بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
صدق الله العظيم
الثلاثاء 29 ديسمبر 2015
مناشدة للرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير والمعنيين بأمر الحريات الصحفية في السودان
بواسطة سفارة السودان بالمملكة المتحدة وأيرلندا – لندن
الموضوع: إعادة النظر في قرار إيقاف صحيفة التيار
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
وبعد،،،
فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير.. تعلمون أن البلاد تمر بمرحلة مخاض عسير، نتيجة لما ظل يعانيه واقعنا السوداني من أزمات متلاحقة.. وجميعنا يخشى أن تصل البلاد بفعل تجاذبات السياسة وتقاطعاتها إلى مآلات لا يتمناها أي وطني غيور، ونحن إذ نتابع من بعد مجريات الحوار الوطني الذي تنادون به انطلاقا من إدراككم لخطورة القضايا السياسية التي ترزح تحت وطأتها بلادنا العزيزة، الأمر الذي يجعلنا نضع أيادينا على قلوبنا خشية أن تستمر رحلة معاناة إخواننا من أبناء الشعب السوداني وذلك بانتهاء الحوار السوداني في ذات المحطة التي انطلق منها.
قطعا تعلمون يا سيادة الرئيس بالقرارات التعسفية التي صدرت مؤخراً عن دائرة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، والقاضية بإيقاف صحيفة التيار عن الصدور إلى أجل غير مسمى، وقد سبق ذلك اجراء آخر صودرت بموجبه الصحيفة بعد طباعتها.
سيادة الرئيس ان مثل هكذا قرارات تصدر عن من هم تحت مظلة مسؤولياتكم، لا محالة أنها ستوسع من شقة الخلافات الوطنية، وتتعارض مع ما أعلنتموه في خطاباتكم الخاصة بضرورة ان تتلاقى الجهود بين أبناء الوطن الواحد، لإنقاذ البلاد من ما هي عليه من أزمات.
ونحن إذ نخاطبكم من حيث نقيم خارج السودان، ندرك مدى تأثير مثل هذه القرارات على صورة البلاد وانعكاساتها السلبية مستقبلا على مصالح السودان الكبرى، هذا عوضاً عن كونها تقدح في صدق الدعوة للحوار الوطني ولا تشجع الممانعين.
لا ريب كذلك أنكم تعلمون يا سيادة الرئيس أنه لا سبيل لأية حلول وفاقية على خلفية ما يجري الآن من حوار وطني بالخرطوم في ظل مراقبة الصحف ومصادرتها، علماً بأنها مؤسسات معنية بتنوير الرأي العام ومحاربة الفساد، ورتق النسيج الاجتماعي، وترسيخ قيم العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد.
الصحافة الحرة بلا شك تعد رأس الرمح لأي تغيير لما لها من تأثير في حياة الناس والمساهمة في إيجاد الحلول والاقتراحات لمشكلاتهم وقضاياهم، وللصحافة أيضا دور أكثر فعالية وتأثيراً مما تقوم به السلطات الدستورية الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية).
نعم، يا سيادة الرئيس هي السلطة الرابعة والجهة المعنية مباشرة بالقيام بهذا الدور الريادي من خلال تسليط الضوء على جوانب الخلل، في سبيل الوصول لما أعلنتموه في خطاباتكم الأخيرة ـ والمؤمن يؤخذ من قوله ـ لذا نظن ومثلنا كثر أنكم جادون هذه المرة في تنزيل تلك الوعود الى أرض الواقع.
وعليه اناشدكم ـ في تواضع جم ـ بضرورة اتخاذ قرارات عاجلة تفضي الي رفع قرار الإيقاف عن صحيفة التيار، وتوجيه المسؤولين عن قضايا الإعلام بعدم اتخاذ قرارات مماثلة في المستقبل، علما بأني أتوجه إليكم بطلبي هذا من منطلقات أخوية ووطنية ومهنية وتضامنية مع أسرة تحرير الصحيفة المذكورة، وكل العاملين الذين تقتات من أجورهم المحدودة عائلات ممتدة، هي بدون أدنى شك علي حافة بلوغ حد الكفاف، بفعل هذه القرارات غير المنصفة.
ختاما أسأل المولى عز وجل أن يحفظ وطننا العزيز ويخرجه من نفق المعاناة والصراعات وأن يجعل أيامنا مليئة بالتفاهم والتفاعل وتغليب المصالح العليا على الحاجات الضيقة حتى تعم المساواة في مجتمع الكفاية والأمن والحريات المنضبطة على هدي الإسلام.
والله من وراء القصد.
خالدالاعيسر
صحافي – لندن
عضو الاتحاد العام للصحفيين السودانيين – الخرطوم
عضو المعهد الدولي للصحافة – فيينا
عضو الاتحاد الدولي للصحفيين – بروكسل
عضو الرابطة الوطنية البريطانية للصحفيين – لندن
عضو رابطة الصحافة الدولية – لندن
عضو رابطة الصحفيين المالطيين – فاليتا
صورة:
* وزير الإعلام السوداني
* دائرة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطن
* الإتحاد العام للصحفيين السودانيين