ورمضان يلفظ أنفاسه الأخيرة، لمع نجم عدد من مقدمي البرامج الدينية في الفضائيات السودانية وإزدات شهرتهم وصاروا الأكثر طلبا وأجراً.
ومن الملاحظ على البرامج الدينية زيادة مساحة الإعلانات داخل برامجهم لدرجة أن ظهور بعضهم صار حصريا على قناة واحدة طوال رمضان بعقود شبه احتكارية تمنعهم من الظهور في قناة أخرى.
ولكن على النقيض خبا نجم شيوخ آخرين، بعد التماع، لأسباب كثيرة أهمها قربهم وبعدهم من قضايا وهموم وآمال الشعب السوداني عقب الثورة الظافرة.
القرضاوي وحادثة غريبة
ورغم أن البرامج الدينية انطلقت مع إنشاء التلفزيون عام 1963 إلا أنها حتى نهاية الثمانينات كانت تعد على أصابع اليد الواحدة وكان من أشهر نجومها البروفسير عبد الله الطيب مقدم برنامج (سير وأخبار).
ويقول مدير القناة السودانية الأسبق الأستاذ محمد أبشر لموقع (خرطوم ستار) إن عددها زاد بعد تحول البث الأرضي للفضائي في التسعينيات على يد مدير التلفزيون وقتها المهندس الطيب مصطفى بحداثة في الصورة والمحتوى.
ويضيف: “تزامن ذلك مع زيارة الشيخ د. يوسف القرضاوي للتلفزيون حيث استفسر عن غرفة مكياج للرجال ليأخذ زينته ولما لم يجدها أفتى بمشروعيتها بعد أن كانت وقتها من المحرمات”.
القناة الطاهرة
وقد أطلق سكان دول الخليج على التلفزيون بعدها اسم (القناة الطاهرة) لكثافة البرامج الدينية التي كان نجومها الشيخ محمد أحمد حسن مقدم برنامج (الدين النصيحة) ود.عبد الحي يوسف (ديوان الافتناء) والبروفسير التجاني حسن الأمين (وجه النهار) ود.سيد احمد العقيد (قطوف) ود.امين حسن عمر (المنتدى الفقهي).
وقد سبقتهم حواء بسنوات حين قدمت د.عائشة الغبشاوي برنامج (الأسرة المسلمة) وكل ذلك قبل ظهور الفضائيات الجديدة.
خوف من الجمال والإبداع
ويؤكد خبراء أن الطرق التقليدية النمطية في تقديم البرامج الدينية تجعل المشاهد يهرب بالريموت بعيداً مهما كان المقدم نجماً كبيراً وهذا ما أكدته الباحثة رقية عثمان كرتي في رسالة ماجستير أجازتها جامعة القران الكريم والعلوم الإسلامية بعنوان (البرامج الدينية في تلفزيون السودان ودورها في نشر الوعي الإسلامي).
وقالت إن الدين مرِن ويدعو للجمال لكن التلفزيون كان يمنح أموالاً قليلة لإنتاج برامج الدين ويترك أمرها للمتعاونين ويرفض استخدام المؤثرات الفنية والديكور الجاذب ويخاف البعض من التجديد فتخرج خالية من الإبداع.
محمد سيد حاج الأكثر مشاهدة
ورغم رحيله قبل 9 سنوات إلا أن الشيخ الراحل محمد سيد حاج لا يزال نجم برامج الفضائيات الأول وظل برنامجه (هذا نبينا) الأكثر مشاهدة بالفضائيات حتى اليوم وذلك لظهوره التلفزيوني الطاغي وحديثه الجامع بين العلم والإيمان إلي جانب جزالة ألفاظه و تناسق عباراته ولطافته.
محمد أحمد حسن .. ملك العفوية
ويحقق الشيخ محمد أحمد حسن مقدم برنامج (فتوي) بقناة الشروق هذه الأيام نجومية عالية خاصة بالولايات لأسلوبه السلس والميل إلى السهل الممتنع والعفوية واللهجة المحلية والدارجية مع بعض الطرافة في تسهيل مسائل الصيام ودعوته بالحسنى.
(قٌم) يا عبد الحي
وقد تراجعت نجومية الشيخ د.عبد الحي يوسف أخيراً خاصة وسط الشباب وقد كان يشاهد في رمضان عبر قناة (طيبة) وصوهوجمار يُهاجم إسفيريا لمواقفه السياسية المتشددة.
وقد هوجم بمسجده بالعبارة الشهيرة (قٌم) أيام حكومة الإنقاذ، وهوجم أكثر لآراءه السلفية المتشددة وقيادته لتيار نصرة الشريعة ودولة القانون المناوءة لقوى الحرية والتغيير وكذلك فقد القيادي بالتيار نفسه الشيخ د.محمد علي الجزولي بعض من جمهوره الذي كان يشاهد برامجه بتلفزيون السودان.
بصاق محمد المصطفى وإمامة مهران ماهر
وكذلك الحال مع الشيخ محمد المصطفى عبد القادر الذي كان نجماً لامعاً يشاهد عبر قناة (الاستجابة) التابعة لجماعة أنصار السنة إلا أن كثير من الناس انفض عنه لمهاجمته للثوار والكنداكات في اعتصام القيادة والبصق في وجوههم في حين ارتفعت أسهم الشيخ مهران ماهر الذي أم المصلين في صلاة الجمعة أكثر من مرة بالقيادة.
ويسالونك وتحسبونه هيناً
ويظل نجم الشيخ الحبر يوسف نور الدائم لامعاً وهو يقدم للسنة الرابعة برمضان برنامجه (أحسن الحديث) بقناة الشروق وكذلك علا نجم الشيخ د.محمد الأمين إسماعيل مقدم برنامج (ويسالونك) والشيخ أسامة سليمان مقدم برنامج (الفترة الدعوية) عبر التلفزيون القومي.
وكذلك ارتقى نجم شيخ الصوفية صلاح الدين البدوي الخنجر عبر قناة أم درمان، وقد غاب عن الساحة هذا الموسم الشيخ محمد هاشم الحكيم مقدم (فتاوى) بقناة النيل الأزرق.