العمود الحر
عبدالعزيز المازري
من يعتذر للجماهير؟! يصمتون عند الخطأ… ويعلو صوتهم عند النقد والمديح!
في الهلال، اعتدنا أن يظهر مدير القطاع الرياضي سريعًا في الإعلام عندما يُنتقد، فيدافع ويبرر ويوضح، لكن الغريب أنه يغيب تمامًا عندما تُطلب منه التوضيحات أو يُنتظر منه الاعتذار. في الخطأ الإداري الأخير بموريتانيا، حين أُشرك ستة لاعبين مخالفين للوائح، لم يظهر صوت، ولم يصدر بيان، ولم يُقدم اعتذار. وكأن الجماهير لا تستحق الشرح، لكنها تستحق الرد فقط عند الهجوم!
هذا الأسلوب في التعامل مع جماهير الهلال لا يشبه قيم النادي، بل يعكس نمط “الترضية”، لا الشراكة. جماهير الهلال ليست جمهورًا يُسكت ببضع كلمات، بل شريك أصيل لا يقبل أن يُدار في الخفاء، أو يُحجب عنه ما يجب أن يُقال بوضوح.
وهنا بيت القصيد: مشروع بلا مساءلة ليس مشروعًا، بل رغبة فردية تُسوَّق على أنها رؤية نادٍ. مشروع لا يعرف الشفافية عند التعثر، ولا يسمع صوت الجماهير، هو مشروع أعوج لا يُبنى عليه.
أما فوضى التعاقدات، فحدّث ولا حرج. الحديث عن مهاجم موريتاني وآخر غاني لا يُبهج جمهور الهلال بعد الآن. فما نريده ليس لاعبًا جديدًا، بل هوية مستقرة. لم نعد نحتفل بالأسماء، فقد أصبح الهلال محطة عبور، يدخل فيها عشرة ويغادر مثلهم كل موسم. لا استقرار، لا نوعية، ولا ملامح لفريق بطل.
الهلال بحاجة للاعب يُصنع ليبقى، لا ليُعرض ويرحل. نريد هلال البطولات، لا هلال “الترانزيت”. نحتاج لمن يفهم أن القيمة في من يصنع الفارق، لا في عدد من يدخل الكشف.
أما على الصعيد الفني، فلا يزال الهلال يبحث عن هوية وسط غيوم الإصابات والتجريب المستمر. المدرب، بعد ثلاث سنوات، لم يُثبت تشكيلة، ولم يُقنع بمردود. ومع ذلك، يُفرض بلا تقييم، وكأن الاستمرارية وحدها تُعتبر إنجازًا!
—
### كلمات حرة:
* لا يُبنى المجد بالصمت عند الخطأ، بل بالاعتراف والتصحيح.
* لا مشروع بلا محاسبة… ولا تقدُّم بلا مساءلة.
* لا تبيعونا وهْم التعاقدات… نريد فريقًا لا يتغيّر كل موسم، بل ينضج ويكبر.
* الهلال نادٍ كبير… وجمهوره أكبر من أن يُدار كطفل يُسكت بالحلوى.
* من يظهر عند النقد ويختفي عند الخطأ… لا يقود، بل يختبئ خلف الستار.
* أن تحاور الجماهير في “القروبات” ولا تواجهها عند المحاسبة… فهذه شجاعة انتخابية لا قيادية.
* فريق يُدّعى له “المشروع” ويُدار بـ”مزاج”… هو مشروع فرد لا حلم جمهور.
* من يراهن على تغييب وعي الجماهير… ينسى أن جمهور الهلال لا يُشترى بتسجيلات ولا يُسكت بتبريرات.
* إذا أصبح الهلال مجرد منصة عبور للاعبين… فالمحصلة “ألقاب صور” لا بطولات واقع.
* الاستقرار لا يعني الثبات على الفشل، بل القدرة على التصحيح عند الانكسار.
### ساخر وبس:
* “حين يُصبح الهلال محطة عبور… ويفقد ملامح المشروع!”
* “مشروع بلا جمهور… مجرد فقاعة إدارة!”
* “جمهور الهلال أكبر من فرد… وأذكى من أن يُسكت بتسجيل!”
* “مشروع العليقي… جمهور الهلال خارج التغطية!”
### كلمة حرة:
**الهلال لا يحتاج لمن يُدير الأزمات بالغياب، بل لمن يواجه الحقيقة ويصحح الخطأ… فالفريق الذي يُدار بردّ الفعل، لن يصنع بطولة، ولن يكتب مجدًا.**