صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مهاجم سوبر… أم تكرار العبث؟

7

العمود الحر

عبدالعزيز المازري
مهاجم سوبر… أم تكرار العبث؟

منذ سنوات والهلال يعيش تحت رحمة مهاجم واحد هو محمد عبد الرحمن “الغربال”. كلما حضر، حمل معه الأمل، وكلما غاب، انهار الفريق في عجز هجومي فاضح. إصاباته المتكررة أنهكته، لكن الأخطر أنّ الإدارة لم تملك بديلًا حقيقيًا ولا رأس حربة سوبر يُغطي غيابه.
اليوم يُقدَّم علي كُبة كخيار هجومي، لاعب موهوب وصغير السن، لكنّه بعيد جدًا عن أن يكون مهاجم الصندوق الذي يحسم المباريات. لمحات جيدة، نعم، لكن يحتاج للكتلة العضلية، للثقة، للتصرف أمام المرمى. الحقيقة أنّ الظروف وحدها هي التي خدمته ليجد مكانًا في المنتخب، لا لأنه المهاجم المنتظر.
والأغرب أنّ الهلال، بدل أن يُسد هذا العجز بصفقة نوعية، اتجه لتسجيل مهاجم نيجيري مغمور من الدرجة الثالثة في الدوري النيجيري! أي منطق هذا؟ أي مشروع يتحدثون عنه؟ هل هذه هي خانة الحسم التي عانينا بسببها أمام الأهلي القاهري ومازيمبي ومولودية الجزائر؟
مهاجم الصندوق السوبر ليس رفاهية، بل ضرورة. طول، قوة بدنية، ضربات رأسية، حس تهديفي… هذه هي المواصفات. الغربال رغم عطائه، لا يملكها كلها. والآن، اللاعب مصاب، ومع ذلك يُوجد في معسكر المنتخب بلا برنامج علاجي واضح، في خطأ تتحمل مسؤوليته إدارة المنتخب والدائرة الطبية وقطاع الكرة بالهلال.
الهلال مقبل على سيكافا، ثم التحضير الإفريقي، وما زال عجزه الهجومي مكشوفًا. التسجيلات لن تحجب الحقيقة: الهلال بلا مهاجم سوبر. الجماهير لا تُخدع، تعرف أن البطولات لا تأتي بالمغمورين ولا بالعقود الهشة التي تسمح بالرحيل في أي وقت كما فعل فوفانا وكوليبالي.
تجربة مازيمبي واضحة: حين جمع بين السوبر والمغمور سيطر على البطولات، وحين باع الكبار وعاش على الاستثمار عاد لمربع الصفر. صن داونز وبيراميدز كذلك: الفارق صنعه المهاجم السوبر واللاعب الوطني المميز. أما نحن، فنهدر الوقت في إعادة إنتاج الفشل ذاته.
ثلاث سنوات أضاعها فلوران، واليوم يعود رجيكامب ليبدأ من الصفر بلا أعمدة راسخة ولا مهاجم سوبر. وإذا كان مشروع العليقي مجرد استثمار، فليصارح الجماهير بدل بيع الأوهام. البطولات لا تُصنع إلا بالتخطيط، وبحفظ الأعمدة، وبملء النواقص لا بتكديس الأسماء المغمورة.
الجماهير لا تطلب المستحيل. تريد وضوحًا وشفافية، وتخطيطًا جادًا. إن أردنا بطولة حقيقية، فلنصنع الفارق بمهاجم سوبر يُعيد للهلال هيبته. غير ذلك، سنبقى ندور في نفس الحلقة… ونخسر الوقت والبطولات.
**كلمات حرة**
* علي كُبة مستقبل، لكن الاعتماد عليه الآن ظلم.
* مهاجم نيجيري مغمور من الدرجة الثالثة… هذه ليست صفقة بطولات!
* الغربال مصاب… والإدارة صامتة.
* العليقي مطالب بالإجابة: مشروع بطولات… أم استثمار؟
**نحن مع الهلال وكرتنا السودانية… لا مع الأشخاص.**

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.