صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مليشيا محمد حلفا!!

26

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

مليشيا محمد حلفا!!

يتنقّل الدكتور معتصم جعفر رئيس اتحاد الكرة بين زيورخ وكيجالي، وكأنه يتنقّل بين أمبدة والفتيحاب.
والأخبار هي التي تقول لا نحنُ، والمطارات هي التي تشهد بذلك، وتضج به.
والبلاد تعيش في جحيم الحرب، كانت أخبارهم تأتي على هذا النحو:
معتصم جعفر رئيس الاتحاد ونائبه أسامة عطا المنان غادرا إلى أمريكا بدعوة من الاتحاد السوداني الأمريكي لكرة القدم لحضور الدورة الرياضية السنوية لكرة القدم بمدينة دنفر – كلورادو.
يشارك وفد السودان المُكوّن من رئيس الاتحاد السوداني لكرة الدكتور معتصم جعفر ونائبه أسامة عطا المنان والأمين العام للاتحاد مجدي شمس الدين في كونغرس الفيفا رقم (75) بمدينة اسونسيون عاصمة بارجواي بأمريكا الجنوبية في 15 مايو 2025م.
إنهم يتنقّلون بين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، وكأنهم يتنقّلون بين أم درمان والخرطوم.
كأن الفاصل بين الأمريكيتين (كوبري)!!
أو كأنهم يتنقّلون بين العرضة شمال والعرضة جنوب ، أذ لا فاصل بينهما غير (الزلط).
وخلال عامٍ، سافر معتصم جعفر إلى موريتانيا لحضور افتتاح أكاديمية رياضية، وسافر إلى نيروبي لحضور نهائي (الشان) ، وسافر إلى جوهانسبيرج، وكيجالي وأديس أبابا …الخ، وسوف يسافر إلي المغرب لنهائي (الكان)، ونحن ليس لنا إلّا أن نقول له (يا مسافر وناسي دوريك)، تحويراً لأغنية سلطان الأغنية السودانية سيد خليفة (يا مسافر وناسي هواك)، وظل الدكتور معتصم جعفر وأعضاء اتحاده في حالة (ترحال) مستمر ما بين القاهرة والرياض والدوحة التي لن نعتبرها لهم سفراً، سوف نعتبرها محل إقامة. والراجح أنّ معتصم جعفر إذا فطر في (القاهرة) سوف يتغدّى في (الرياض)، وإذا تغدّى في (الرياض) فإنّ العشاء سوف يكون في (الدوحة)، والشاي والقهوة يمكن أن يكون فركة كعب في الكويت أو عُمان.
الأردن وصلت نهائيات كأس العالم.
وبوركينا فاسو وصلت كأس العالم.
ومصر وقطر والسعودية.
ومنتخب الشباب المغربي فاز ببطولة كأس العالم.
ونحنُ بعد أن كان منتخبنا متصدراً لمجموعته بفارق 4 نقاط من أقرب المنافسين له، مُهدّدون حتى بالحرمان عن مجرد (مشاهدة) مباريات نهائيات كأس العالم.. فالكهرباء قد تحرمنا حتى من (المشاهدة).
يا عبد المعين، الله يرحم والديك.
هذا الاتحاد بكل هذا النشاط (السفري) عاجزٌ عن تنظيم الدوري السوداني رغم أنّ الدوريات حولنا قاربت على نهاية الدورة الأولى.
بكل هذه السفريات، فشل الاتحاد السوداني في ضم أبوعاقلة عبد الله للمنتخب بسبب إخفاقه في الحجز له، وفعلوا نفس الأمر ذات مرة مع عمار طيفور، رغم كل خبرات رئيس الاتحاد ونوابه في السفريات والتحليق جوّاً من عاصمة لعاصمة.
الاتحاد العام لكرة القدم عاقب فريق حي العرب والأهلي شندي وتوتي والزومة وود نوباوي وكوبر بالهبوط، لأنها عجزت في عام الحرب والشفشقة والجغم والبل من المشاركة في الدوري، أو عجزت عن الصمود لأنها منهكة، لأنّ أنديتها كانت مغلقة أو كانت معرضة للقصف، ولأنّ لاعبيها كانوا في حالة استنفار للدفاع عن عروضهم وبيوتهم وشرفهم، ويأتي اتحاد كرة القدم السوداني ليعاقبهم على هذا الجهاد وعلى توقفهم عن ممارسة كرة القدم وهي رزقهم للدفاع عن الوطن، في الوقت ذاته يأتي نفس الاتحاد فيحرم فيه الهلال والمريخ والأهلي مدني من المشاركة في أي دوري خارجي يساعدهم في جاهزيتهم وإعدادهم ويحافظ على محترفيهم وأجهزتهم الفنية وهم يمتلكون سبيلاً للمشاركة فيه.
يعني إنتوا يا ناس الاتحاد ويا أرباب السفر بين عواصم العالم، الأندية التي تملك القدرة والرغبة في اللعب تحرموها، والأندية العاجزة عن ذلك بسبب ظروف الحرب تعاقبوها.
هذه عقلية لا يمكن أن تبني الوطن، وهي عقلية لا تختلف كثيراً عن عقلية (الجنجويد)، فأنتم أيضاً بهذه السياسة تحاربون السودان وتعيقون تطوره وتقفون عائقاً أمام تقدمه.
المليشيا تسيطر على العقلية السودانية، فقد أصبحنا إذا أردنا أن نسجل طالباً في مدرسة أو جامعة، نحتاج لمليشيا لنقوم بذلك ـ ولو أردنا استخراج شهادة أو الحصول على وظيفة لا بد أن تسندك مليشيا.
والشهادات والخبرات والعلم والمواهب، كلها لا قيمة لها في عصر المليشيات.
والقبلية أصبحت حاضرة حتى في الحصول على مقعد في مركبة عامة، ناهيك عن مقعد وزاري.
بهذه العقلية ، أخشى إذا أردنا أن ننفذ ضربة جزاء في مباراة في الدوري ننفذها بمليشيا عسكرية، وإذا حققنا إنتصارا نحققه بواسطة حركة مسلحة.. فهذا زمن (البنادق).
إنتوا يا متعلمين وما متعلمين، فاكرين الحرب شنو؟
يا عبد المعين، الله يرحم والديك.
تعنُّت الاتحاد السوداني وإصراره على أن يُلعب الدوري السوداني في يناير وهو أيضاً تاريخ مهددٌ بالتعليق، والموعد المحدد يؤكد أنّ الاتحاد لا يخطط ولا ينظر أبعد من سفريات أعضائه للخارج، أو إنهم لا يمتلكون أجندة العام الجديد، فهم يبدو أنهم لا يعلمون بأجندة حتى هذا العام، مع أنه معلومٌ للجميع، ومعروفٌ للكل أنّ بطولة الأمم الأفريقية سوف تنتهي يوم 18 يناير، إلا إذا كان اتحاد كرة القدم يخطط لخروج المنتخب السوداني من المرحلة الأولى في البطولة ومن أول أسبوع، ومعلومٌ للجميع وهذا شئٌ غير مخفي ولا سري أن شهر رمضان الكريم يوم 17 فبراير، فكيف بربكم سوف ينظم الاتحاد السوداني الدوري الممتاز في هذا التاريخ؟
الكارثة الأكبر أن هذا التاريخ الذي حدده محمد حلفا على ما يبدو في قروب أو كافيه، سوف يكون فيه الهلال في حال التأهل إن شاء الله مزحوماً بجدول مباريات مرحلة المجموعات، فكيف للهلال في ذلك التاريخ أن يلعب لكم في الدامر أو كريمة أو بورتسودان وجدوله الأفريقي يفرض عليه أن يلعب على رأس كل أسبوع مباراة في عاصمة أفريقية ومباريات مرحلة المجموعات إن كان الاتحاد لا يعلم هي (6) مباريات لكل فريق، قد يلعب فيها الهلال في تونس وجنوب أفريقيا وتنزانيا وليبيا والجزائر.
الناس ديل عاقلين ومدركين للكلام البقولوا فيه دا.
يا عبد المعين، الله يرحم والديك.
الاتحاد السوداني هو السبب في خروج المريخ من مرحلة التمهيدي، ورغم أن المريخ اعتاد على ذلك الأمر، لكن الأمر كان سوف يكون مختلفاً لو لعب المريخ بعض المباريات في الدوري واكتسب شيئاً من الجاهزية، وذلك لأن المريخ يملك هذا العام فريقاً جيداً كان قادراً للتأهل لو اكتسب جاهزية تؤهله لذلك.. وكان الهلال يمكن أن يخرج أيضاً لولا أنه أسعف جاهزيته وعضدها بالمشاركة في سيكافا التي لعب فيها 5 مباريات مكنته من أن يظهر بشكل مقبول في البطولة الأفريقية، وحتى الزمالة أم روابة كان قادراً على تجاوز ممثل الصومال في الكونفدرالية، كما أن الأهلي مدني كان قادراً على تخطي النجم التونسي (الضعيف) في نفس البطولة، لو امتلك الزمالة والأهلي الفورمة والجاهزية التي حرما منها بسبب غياب الدوري السوداني.
المُشكلة الأكبر أنّ الهلال وهو قد أضاف هذا الموسم على مستوى الأجانب 9 محترفين يمكن أن يرتفعوا إلى 10 أو 11 لاعباً، سوف يشارك في مرحلة المجموعات في حال التأهل إن شاء الله من منازلهم، الهلال سوف يشارك في مرحلة المجموعات ويلعب أمام أندية قد أكملت الدورة الأولى في دوري بلادها، أي أن أي فريق سوف يكون خاض ما لا يقل عن 16 مباراة في دوري بلاده وقد تصل عدد مبارياته التي لعبها في الموسم قبل مرحلة المجموعات 30 مباراة من دوري وكأس وسوبر، والهلال يشارك في مرحلة المجموعات بدون دوري وبدون مباريات محلية رسمية وبدون ملعب وبدون جمهور وبدون اتحاد كرة يقاتل من أجله ويبحث عن مصلحة البلد.
الذين يتحدثون عن الأداء وعن النتائج العريضة وديوف والانسجام، لماذا يغفلون ذلك وهم يعلمون أن الهلال يلعب في البطولة الأفريقية مكتفياً في كثير من الأحيان بتمارين الصالة ـ يقاتل الهلال في البطولة الأفريقية بدون دوري وهو يلعب خارج أرضه وبدون جماهيره.
حتى المرحلة التمهيدية يلعب فيها الهلال أمام أندية لعبت (11) جولة في دوريها مثل الأهلي المصري وصن داونز الذي وصل الدورى في جنوب أفريقيا للجولة (10)، وفي تونس ينعم الترجي بنفس المصير، فالدوري التونسي في الجولة (10)، وفي الجزائر وصلوا للجولة (8) وهو الدوري الذي حرم محمد حلفا الهلال من المشاركة فيه.. الدوري المغربي في الجولة (6) رغم أن المغرب لديها (4) منتخبات تشارك في مناسبات وبطولات مختلفة، وقد كان نتاج ذلك أن فاز المنتخب المغربي بكأس العالم للشباب تحت 20 سنة في بطولة يشارك فيها الأرجنتين والبرازيل وفرنسا.
الأندية التي واجهها الهلال في التمهيدي واجهها بعد أن لعبت بدوري بلادها، في جنوب السودان وصلوا للجولة (4) وقد فاز فريق الجاموس الذي أخرجه الهلال في آخر مبارياته في دوري جنوب السوداني على فريق بانتيو سيتي 8 / 2.
الدوري الكيني الذي يواجه الهلال ممثله البوليس وصل للجولة (6)، ويخرج علينا بعد ذلك مَـن يُقلِّل مِـن أداء الهلال ومَـن ينتقد انتصاراته وجهازه الفني ولاعبيه.
يا عبد المعين، الله يرحم والديك.
قبل أكثر من شهر، أعلن اتحاد كرة القدم السودان عن تكوين اللجنة المنظمة للمسابقات، وهي في حقيقة الأمر اللجنة المُؤجّلة للمنظمات.
كوّن اتحاد الكرة، لجنة من (10) أعضاء، لتنظيم المسابقات ولم ينظموا غير سفرياتهم واجتماعاتهم التي لا جدوى منها، بل هي خسارة شاي وأرصدة ساكت، وإلّا فأين الدوري السوداني والمنتخب، فمع ذلك العدد من اللجان يتجمّع المنتخب (ربنا يرحمه) قبل المباريات الرسمية بـ72 ساعة، بل حتى بطولة (الشان) تجمعوا لها قبل 72 ساعة وخاضوا أول مبارياتهم فيها بتمرين واحد، وسوف يفعلون نفس الشئ في بطولة (الكان)، فنحنُ أفضل من يُعيد إنتاج الفشل.
هذه اللجنة المنظمة للمسابقات يشارك فريقها الهلال في البطولة الأفريقية بدون دوري، ويتسوّل المريخ المباريات الودية في ليبيا، لأنّ اتحادنا لا نظم دوري ولا سمح لأنديته بالمشاركة في دوري آخر.
هذه اللجنة المنظمة للمسابقات، أعلنت عن نفسها ونشرت صور الأعضاء بالاسم الرباعي، وكأنّهم في محكمة (ورثة)، إنهم لا يعرفون الخجل، لأنّ الطبيعي أن تختفوا في هذه الظروف ولا تعلنوا عن أنفسكم باعتبارك لجنة لتنظيم المسابقات وأصلاً لا توجد مسابقات وهي مازالت في علم الغيب، وقد لا تنظم إلّا بقرار سياسي.
لا أحدٌ يعرف اسم واحد في اللجنة المنظمة للدوري الانجليزي أو الإسباني أو الإيطالي أو الفرنسي وتلك الدوريات شغّالة زي الساعة.
لا نعرف شيئاً عن اللجنة المنظمة للمسابقات في السعودية أو قطر أو تونس أو المغرب أو الجزائر، والشعوب هنالك لا يزعجوها ولا يقلقوها بالاسم الرباعي لأعضاء اللجنة المنطمة ولا بصورهم، فهنالك لا توجد (ورثة) يوزعونها من عمل اللجان، وهنا يأكلون من عمل لجان لا تعمل!
اللجنة المنظمة للمسابقات في اتحاد الكرة أعلن عنها على هذا النحو:
محمد أحمد سليمان حلفا/ رئيساً
محمد عبد السميع محمد حسن القوصي/ نائباً للرئيس
سمير محمد عمر أحمد/ عضواً ومقرراً
عبد الستار محمد علي عبد الستار/ عضو كردفان
عثمان عبد الرحمن عثمان أحمد/ عضو الشمالية
يوسف ابرة أونيقة عتيق/ عضو دارفور
ياسر فتح الرحمن علي بابكر/ عضو النيلين
أكرم الطيب محمد أحمد أبوجريشة/ عضو الجزيرة
صهيب كمال علي أحمد/ عضو نهر النيل
حسن محجوب أحمد موسى/ عضو الشرق
الكلام دا على شنو؟
لاحظوا الاسم الرباعي وكأنهم في محكمة لتوزيع الورثة، إنهم لا يبحثون إلّا عن الشهرة، أنا على ثقة أنّ هذه الأسماء جاءت لهذه المناصب وتلك اللجان بقرارات سياسية، الناس ديل ما عندهم علاقة بالكورة وعلاقتهم بالنشاط هو أن يوقفوه. أو أنهم جاءوا فقط لخدمة أندية مناطقهم ، كما يفعلون في الدوري التأهيلي ، وكأن الحرب على العاصمة الخرطوم شملت الحرب عليها أيضا رياضيا بحرمان أنديتها ومعاقبتها بالهبوط.
إذا سامح المريخ في خروجه، لأنهم اعتادوا على ذلك، فإنهم في الهلال لن يسامحوا، وإذا كان المنتخب (يتيماً) في بلاده مع كل هذه اللجان، فإننا لن نرحم والمنتخب سوف يشارك في نهائيات الأمم الأفريقية وفي تصفيات بطولة العرب أمام لبنان.
لا تختزلوا لنا الموسم كله في آخر شهر وتعتبروا نفسكم عملتوا حاجة.
أي حاجة لا قدر الله تحصل للهلال، أنتم المسؤولون عن ذلك وإذا رحمكم الناس فإن التاريخ لن يرحم.
يا عبد المعين، الله يرحم والديك.

متاريس
إذا تأهل الهلال بإذن الله لمرحلة المجموعات، عليه أن يبحث بصورة عاجلة أمر المشاركة في دوري خارجي حتى لو أدى ذلك أن يلعب الهلال بفريقين، فريق يلعب في دوري خارجي وفريق يلعب في الدوري السوداني الذي لا نعرف متى سوف ينطلق!
الدعوات والآراء النيرة التي دعت للقاء يجمع بين الهلال والمريخ في ليبيا، آراء ندعمها ونتمنى أن يحدث ذلك ليس من أجل الهلال والمريخ فقط، بل من أجل المنتخب أيضاً.
الهلال والمريخ أنفقا ملايين الدولارات في تسجيل المحترفين والتعاقد مع أجهزة فنية أجنبية، وأقاما معسكرات خارجية، وسافرا بطائرات خاصة، وينتظران بعد ذلك محمد حلفا الذي لا يعرف قيمة ذلك ولا يشعر به أن يحدد لهما مصيرهما.
الهلال والمريخ يجب أن يكون عندهما موقف ثابت، موقف مشترك.
وإلّا فإنّ الهلال والمريخ سـوف يفقدان أجانبهما، لا يُعقل أن أتعاقد مع جهاز فني أجنبي وأكثر من 13 محترفاً أجنبياً، وأصرف آلاف الدولارات في الشهر عشان اللعب في الموسم كله 6 مباريات محلية.

ترس أخير: الهِـلال والمـريخ يُعانيان من عَطَـالة رياضيّة داخلية في ظل توقُّف النشَـاط.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.