صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مِين فينا المريض نحنُ أم شريف الفحيل؟

10

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

مِين فينا المريض نحنُ أم شريف الفحيل؟

الاكتئاب أنهى حياة الشاعر النابغة عبد الرحيم أحمد عبدالرحيم (أبوذكرى) الذي انقذف من قمة مبنى أكاديمية العلوم السوفيتيّة.
الراحل كمال الجزولي كان قد ألّف كتاباً عن صديقه ودفعته في الجامعة عبد الرحيم أبوذكرى الذي نشر رسالة له منه يحكي فيها حاله لكمال الجزولي يقول فيها: (اجلس مع الناس فأشعر بالضيق، اجلس وحدي فأشعر بالتعب، اقرأ الكتب فأموت من الضجر والإرهاق، حالتي حالة دبشليم الذي (ينام مهموماً ويصحو متعباً) إنّ كل شئ تصور يؤلمني. أفكر جدياً أحياناً في ذلك الشئ المُخيف الذي تحدث عنه مايكوفسكي في وصيته فقال: لا انصح أحداً باتباعه ولكن لا مخرج لي سواه. المشكلة يا كمال هكذا: إنني شخص طموح جداً وأشعر بقوة بأن لي مكاناً خالياً في الحياة ينتظرني وأن هذا المكان لن يملؤه احد غيري في الشعر والترجمة ولكن مع ذلك أغرق كل يوم في تفاصيل الحياة التافهة. أمرض في اليوم عشر مرات كأنما خلقت هكذا وكأنما أنا مجبر أن أكون هكذا رغم إرادتي. أهرم وأشيخ كل لحظة. أعصابي كأنها عاملة كبانية مجبرة أن تستلم كل الإشارات وتوصلها إلى أمكنتها دون أن يكون لها الخيار في الرفض. جسمي النحيل قد يتحمّل لسنوات ولكن لكم من السنوات؟).
عبد الرحيم أبوذكرى في النهاية انتحر كما انتحر مايكوفسكي الذي أشار أبوذكرى في رسالته للجزولي إلى خوفه من أن يصبح مصيره مثل مصيره وقد كان.
وفي شعر عبد الرحيم أبوذكرى حالته التي لا تخفى على أحد، إذ يقول أبوذكرى:
انظري..
كلما نمنح الأرض حبنا
تصبح الأرض منفى لنا
ولأشواقنا..
أخشى على شريف الفحيل من روحه المرهفة، وهو يبدو ضحية لاكتئاب وحالة نفسية سيئة يمكن أن تجعلنا نفقد موهبة فنية ونحن نظن أننا ندعمه عندما ندفعه لمزيد من الاحتراق.
لا أنكر تعاطفي مع الفنان شريف الفحيل، كإنسان قبل ان يكون فناناً يتعرض إلى ضغوط وربما حرب فينتهي به المطاف إلى ما انتهى إليه، وهو يظهر في حالة يرثى عليها وأخشى عليه أن تسوء حالته أكثر أو يتعرض إلى مضايقات أكبر قد تصل حد القتل وهو يتهم بعض زملائه اتهامات قاسية ومشينة، من الطبيعي أن يكون لها ردود فعل ليس من الفنانين الذين اتهمهم شريف الفحيل وحدهم، بل من جماهيرهم ومعجبيهم أيضاً.
أتعاطف مع شريف الفحيل نعم، ولكن لا اتفق معه فيما ذهب إليه ولا يروق لي اتهاماتها التي ظل يطلقها على مواقع التواصل الاجتماعي في الفضاء الإسفيري أو الهواء الطلق، فتثير جدلاً وتحظى بمتابعة لم يكن شريف الفحيل يجدها حتى وهو في قمة مجده، عندما بدأ كبيراً وظهر في برنامج أغاني وأغاني، ثم أضحى بعد ذلك يصغر ويصغر حتى وصل إلى ما وصله له أخيراً.
الاتهامات التي يطلقها شريف الفحيل في حق زملاء له، هي اتهامات مرفوضة وغير مقبولة، يجب علينا أن لا نهلل لها ونروج لمطلقها ونذهب أبعد من ذلك ونحن نطالب بدعم شريف الفحيل والوقوف معه وهو يتهم زملاء له اتهامات تمس الشرف والدين.
الذين يدعون لدعم شريف الفحيل والوقوف معه بحجة أن شريف الفحيل يمر بحالة نفسية صعبة وان الفحيل مريض يحتاج للدعم والسند، عليهم أن لا ينسوا أنهم يفعلون ذلك على حساب زملاء لهم يتهمهم بغير أدلة، وإن كانت له أدلة فليس الطريقة التي يتبعها الفحيل ولا المنبر الذي يستغله لذلك هو المكان المناسب لتحقيق العدالة أو للانتقام لنفسه ولنادر خضر الذي رحل قبل سنوات ورأي الفحيل أن يقتص له بعد (13) سنة.
مما لا شك فيه أنّ الفحيل يعلم أن الحديث عن نادر خضر وعن موته وعن ضلوع فنان في الحادث سوف يثير جدلاً كثيراً، وسوف يجد أذناً صاغية للمكانة التي يتمتع بها الراحل نادر خضر عند الناس، لا سيما وأن شريف الفحيل عندما يتحدث عن نادر خضر يضيف معه عرضاً في الكلام الفنان محمود عبد العزيز الذي مازال هو فنان الشباب الأول حتى بعد رحيله منذ أكثر من 12 عاماً.
لماذا يحتفي الناس بالإساءات والاتهامات التي يعلن عنها الفحيل في حق زملاء له؟ ولماذا نطالب بالدعم له لأنه يمر بظروف نفسية صعبة ونحلل وقفتنا معه بأنه (مريض) يحتاج إلى الدعم والمساندة وهذا ما يجعلني أسأل مين فينا المريض نحنُ أم شريف الفحيل؟ ونحنُ نحتفي بالإساءات والاتهامات التي يطلقها الفحيل في حق آخرين، قد يكونوا أبرياء، أضف إلى ذلك أنّ طريق العدالة والقصاص لا يتم عبر اتهام الناس والنيل منهم في مواقع التواصل الاجتماعي، الغريب أن الفحيل يفعل ذلك ليس من أجل تحقيق العدالة وإنما من أجل المال بعد أن أشار إلى أن فيديوهاته تلك تدر عليه الكثير من الأموال، ومن ثم إعلانه عن كشف التفاصيل وتقديم الأدلة ضد أحد الفنانين الذي أشار لصلعته وتحدث عن عمله مع النظام السابق وهي مواصفات تنطبق على فنان واحد لم يذكره الفحيل بالاسم ولن أتبرّع بالكشف عنه رغم أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تلوك سيرته الآن بعد تلميحات الفحيل الواضحة.
الفحيل قال إنه سوف يقدم الأدلة، ويكشف التفاصيل كلها إذا كانت هنالك قناة دفعت له أموالاً مقابل ذلك، وهنا نتساءل ما هو الهدف الذي يريد أن يحققه الفحيل من الكشف عن الفنان المتورط في وفاة الفنان نادر خضر، هل الهدف من ذلك المال أم القصاص لنادر خضر؟ أم الهدف من ذلك الصيت والنجومية التي يظنها الفحيل أنها قد عادت إليه بعد كلامه هذا؟ بعد أن غابت عنه فنياً لظروف قد يكون لشريف الفحيل ليس دخل فيها، وهو مما لا شك فيه ضحية نستحق أن نقف معه، نقف معه بأن نحمي شريف الفحيل من نفسه، علينا أن نحمي شريف الفحيل من شريف الفحيل، فما يفعله الفحيل وما يتفوه به يجعل الخطر يحيط بالفحيل إن كان ما يقوله من اتهامات حقيقة أو غير حقيقة.
الى جانب ذلك وإن لم يمس الفحيل ضر من غيره أو من الجهات التي اتهمها، فإن الحالة النفسية التي فيها الفحيل سوف تكون هي الخطر الأكبر عليه، خاصة أن تلك الاتهامات سوف تضاعف عليه الضغوط وهو إن كان يجد من البعض الدعم والتعاطف فهو أكيد يجد من آخرين سباباً وهجوماً وردماً، خاصة أن من اتهمهم الفحيل لهم شعبيتهم وجماهيرتهم ونجوميتهم وشريف الفحيل مس نجوميتهم.
الفحيل يقوم بمحاولات اغتيال شخصيات فنانين منافسين له ـ ونحن بالتأكيد لا ندري إن كان محقاً في اتهاماته أم لا، لكن في كل الأحوال لا نتفق ولا نوافق على طريقة شريف الفحيل تلك، خاصة أنه يظهر في فيديوهات يبدو فيها مهتزاً نفسياً.
اذا تحدثت عن شريف الفحيل منذ أن ظهر في برنامج نجوم الغد فإني أقول عنه إنه برع بصورة جميلة في تقديم أغاني الثنائيات وذلك لقدراته الصوتية الجميلة ولروحه الحلوة، وأغاني الثنائيات تحتاج إلى (الروح) و(الكيمياء) قبل (الصوت) والفحيل يملك الروح والكيمياء والصوت، ثم انتقل شريف الفحيل إلى مرحلة أخرى من النجومية، عندما انتبه السر قدور لموهبته وقدمه في برنامج أغاني وأغاني واستطاع الفحيل رغم صغر سنه وهو طالب وقتها أن ينافس نجوم البرنامج وأعمدته الأساسية نادر خضر وعاصم البنا وجمال فرفور وعصام محمد نور، بل خطف منهم النجومية بسبب روحه ليبدع الفحيل في كل الأغاني التي قدمها ويجيد بصورة مذهلة وهو يغني مع الفنان الكبير حمد الريح (لا سلام منك ولا منك تحية)، والحقيقة أن شريف الفحيل أبدع في كل الأغنيات التي قدمها وهو إلى جانب روحه خفيفة الظل كان يحسن اختيار الأغاني التي يقدمها.
في ذلك الوقت أذكر إنني كنت في صحيفة الأحداث، وأذكر إنني حاورت شريف الفحيل وهو ينطلق في بداية مسيرته الفنية كنجم فوجدته فناناً مثقفاً ومتزناً ومهذباً ويحسب خطواته ويخطط لمستقبله بصورة جيدة، ويحترم الجميع ويتحدث عنهم بلطف ولباقة، وما أذكره جيداً ونحن بحكم المهنة نحتفظ بما نظن أنه سوف نحتاج له في المستقبل، إنّ شريف الفحيل أشاد بالدعم والحب الذي يجده من زملائه الفنانين في أغاني وأغاني، قد يكون ذلك وقتها وقد تكون الأمور تغيرت من بعد ذلك الله أعلم.
هذا عن شريف الفحيل الفنان والنجم الذي حقق نجومية في زمن قياسي فتسارعت خطواته، مما أدى إلى اهتزازه الآن.
من الناحية الإنسانية، يبدو أن شريف الفحيل فنان مرهف وحساس وصاحب مشاعر رقيقة، قد تكون الصدمات، وقد يكون الخذلان، وقد تكون النجومية وضغوطها هي التي أوصلته لهذا الحال، ونحن هنا إذا طالبنا بدعمه، نطالب بدعمه وحمايته أولاً من نفسه.
الفحيل في حاجة الى الاتزان، وفي مثل هذه الأحوال، فإن المَخرج الأفضل هو التقرب إلى الله وفي ديننا الحنيف ملاذ وفي القرآن كل الشفاء، على الفحيل أن يهدأ قليلاً ـ أتمنى أن يتوقف من الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي والابتعاد عنها بشكل نهائي في هذا الوقت، لأنّ ما يجده فيها سوف يزيد عليه الضغوط وسوف يكثر عليه الجدل، والفحيل في حاجة لأن يخرج من هذه الأجواء، لا تظنوا أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يجد فيها الفحيل ملاذاً حتى وإن دعمته، وليس فيها غير الاحتراق.
لقد وضع الفحيل نفسه في المزيد من الضغوط وفنان بهذه الحساسية أجزم أنّ الاتهامات التي يطلقها ستُؤذيه هو نفسه عندما يهدأ ويخلو لنفسه.
هذا الطريق الذي يسير فيه الفنان شريف الفحيل فيه خطورة عليه ويمكن أن ينهي حياته بنفسه إذا وصل مرحلة من الاكتئاب أبعد من ذلك، الأكيد أنّ الضغوط على الفحيل الآن أكثر، والأكيد كذلك أن أعداء الفحيل في ازدياد وفي حالة تربص به.
وحتى تكتمل الصورة أعود إلى كتاب كمال الجزولي عن صديقه الشاعر المرهف عبد الرحيم أبوذكرى وهو يحدثنا عن الدكتور عاصم خليفة أستاذ الموسيقى الذي حدث كمال الجزولي عن أبوذكرى فقال عنه كمال الجزولي: (روى لي عاصم أنّه زار البروفيسور شاقال، بعد ذلك بفترة قصيرة، ليقدم له تعازيه في تلميذه الأثير، وأن شاقال حدثه باطناب وهو في حالة من الحزن الشديد عن أبي ذكرى، واصفاً إيّاه بالذكاء النادر والموهبة الرفيعة. وكشف له أن أبا ذكرى ظل يعاني دائماً من الاكتئاب، ويزور الطبيب النفساني بانتظام، وكان يبدو كما أنه يستجيب للعلاج، وأن حالته مستقرة بوجه عام، غير أن شاقال لاحظ عليه في الآونة الأخيرة بعض الاضطرابات، حيث تفاقمت لديه حدّة الاكتئاب، وأصبح كثير الوساوس والشكوك، ويسيطر عليه إحساس طاغ بأن العالم يفتقر الوفاء).
علينا أن ندعم الفنان شريف الفحيل ليس بالتصفيق والتهليل لما يقوله، علينا أن لا ندفعه للمزيد من الفضائح، علينا أن نُوقفه، ولن يقف الفحيل إلا إذا توقّف عن اتهاماته للآخرين، ولن يتوقّف عن إطلاق الاتهامات إلا إذا خرج من هذه الحالة.
نحن كمجتمع يجب أن لا نحتفي بالإساءات، علينا أن لا نعمل لتشويه الآخرين والترويج للاتهامات التي تُطلق ضدهم.
مع هذا نقول إنّ الاتهامات التي قدمها شريف الفحيل عن وفاة نادر خضر، اتهامات خطيرة، يجب أن يحدث فيها تحقيق قضائي، بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن بين الأشياء التي يجب أن نقف عندها والشئ بالشئ يُذكر (في الرابع عشر من يوليو عام 1944، توفيت الفنانة أسمهان في حادث سيارة غرقًا في ترعة الساحل أثناء توجهها إلى رأس البر لقضاء الإجازة. انتشرت شائعات حول مقتل أسمهان، واتُهمت أم كلثوم بالتورط في الحادث، حيث زعم البعض أن أم كلثوم كانت تغار من أسمهان وتعتبرها منافسة لها. ومع ذلك، لم يتم إثبات أي دليل على صحة هذه الاتهامات، ولا يزال حادث وفاتها لغزًا محيرًا).
عادة في مثل هذه الأحداث يكون هنالك نجوم تلاحقهم مثل هذه الاتهامات، وتقول تفاصيل حادث اسمهان حسب (قوقل):
كانت أسمهان في طريقها إلى رأس البر مع صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، عندما انحرفت السيارة وسقطت في الترعة.
نجا السائق من الحادث وفرّ، مما أثار الشكوك حول طبيعة الحادث.
انتشرت شائعات حول ضلوع جهات مختلفة في الحادث، بما في ذلك أم كلثوم، والملك فاروق، والمخابرات البريطانية والألمانية، وحتى جماعة الإخوان المسلمين، وفقًا لجريدة اليوم السابع.
الملاحظ أنّ المخابرات وأجهزة الأمن دائماً تكون ضالعة في مثل هذه الاغتيالات، فلينتبه شريف الفحيل لذلك وقضية سعاد حسني مازالت مقيدة ضد مجهول ـ هل انتحرت سعاد حسني أم قتلت؟
نعود لوفاة أسمهان وهي للمعلومية شقيقة فريد الأطرش، حيث تقول الرواية: أثارت الشائعات جدلاً واسعًا، خاصةً حول دور أم كلثوم في الحادث، حيث زعم البعض أنها كانت تسعى للتخلص من منافستها أسمهان، وفقًا لجريدة الأنباء الكويتية.
ويبدو أن حوادث الحركة التي يتعرض لها النجوم دائماً ما تخلق نوعاً من الجدل ودائماً ما تظل ملفاتها مغلقة قضائياً ومفتوحة اجتماعياً، والفاعل فيها يبقى مجهولا، هكذا حدث مع الأميرة ديانا، وهكذا حدث مع مقتل خوجلي عثمان ومع حادث الحركة الذي تعرض له محجوب عبد الحفيظ والشيخ الجليل محمد سيد حاج، وحوادث الطيران التي أودت بحياة الزبير محمد صالح والدكتور جون قرنق وإبراهيم شمس الدين وغيرهم، ولا ننسى حادث الحركة الذي تعرض له مجذوب الخليفة، كل تلك الحوادث تثير الجدل والقيل وتطرح التساؤلات والاتهامات، لكن ربما من باب الرحمة تظل تلك الملفات هكذا ملفات سرية، وهي دائماً تقيد ضد مجهول أو تقيد ضد القدر كحوادث قدرية.
فقط علينا أن لا نتهم أحداً بدون أدلة، ففي ذلك إثم كبير، علينا أن ننتبه لذلك ولا نغتال شخصيات بعض النجوم لمجرد اتهامات وُجِّهت لهم في صراعات وخلافات قد تكون شخصية، أو فنية.
الاتهامات وحدها لا تكفي فانتبهوا للذنوب التي يمكن أن تقترفوها لو كانوا أبرياء.
لو أظلموا وشاركوا في الجريمة فإن الله يمهل ولا يهمل، وإن كانوا أبرياء فلا تقعوا في الإثم.
أخيراً نقول لشريف الفحيل إنّ الدنيا ليست وردية، وإنّ الإنسان المتحضر خرج من الغابة ولكنه جاء بالغابة لمجتمعه.
غني يا شريف.. أرجو أن تفعل ذلك، غني ولا تتحدث ولا يغرنك لمام الذين يصفقون لك الآن ويهتفون وأنت توزع في اتهاماتك للغير، هؤلاء سوف يكونوا أوائل المغادرين عندما تقع، انتبه حتى لا تُخذل مرة أخرى.

متاريس
الليلة ما في تُـروس.
..
ترس أخير: ولا حتى تِـرس.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد