هلال وظلال
عبد المنعم هلال
من شوفتو طولنا
ـ طال الانتظار واشتاقت الأعين لرؤية هلال الملايين من جديد بعد فترة من الغياب والراحة التي أبعدته عن الأضواء والمباريات ليعود أخيراً عبر بوابة مباراة الجمارك الموريتاني محملاً بآمال جماهيره العريضة التي عانت من الفراغ الكروي طيلة الفترة الماضية.
ـ الهلال طال غيابه واشتد شوق محبيه فقد اعتادت جماهير الهلال على أن يكون فريقها في قلب الأحداث يتنافس ويتألق ويشغل الدنيا بنتائجه وأخباره لكن الغياب الطويل عن المواجهات الحقيقية ترك فراغاً هائلاً جعل الأنصار يتساءلون متى يعود الأزرق إلى الميادين ..؟ متى نرى هلالنا يصول ويجول ..؟ فجاءت مواجهة الجمارك كجرعة انتعاش وكأنها تنهي حالة الجفاف الكروي التي عاشتها الجماهير وتعلن أن الأزرق قد عاد.
ـ ولأن عودة الهلال لا تكتمل إلا بإشراق نجومه الجدد خطف نجمه الموريتاني الجديد أحمد سالم الأضواء في مواجهة فريقه السابق ولم يحتاج أحمد سالم إلى الكثير من الوقت ليضع بصمته ومن المفارقات أن أول أهدافه بقميص الهلال جاء في شباك الفريق الذي عرف اسمه وتألق في صفوفه وكأن القدر أراد أن يعلن انطلاق رحلته مع الأزرق بأفضل طريقة ممكنة وكأنه يعلن أنه بات ابن الأزرق وجاهزاً لصناعة الفارق..
ـ بعيداً عن الهدف أظهر أحمد سالم لمحات فنية مميزة في الدقائق القليلة التي شارك فيها سواء في تحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء أو في انسجامه السريع مع زملائه وهو ما يبشر بأن الهلال كسب لاعباً قادراً على تقديم الإضافة المطلوبة وندعو الله أن تكون إصابته طفيفة ليعود سريعاً ويثري الملاعب بابداعاته و(عين الحسود فيها عود).
ـ الجمهور الهلالي ينتظر من أي لاعب أجنبي أن يكون إضافة حقيقية لا مجرد رقم في القائمة وأحمد سالم من خلال بدايته القوية يبعث برسالة واضحة (أنا هنا لأصنع الفارق).
ـ إن كان هذا هو الأداء في المباراة الأولى فكيف سيكون الحال عندما ينسجم أكثر مع المجموعة ..؟ الهلال يحتاج إلى لاعب ذكي لماح يعرف طريق الشباك ويبدو أن سالم يحمل بعضاً من الحلول التي انتظرها الأزرق طويلاً فهل يكون هو الرقم الصعب في خط الهجوم هذا الموسم ..؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف لنا الإجابة.
ـ الهلال بدأ في رحلة البحث عن الجاهزية الكامل وبعيداً عن فرحة الانتصار والعودة القوية كان واضحاً أن الهلال لا يزال يبحث عن إيقاعه المثالي فالراحة الطويلة تلقي بظلالها على الفريق والجهاز الفني مطالب بتسريع عملية استعادة اللياقة والانسجام خاصة مع الاستحقاقات الكبرى القادمة ومباراة الجمارك كشفت أن هناك عملاً كبيراً ينتظر اللاعبين والجهاز الفني ليصل الهلال إلى الجاهزية المطلوبة ويعود إلى مستواه الذي تنتظره جماهيره.
ـ جماهير الهلال في حالة عشق لا ينضب فرغم الغياب لم تفتر مشاعر العشق بين الهلال وجماهيره فالهلال عند عشاقه ليس مجرد فريق بل هو حالة وجدانية يعيشونها بكل تفاصيلها ويتنفسونها مع كل تمريرة وفرصة وهدف لذلك فإن مجرد رؤية الأزرق من جديد على أرضية الملعب كانت كافية لتعيد النبض إلى قلوب الجماهير وتجدد الأمل في موسم قادم مليء بالتحديات والطموحات.
ـ المباراة كانت خطوة أولى والرحلة لا تزال طويلة والهلال الذي (من شوفتو طولنا) يحتاج إلى المزيد من العمل والتجهيز والتجارب ليصل إلى كامل قوته قبل المواجهات الكبرى فهل تكون هذه البداية مبشرة لما هو قادم ..؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الحقيقة لكن الأكيد أن شوق الجماهير لن يبرد وأن الهلال سيظل دائماً ذلك العشق الذي لا يخفت بريقه مهما طال الغياب.