صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

منتخب في المغرب… وقمة في رواندا

2

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

منتخب في المغرب… وقمة في رواندا

والوطن… خارج الملعب**

ثلاث مباريات في يوم واحد…
كل واحدة منها تقودك للأخرى… ثم تعود بك جميعها إلى الوطن… إلى كرة قدم **نازحة مثل ناسها، ضائعة مثل حاضرها، ومحرومة حتى من ملعب يحمل اسمها.**

منتخبنا القومي يشارك في بطولة أمم إفريقيا بالمغرب…
ولكن الحقيقة المؤلمة أنه ظل **يتجمع ويستعد خارج الوطن لفترات طويلة**… شارك في البطولة العربية وعاد بعدها مباشرة للمغرب دون المرور بالخرطوم…
**سفر متواصل… وإرهاق دائم… واهتمام غائب من اتحاد لا يرى المنتخب أولوية.**

ثم جاء الهدف الجزائري المباغت في الدقيقة الأولى — الأسرع في البطولة حتى الآن — تبعته حالة الطرد للنجم **صلاح عادل**؛ لاعب بقيمته وخبرته كان يحتاج لثوانٍ من الهدوء ففقدنا معه الكثير…
ثلاثية جزائرية… حمدت الله أنها لم تصبح رباعية… ومع ذلك لا ألوم اللاعبين ولا المدرب…
**فالمدرب لا يزرع قمحًا في صحراء بلا ماء.**

أقولها بلهجتنا…
**“كتر خيركم”**…
حتى لو خسرتم بأربعة أو خمسة… فظروفكم أقسى من ملاعب الخصوم، وأشد من ضغط المدرجات.

وفي رواندا…
المريخ يلعب عشر مباريات ويقف في الوصافة بـ(24) نقطة…
والهلال — الذي خاض سبع مباريات فقط — ظل متأخرًا برصيد (11) نقطة من ثلاثة انتصارات وتعادلين وخسارتين… **مؤشر لا يشبه سيد البلد ولا تاريخه.**

لكن…كده كده يا الغوريلا
**جاءت مباراته بالأمس أمام غوريلا** — الفريق الذي هزم المريخ من قبل — ليحقق الهلال فوزًا بثلاثية نظيفة…
قبس أمل يقول إن الهلال — مهما تعثر — ما زال قادرًا على الوقوف متى ما حضرت الجدية والتنظيم.

ومع ذلك يبقى السؤال الأكبر:
قمة سودانية بلا أرض…
واتحاد بلا رؤية…
ثم نسأل ببراءة:
**من أين نأتي بلاعبين للمنتخب؟**

كيف نجدهم ونحن نُطفئ كل شمعة أمل؟
لا بنية… لا إعداد… لا دوري حقيقي…
ثم يأتي من يحدثك عن “الخطة الإستراتيجية”!

مشكلتنا ليست في اللاعبين…
ولا في المدربين…
بل في **عقلية رياضية بلا وطنية، واتحاد يرى المنتخب عبئًا لا مسؤولية.**

رواندا التي كانت يومًا خرائب حرب…
انظروا اليوم لملاعبها وتنظيمها… ثم انظروا لما تبقى عندنا…
**نحن نعيش أسماءً… لا مؤسسات.**

ولهذا — شخصيًا — أصبحت أتابع الكرة **بشغف الأمل والدعاء فقط**…
فما يُبنى على **الروح والحماس وحدهما لا يصنع تطورًا** في زمن تخطط فيه الشعوب وتبني وتعمل… بينما نحن نقف في نفس المحطة منذ عشرات السنين.
غيرنا تقدّم لأنهم أخلصوا للوطن… ونحن تأخرنا لأننا **أخلصنا لمن يدفع… لكي يصبح رئيسًا — ناديًا كان أو اتحادًا — بينما يُبعد صاحب الكفاءة… بل يُبعد خارج الوطن.**
قبل أن نحلم بمنتخب قوي… يجب أن نبدأ من الصفر… بجيل جديد… ونترك الكراسي بعيدًا… ونمنح **الكفاءة مكانها بدلًا عن الولاء.**
**كلمات حرة:**

* عندما تصبح الأندية **لاجئة كرويًا**… فلا تسأل عن المنتخب.
* الأجنبي الذي يملأ تشكيلات القمة… يفرغ المنتخب من المواهب.
* الاتحاد الذي لا يملك خطة… يملك دائمًا مبررات.
* الفوز بثلاثية مهم… لكن الأهم أن نبحث: **أين وطن الكرة؟**
* الوطن أولًا… ثم يأتي بعدها كل شيء.

**كلمة حرة أخيرة:**

لن نتقدم ما دمنا نُجمّل الكراسي… ونُسقط الملعب من المعادلة.
كرة القدم ليست “وظيفة” لبعض الناس… بل **هوية وطن**…
وما لم نعد للوطن ملعبه…
لن يعود للكرة روحها.

**وعلى سيرة مباراة الهلال أمام غوريلا…
يبدو أن الغوريلا بعد فوزها علي المريخ هذه المرة “شبعت موزًا أصفر”… فتركت النقاط الثلاث لسيد البلد طائعة خاضعة وذهبت للغابة في انتظار ان تلتقي بالموز الأصفر مره اخري لإلتهام اكبر كمية !**
حاجة كده للموز الأصفر
كده كده يا الغوريلا

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد