هلال وظلال
عبد المنعم هلال
موريتانيا في الحنايا
موريتانيا في الحنايا *** وفي الدماء وفي العيون
وفي القلب وفي الضمائر *** تنبض حباً وشجون
ـ (من المستفيد الهلال ام الدوري الموريتاني .. دوري ضعيف جدا جدا ولا يوجد جمهور يشجع انا بقول الدوري الموريتاني هو المستفيد من الهلال) وردتني الرسالة أعلاه من قطب الهلال بمدينة جدة محي الدين مكي (أبو محمد)
ـ في الإجابة على هذا السؤال وتفنيد رأي الأخ محي الدين فإننا عندما نتحدث عن الدوريات المحلية وتفاعل الأندية الكبيرة معها نجد أن الأمر يعتمد على مجموعة من العوامل منها مستوى الدوري، الحضور الجماهيري، والبنية التحتية لنصل إلى من المستفيد أكثر؟
ـ الهلال يعتبر من الأندية العريقة في إفريقيا وله سجل حافل بالإنجازات وتسبقه سمعته على المستوى المحلي والإقليمي ويمتلك الهلال قاعدة جماهيرية ضخمة في السودان وخارجه ويشارك بانتظام في بطولات قارية مثل دوري أبطال أفريقيا. فالنادي لديه اسم رنان يجعله دائماً في مصاف الأندية الكبرى. لا يحتاج الهلال إلى تقديم نفسه في دوريات ضعيفة أو ناشئة ليعزز من مكانته أو شهرته بل يسعى دائماً لتوسيع رقعة جماهيريته واستقطاب لاعبين من مستويات أعلى.
ـ الدوري الموريتاني بين التحديات والطموحات يعاني من مشاكل كبيرة أبرزها ضعف البنية التحتية، ضعف الإمكانيات المالية ونقص الجمهور الداعم ولا يعد الدوري الموريتاني منافساً قوياً على المستوى الإفريقي ولا توجد متابعة جماهيرية كبيرة له سواء داخل موريتانيا أو خارجها والأندية المشاركة فيه لا تمتلك تاريخاً عريقاً ولا إمكانيات تؤهلها لتكون قوة ضاربة في القارة.
ـ من الواضح أن الدوري الموريتاني هو المستفيد الأكبر من أي احتكاك بنادي مثل الهلال فعندما تشارك الأندية السودانية أو غيرها من الأندية الكبيرة في مباريات ضد فرق موريتانية يزيد هذا من تسليط الضوء على الدوري الموريتاني بشكل غير مسبوق والأندية الموريتانية يمكن أن تستفيد من التعلم والاحتكاك بأندية تملك تاريخاً وخبرة على الساحة القارية إضافة إلى ذلك قد يسهم حضور الهلال في تحسين نوعية الأداء إذ يضطر اللاعبون الموريتانيون إلى رفع مستوياتهم لمجابهة فريق بقوة الهلال وهذا يعود بالفائدة على الدوري الموريتاني الذي يحتاج إلى مثل هذه التحديات لبناء نفسه.
ـ من ناحية الهلال يمكن القول إنه قد لا يستفيد كثيراً فالفارق الفني شاسع بينه وخصومه في الدوري الموريتاني ففي مباريتين أحرز الهلال 9 أهداف وهذا يؤكد الفارق الفني الكبير والهلال دائماً ما يسعى لمنافسات أقوى تسهم في رفع مستوى لاعبيه وتقديمهم للتحديات الكبيرة لكن قد تكون هناك بعض الفوائد الهامشية للهلال مثل زيادة شعبية النادي في موريتانيا وتجهيز اللاعبين واستكشاف مواهب جديدة قد تظهر على الساحة واستمرار النشاط واللعب في ظل توقف الدوري السوداني ومع ذلك فإن هذه الفوائد محدودة مقارنة بما قد يحصل عليه الدوري الموريتاني.
ـ لا شك أن الدوري الموريتاني هو المستفيد الأكبر فالدوري يعاني من ضعف واضح في جوانب عدة ومشاركة أندية مثل الهلال سوف تسهم في رفع مستوى التنافس وتعطي الدوري بعض الأضواء التي يحتاج إليها بشدة. الهلال قد يستفيد فقط من زيادة انتشاره في إفريقيا ولكن على المستوى الفني فالاضافة شحيحة وربما لا تضيف له شيئاً كبيراً وهو يحتاج لجاهزية أكبر تمكنه من المنافسة على أقوى بطولة في القارة.
ـ يمكننا القول أن الاستفادة متبادلة بين الهلال والدوري الموريتاني ولكن بنسب متفاوتة ولكن بلا شك كان يمكن للهلال أن يستفيد بشكل أكبر لو أتيحت له الفرصة للمشاركة في دوريات أقوى مثل الدوري التونسي أو المغربي أو حتى التنزاني هذه الدوريات تتميز بقوة المنافسة وتطور البنية التحتية وامتلاك جماهير كبيرة مما كان سيمنح الهلال فرصة أكبر لتطوير أدائه والاحتكاك بمستويات عالية وبالتالي الاستعداد بشكل أفضل للمنافسات القارية.
ـ لا يسعنا إلا تقديم الشكر والتقدير والامتنان للاتحاد الموريتاني لكرة القدم على موافقته لمشاركة القمة السودانية في الدوري الموريتاني خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان جراء الحرب وتوقف النشاط الكروي هذا القرار يعكس روح الأخوة والتعاون بين الشعوب ويظهر اهتمام الاتحاد الموريتاني بدعم الأندية السودانية في هذه المرحلة الحرجة.
ـ مشاركة الهلال والمريخ في الدوري الموريتاني ليست مجرد فرصة رياضية بل هي أيضاً رسالة تضامن تظهر عمق العلاقات الرياضية بين البلدين وبفضل هذه الفرصة ستتمكن الأندية السودانية من الحفاظ على مستوى تنافسي جيد في انتظار استئناف النشاط الكروي في السودان.
ـ كل الشكر والتقدير للاتحاد الموريتاني على هذا الموقف النبيل الذي يسهم في تعزيز الروابط الرياضية والاجتماعية بين السودان وموريتانيا.