهيار الكامل للإقتصاد لدرجة تهدد حياة الناس، كما أن إلقاء الكرة نفسها في ملعب الدولة لتعين لجنة للمريخ أو لتختار له مجلساً لا يبدو خياراً صائباً بالنسبة لي لقناعتي أن واحدة من أبرز أسباب مشاكل المريخ في السنوات الأخيرة هي اللجوء المتكرر للدولة بحثاً عن الحل والكل يتابع نتائج وحصاد كل ملف تديره الدولة وما يحدث فيه، ولنا في الواقع الاقتصادي والصحي والتعليمي والخدمي والمريخ نفسه أسوة لنتعظ ونتعلم.
* المجلس الحالي حتى اللحظة أقل بكثير من حجم التطلعات، لكن قناعتي أننا لا نملك خياراً غير دعمه بالنقد البناء عند الأخطاء، وبالإشادة عند الإجادة، وبالنصح، مع دعوة كل شعب المريخ للإلتفاف خلفه ودعمه لنساعد على تثبيت الديمقراطية من ناحية، ونتخطى نقطة الرهان علي فرد واحد من أخرى، ونثبت ثقافة دعم كل المجالس بغض النظر عن الرأي الشخصي حولها لأن الدعم يكون لـ(الكيان وليس الأفراد) ودعم كل المجالس يساعد على وضع حد لحالة إحجام رجال المريخ وكوادره عن التقدم لإدراته، مع ضرورة أن نعمل في الوقت ذاته على القيام بحراك كبير ومستمر لسنوات في ملف العضوية لننعم بجمعية أفضل تشهد تنافساً كبيراً بعد نهاية عمر المجلس الحالي.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app