صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مَوْعدٌ مع (النصر)

181

صَـابِنّهَا
محمد عبد الماجد

مَوْعدٌ مع (النصر)

في اعتقادي أو من المنظور (الفني) أو العلمي لو تحدّثنا (كورة)، إنّ أصعب مباريات الهلال في مرحلة المجموعات هي مباراته الأولى أمام يانغا أفريكانز، لا سيّما وأنّ الأخير يلعب في أرضه ووسط جمهوره الذي يصل إلى (60) ألف مشجع في مثل هذه المباريات.
أصنِّف يانغا بأنه الفريق الأقوى (فنياً) في مجموعة الهلال، مع إيماننا أنّ مازيمبي هو الاسم الأبرز والأكثر بطولات في المجموعة، وهو المُصنّف في المُستوى الأول إلى جانب الأهلي المصري وصن داونز الجنوب أفريقي والترجي التونسي، ومع تسليمنا أنّ مولودية الجزائر خطورته تتمثل في أنه أحد أندية شمال أفريقيا، والتي تُشكِّل دائماً هاجساً أمام الأندية السودانية، ومن هنا تخرج مخاوف البعض من مواجهة الهلال للفريق الجزائري.
مع كل هذه المُعطيات، اعتبر مباراة الهلال الأولى أمام يانغا أفريكانز هي الأخطر والأقوى للهلال، وهي أهم مباريات الهلال، لأنها الافتتاحية للهلال ونتيجتها مؤشر مهم للهلال إيجاباً أو سلباً، ولا شك أنّ انتصار الهلال في تلك المباراة أعطاه دافعاً قوياً ومنحه الثقة ووضعه في المقدمة بفارق نقطتين من أقرب منافسيه، لهذا تكتسب المباراة أهمية قصوى حتى بعد أن لُعبت وأغلقنا ملفها.
الانتصار على يانغا أفريكانز في دار السلام هو مفتاح التأهُّـل من مرحلة المجموعات، وهو (جواز المرور) لدور الثمانية إن شاء الله في البطولة الأفريقية الأكبر.
مع احترامي للجميع، ومع كل التحذيرات ومخاوف الدكتور علي عصام، إلّا أنّني اعتبر مباراة الهلال الأحد القادم أمام مازيمبي هي الأسهل للهلال في مرحلة المجموعات، مع التأكيد على أنه لا تُوجد مباراة سهلة خاصّةً في مرحلة المجموعات، ولكن أتحدّث مُقارنةً مع مباريات الهلال الأخرى في المجموعة الأولى.
عندما تلعب مباراة تنظر إلى دوافعها، وعندما تكون الدوافع كبيرة يكون الانتصار أقرب، ودوافع الهلال وهو يلعب أمام مازيمبي الأحد القادم كبيرةٌ، وأول هذه الدوافع، أنّ الهلال يلعب الأحد القادم أمام فريق كبير ومعروف في القارة الأفريقية، واللعب أمام الأندية الكبيرة يمنح دوافع خاصة، أضف إلى ذلك أنّ الهلال يلعب أمام فريق يعرفه جيداً، وهو أكثر فريق يواجهه الهلال في مرحلة المجموعات كما ذكر الزميل علي عصام في إحصائيته الأخيرة.
أحسب أنّ أمام الهلال فرصة تاريخية لرد اعتباره والأخذ بثأره من الخسارة أمام مازيمبي بخمسة أهداف مقابل ثلاثة أهداف، إذ يُمكن للهلال أن ينزل بفريق مازيمبي هزيمة ثقيلة، أتمنى أن يفوز الهلال بعدد كبير من الأهداف وأتوقع ذلك، علماً أن الهلال أخذ بثأره من الفريق الكونغولي عندما فاز في مباراة الإياب بهدفين دون رد وهو يلعب في ملعب الغربان ووسط جمهوره لتكون خسارة مازيمبي في ملعبه أمام الهلال هي الأبرز في تاريخ مازيمبي، إذ حقّـق الهلال انتصاراً على مازيمبي في كينشاسا بعد أن ظل ملعب مازيمبي عصيّاً على الخسارة ليأتي الهلال ويكسر رقماً ظل صامداً لعدة سنوات قبل الخسارة وبعدها.
مباراة الهلال القادمة (ثارية)، ومباريات الهلال أمام مازيمبي وأمام الأهلي المصري دائماً تأخذ هذا الطابع، والهلال يكون في الموعد ولا يتأخّـر في مثل هذه المباريات.
أما الدافع الأكبر للهلال في هذه المباراة، فهو يتمثل في أن الانتصار على مازيمبي يجعله يصل للنقطة السادسة من الجولة الثانية في المجموعات، وهذه نقاط لن تكون متاحة إلّا لفريق واحد أو اثنين غير الهلال في البطولة الأفريقية.
وصول الهلال للنقطة السادسة من جولتين يعني إلى حد كبير تأهُّـله إن شاء الله من مرحلة المجموعات، إذ يكون الهلال حينها في حاجة كحد أقصى إلى 6 نقاط أخرى من 12 نقطة ليصل إلى 12 نقطة ويتأهل بصورة قاطعة وأكيدة. وإذا نجح الهلال في الحصول على 6 نقاط من جولتين، يبقى من السهولة واليسر للهلال أن يحصل على 6 نقاط من 4 جولات، علماً أنّ (9) نقاط في هذه المرة قد تكون كافية للتأهُّـل إذا تكرّرت نتيجة التعادل في مباريات المجموعة.
انتصار الهلال إن شاء الله على مازيمبي سوف يُوسِّـع الفارق بينه وبين منافسيه، أتوقّع أن تنتهي نتيجة مباراة مولودية الجزائر ويانغا التنزاني بالتعادل، وأتمنى ذلك، وهذا يعني أن الفارق بين الهلال في صدارة مجموعته ووصيفه سوف يرتفع إلى 4 نقاط مما يعطي الهلال (رفاهية) في صدارة مجموعته لتبقى له حتى في حالة خسارة جولة لا قدر الله.
الهلال إذا أراد أن يسهلها على نفسه، وإذا قصد أن يجعل مبارياته القادمة في مرحلة المجموعات تأخذ طابع (النزهة)، عليه أن ينتصر على مازيمبي، لأنّ الهلال عندها سوف يرتاح (راحة السنين) في هذا الموسم.
مباراة الهلال القادمة أمام مازيمبي هي فاصلة والانتصار فيها سوف يجعل الهلال في (رفاهية) من النقاط ليلعب مبارياته التالية بدون ضغوط وبدون حسابات مُعقّدة كما كان يلعب في السّـنوات الماضية.
لا أرى الانتصار بعيداً عن الهلال واحسب أنّ الفوز سوف يكون في المتناول، وأنّ الهلال إن شاء الله سوف يكون على موعد مع النصر الأحد القادم، لا أقول ذلك استخفافاً بفريق مازيمبي، ولكن أقول ذلك ثقةً بالهلال، كما إني أرجو أن لا نصنع المخاوف بيدنا، وأن لا نعطي مازيمبي حجماً أكبر من حجمه، مازيمبي هو أضعف فرق مجموعة الهلال في الوقت الحالي، رغم أنّ تاريخه يضعه في المستوى الفني الأول في القارة الأفريقية.
إذا أردنا أن نلتهم مازيمبي، وننهش لحمه نهشاً، وننزل عليه هزيمة ثقيلة، علينا أن لا نعطيه حجماً أكبر من حجمه، على الهلال أن يستغل نقاط ضعف مازيمبي وأن لا يعطيه أي فرصة للضغط على الهلال أو التبادل معه، أو منحه فرصة لإعادة ترتيب أوراقه، ضعوا مازيمبي في حالة هروب وهلع وخوف، وهذا أمرٌ لا يتحقّق إلّا بالضغط على مازيمبي طوال الـ90 دقيقة.
مدرب مازيمبي السنغالي لامين انداي يعرف الهلال وقد سبق له تدريبه، لكن أنا على ثقة أن لامين لا يعرف المستوى الحالي الذي وصل إليه الهلال، وقد كان لامين رغم جودته يشرف على الهلال، في وقت كان فيه الهلال في أضعف حالاته، رغم نجاح هذا المدرب بقدراته الكبيرة في تحقيق كأس هزاع في أبوظبي أمام المريخ بهدف خالد النعسان العكسي بعد أن سجل محمد موسى الضي هدف الهلال الأول في المريخ.
الهلال الآن يمر بأفضل حالاته، ولكي يحافظ الهلال على هذا المستوى ويتقدم إلى الأمام لا بُـدّ من الفوز على مازيمبي الذي أؤكد مرة أخرى أنه لن يكون بعيداً عن الهلال، وأنّ المباراة لن تكون صعبة على الهلال.
أتوقع كما أشرت سلفاً أن يُحقِّق الهلال بإذن الله وتوفيقه انتصاراً كبيراً على مازيمبي وأرى (النصر) بأم عيني يقدل في شوارع أم درمان.
في مثل هذه المباريات، كنا في السابق نحشد الجمهور عندما يلعب الهلال في ملعبه بأم درمان، والآن يجب أن يكون الحشد الجماهيري عبر قيام الجمهور بدور إيجابي في مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الفريق ومساندته وتحفيزه على الانتصار، واحسب أن دورهم في مواقع التواصل الاجتماعي لا يقل عن دورهم في المدرجات، وذلك لأنّ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دوراً مهماً في الحياة بصورة عامة وليس في الرياضة فقط، وهي الآن تقوم بدورين عظيمين.. الدور الجماهيري المناط بها والدور الإعلامي ـ المناط بنا، إذ لم يعد لنا نحنُ في الإعلام من وسيلة للتواصل ومنابر للإعلام غير مواقع التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية الإسفيرية التي يسيطر عليها الجمهور.
الجمهور الآن لم يعد جمهوراً فقط.. هو جمهور وإعلام أيضاً، وهذا كما أشرت ليس في الرياضة وحدها، بل في مجالات الحياة كافّــة.
لهذا ننتظر أن تلعب جماهير الهلال دوراً مهماً في الفترة المقبلة، والهلال قريبٌ من الإنجازات والذهاب بعيداً إذا وجد الدعم الجماهيري المنتظر.
الهلال في الوقت الحالي بعيدٌ عن جماهيره، باعتباره يلعب خارج ملعبه، بل يلعب خارج وطنه، مع ذلك نشعر أنّ جمهور الهلال قريبٌ من فريقه، وهذا القُرب تصنعه مواقع التواصل الاجتماعي.
لا تعتقدوا أنّ دعمكم لا يصل للهلال، وأنّ مساندتكم للفريق لا تصل للاعبين، احرص على أن تدعم فريقك، وأن تكون قريباً من الهلال حتى وأنت بعيدٌ منه.
لا ندعو إلى التفاؤل المفرط ولا إلى الثقة الزائدة، ولكن في نفس الوقت نرفض القنوع والزهد في الطموحات، ونطالب بأن نعطي الهلال حجمه الحقيقي ونعرف قيمته وقُـوّته.
لا خوف على الهلال ـ فهـو قادرٌ على أن يذهب بعيداً، ويبقى التوفيق الذي نسأل الله أن يكون حليفاً للهلال، ليحقق الأزرق ما يصبو إليه.
علينا أن نعلم أنّ البطولات لا تتحقّق إلّا عبر العمل الجماعي والتوافق التام.. الجمهور والإدارة واللاعبون والجهاز الفني والإعلام، كل هذه القطاعات يجب أن تلتقي جميعاً وتتوافق إذا أردنا البطولة، غياب أي طرف من هذه الأطراف يضعف الفريق ويجعل المهمة شاقة وصعبة.
المرحلة القادمة هي مرحلة الجمهور، والفريق يحتاج إلى جمهوره بشدة بعد أن حُـرِم منه.

متاريس
في يناير القادم ماذا يحتاج الهلال؟
إذا أردنا أن نمضي إلى الأمام، لا بُـدّ من إضافات.
عندما يكون الفريق جيداً تبقى الإضافات محدودة، كما أنّ أيِّ لاعب يُضاف يجب أن يكون أفضل وأجود، كما يفترض أن تكون مواصفاته أفضل.
علينا أن نرتفع بمواصفات اللاعب الذي يدخل لكشوفات الهلال.
جودة الهلال صعّبت الاختيارات على الجهاز الفني وعلى الإدارة.
الهلال يحتاج إلى طرف شمال وطرف يمين.
ربما يرحل خادم وقد يرحل إيبولا، لذلك لا بُـدّ من وجود بدائل أفضل إلى جانب فارس ومروان رجب.
الهلال يحتاج إلى تكوين أطراف في هذا الوقت تحسباً لما يُمكن أن يحدث بعد موسمين أو ثلاثة.
اللاعب المحترف وحتى اللاعب الوطني الجديد أصبح لا يعطي ولا يتوهّـج إلّا بعد موسم أو موسمين.
لذلك على الهلال أن يتحرّك منذ الآن حتى لا يحدث فراغٌ في أطراف الهلال الدفاعية.
أقلها دخول اسم أو اسمين في الأطراف يمكن أن يرفع المنافسة.
من الأسماء المظلومة في الهلال لاعب الطرف اليمين إيبولا.
لو سُئلت عن لاعب الشهر لقلت هو الكونغولي إيبولا.
هذا اللاعب لا يوجد بديلٌ له، ولا يوجد من يسد خانته.
الحاج ماديكي يبدو أنه هو اللاعب الذي يحتاجه الهلال حقاً.
انتظروا السنغالي إيمي فهو لاعبٌ سوف يكسر الدنيا.
إيمي.
إيمي.
إيمي.
موش ح تقدر تحمي شباكك من الهلال.
ما فعله جيوفاني في المريخ، على أمات طه ما حصل.
أنقذوا المريخ من هذا المدرب.
ما في مشروع بقوم على التشليع والهدم والشفشفة.
أنا قلت شفشفة؟
على الهلال أن يبحث عن مواهب وطنية في التسجيلات القادمة.
أسمع عن مواهب في نادي حي الوادي.
اللاعب الوطني مُهمٌ وضروريٌّ.
على العليقي أن لا يهمل هذا الجانب.
انظروا إلى ما فعله المنتخب السوداني.
حدث ذلك باللاعب الوطني.
لهذا لا تجهلوا ولا تُقلِّلوا من قيمة اللاعب الوطني.
انظروا إلى الغربال وروفا وياسر مويس في الهلال.
انظروا إلى الصاروخ القادم ياسر جوباك.
وانتظروا كنن.
ما في طفرة بتحدث من غير اللاعب الوطني.
حتى أيام توهج كلتشي وقودوين ويوسف محمد كان هيثم مصطفى ومهند الطاهر ومساوي وفييرا وريتشارد، وأيام توهج سادومبا كان بشه وكاريكا.
اللاعب الوطني.
اللاعب الوطني.
اللاعب الوطني.
يقولوا ليكم الكلام ألف مرة.

ترس أخير: مازيمبي موضوعو منتهي إن شاء الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد