* لن تكون مباراة الجمعة المصيرية في رحلة منتخبنا الوطني نحو نهائيات أمم أفريقيا للاعبين المحليين (الشان) أمام نظيره التنزاني بأي حال من الأحوال سهلة رغم الفوز الثمين الذي حققه صقور الجديان خارج الديار في العاصمة دار السلام بهدف ياسر مزمل، وتكمن صعوبة لقاء الحسم بملعب المريخ في نتيجة الذهاب التى ستجعل الضيف التنزاني يرمي بثقله في لقاء الجمعة لأنه لا يملك ما يخسره وسيعمل بكل ما أوتي من قوة على قلب الطاولة، دون أن ننسي أن المنتخب التنزاني قدم مباراة كبيرة على أرضه وأظهر إمكانات محترمة ولولا التألق اللافت لأبوعشرين بدارالسلام لما أنتهت الجولة بتلك النتيجة.
* لذا تبقي موقعة (18 أكتوبر) شأنها شأن أي مباراة كرة قدم مفتوحة لكل الإحتمالات، لكن ما يميزها عن غيرها أن الجماهير التي ستتابعها من ملعب المريخ ستجد أياً كان مردود المنتخب وأياً كانت النتيجة ما يستحق الاحتفاء والاحتفال وتحويل الجولة إلى تظاهرة وطنية وكرنفال فرح والحديث هنا عن استعادة الشعب السوداني للحس والروح الوطنية، والوعي الشعبي المثير للفخر والإعجاب الذي يمكن أن يتابعه أي مواطن بجولة سريعة في الشارع العام وبصورة أخص عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
* فهاشتاق (شجع صقور الجديان) وهاشتاق (جهز علمك شجع بلدك) تجد رواجاً رهيباً في مواقع التواصل الإجتماعي مع صور تديبات المنتخب وعلم السودان الذي يغطي كل الأرجاء وأعداد لا تحصي من (البوستات) في (فيسبوك) والتغريدات في (تويتر) التي تتحدث عن مباراة المنتخب الوطني الجمعة أمام تنزانيا وبقية استحقاقاته القادمة سواء في تصفيات أمم أفريقيا (الكان) أو مرحلة المجموعات بتصفيات كأس العالم 2022، وهو أمر يستحق قدر كبير من الاحتفاء لأنه يؤكد أن شعب هذه الأرض الطيبة أعاد أخيراً ترتيب الأولويات ووضعها في نصابها الصحيح بحيث يكون السودان مقدماً على ما سواه بشكل يبرز أن الحس الوطني بات هو الغالب والطاغي على الشعور العام وهو مكسب لو تعلمون عظيم ولا يقدر بثمن.
* أن يجتمع شعب السودان على دعم ومساندة وتشجيع المنتخب، وأن يبادر بقيادة حملة استنفار واسعة يحركها الحس الوطني، وأن يعود جيل كاد يهجر كرة القدم السودانية إن لم يكن هجرها فعلاً مفضلاً متابعة الكرة العالمية في سنوات فائتة للإهتمام بالسودان عبر بوابة المنتخب ويسخر كل جهوده للمساهمة في دعم مسيرته عبر تسليط الضوء على اللاعبين السودانيين الذين ينشطون في دول العالم المختلفة سيما القارة العجوز على أمل أن يستفيد منهم السودان في الفترة القادمة .. فالأمر بلا شك نقلة مهمة وقفزة هائلة نحو وضع السودان في المكانة التي يستحقها.
* ما يحدث من حراك داعم للمنتخب الوطني، وحملة الاستنفار الرهيبة التي تغطي مواقع التواصل، يؤكد أن الوعي الشعبي تمدد بشكل مبهج، ويبرهن أن الشارع السوداني تجاوز الصحافة الرياضية وتحرر من التأثير السلبي والضار للإعلام الذي يقدم مصالحه الخاص ويرغب في تسويق بضاعته بحبس المتلقي في صراع هلاريخ، وصراعات الأجندة الشخصية والانتصار للذات، ليصنع واقعاً جديداً تعلو فيه راية السودان عما سواها، وواقعاً جديداً يقود فيه الشارع السوداني رحلة النهضة والتطور والتي تبدأ من نقطة الروح الوطنية.
* لذا، فإن أي نتيجة تنتهي عليها مباراة الجمعة، فالواجب ألا تمنع شعب السودان الذي يتوقع أن تضيق به مدرجات ملعب المريخ من الاحتفاء بهذا الوعي، وهذه الروح، وهذا الحس الوطني، وأن يحتفل الجميع بالسودان الذين يتسابقون لبناءه بروح مختلفة وأفق واسع ومفاهيم سليمة وهي مكاسب تفوق مئات الإنتصارات في مباريات كرة القدم ومن الضروري أن تحرص مختلف أطياف الشعب السوداني على المشاركة في العض عليها بالنواجز.
* الجمعة 18 أكتوبر .. يوم للفرح الوطني.. يوم لحب السودان.