صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مونديال قطر..بين القيم المحافِظة والأفكار الإباحية !!

300

وهج الحروف

ياسر عائس

مونديال قطر..بين القيم المحافِظة والأفكار الإباحية !!

 

تمسكت قطر بهويتها الإسلامية ورفضت التنازل عن قيمها ومبادئها وموروثاتها وتعالت في إباء وشمم أن تشتري غضب الله بمجدٍ زائل وعُرس عابر.

تمنعت في شموخ أن تكون الأرض المسلمة ساحة للإباحية والأفكار الهدامة ومنها مجتمع الميم الذي يرمز ويدعو للمثلية الجنسية ويتخذ من التجمع العالمي مناسبة للترويج له تحت دعاوى الحرية الشخصية.

رفضت قطر في عزة وكبرياء أن تكون أرضاً لمخالفة الأوامر الربانية ومسرحاً لإستعراض الموبقات ، ونجحت بإرادة لا تُهزم وعزمٍ خلّاق في إستصدار قرارً ملزمٍ من (فيفا) بمنع تناول المشروبات الكحولية في وحول المُنشآت الرياضية .

حافظت دولة قطر على إعتدالها ووسطيتها ونهجها المحافظ وتقاليدها المرعية ووجهت القناة الناقلة بتأخير البث المباشر بضع دقائق تحسبا للافتات متوقعة من بعض المتهورين الذين قرروا مساندة مجتمع (الميم) في تحدً صريح للدين والاخلاق والقيم والعُرف.

ليس بالضرورة أن ما يصلح للغرب ويتوافق مع شعوبه يجد المؤازرة في بلاد المسلمين وقد إنتصرت قطررغم كيد المتأمرين الذين كانوا ينتظرون المونديال كمناسبة لفصلها عن محيطها العربي ومنهجها الإسلامي وشعبها المتدين ولممارسة الغزو الثقافي والإستلاب الفكري.

نجحت قطر في تأمين كل المطلوبات ،ولكنها لم ترضخ و تستجيب لدعوات الإستفزاز والإستصغار والتشكيك في قدرتها على تنظيم المناسبة كأول دولة في الشرق الأوسط.

راهنت قطر على إنسانها وإرادة شعبها وشبابها ثم فتحت باب التعاون واستعانت بكوادرمن كل بقاع الدنيا لإشراكها في التنظيم إعترافاٍ منها بأن الكمال لله وحده.

صمدت قطر في وجه رسائل التثبيط ، وأرتفهعت همة أمتها كلما زاد الضغط الدولي وتحديداً الغربي الذي فشل من قبل في إستمالة كونغرس (فيفا) بعد أن أخرست قطر كل الألسن.

وقدمت ملفاً نال الإشادة والإعجاب والتصفيق وحاز ثقة الجمعية العمومية التي صوتت لصالح الإستضافة في الإمارة الساحرة التي ترقد على كنز من قيم النبل والشهامة والمروءة والتدين والايثار والكرم والإسهامات الإنسانية النبيلة.

تجاوز قطر النظرة الضيقة وعبرت محيطات وبحار في نظرتها للمونديال ، وطوت صفحة أنه مجرد تجمع لكرة القدم ، وقد إنخرطت الدولة من أعلى مؤسساتها في خلية نحل جماعية لتكتب للعالم أن للعرب فخر وللمسلمين أمجاد.

وهاهى قطر تقدم كتابها بيمينها ليكون التأريخ شاهداً على هذا الإدهاش وتلك الروعة ، التي لم تنسيها في غمرة إنفعالها بالتنظيم أن تتنازل قيد أنملة عن قيمها ودينها واخلاقها وعِفتها.

قال المهاجم الدولي البولندي ليفاندوسكي إنهم ملتزمون بإحترام قيم الدولة المستضيفة ، وأدلى بتصريح قوى نادى من خلاله بإحترام سيادة قطر مؤكداً بأنها ما كانت لتطلب  شيئاً مُنافياً للقيم الأوروبية إذا شاركت في مناسبة بأي من دول الاتحاد أو الغرب عموماً.

أنفقت دولة قطر 220 مليار دولار على مشاريع البنية التحتية إجمالا وليس للإستادات والُمنشآت الرياضية وملحقاتها فحسب ، إستغلت المونديال لتؤسس لطفرة معمارية نافست بها نفسها ورسمت للعالم صورة أقرب للخيال.

جمعت قطر الحداثة مع الأصالة والعراقة فاستحقت إحترام الكل فهنئيا لها بإستضافة عرس العالم وقد تجمع بها الأساطير والنجوم تحت سماء الدولة التي إنتصرت لرب السماء والعزة وحُق لها أن (تقدل) مزهوة بأنها إستضافت لكنها لم تبع الدين لتشتري المجد.

حافظت على مكانتها وزادت من مساحات إحترامها في العالم لتؤكد إنها تنطلق من قيم راسخة وإرث تليد وماض زاخر وحاضر مجيد لا تزحزها السياسة ولا تجبرها على التخلي عنها.

مشاهدة طيبة ومبروك دوحة الخير والحب والجمال.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد