صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نحن أنصار القوات المسلحة بقدر إنتماءنا للوطن…كيف يربط البعض بين الشعائر الدينية والمؤتمر الوطني والكيزان؟

141

نحن أنصار القوات المسلحة بقدر إنتماءنا للوطن…كيف يربط البعض بين الشعائر الدينية والمؤتمر الوطني والكيزان؟

أبوعاقله أماسا
* كنت برفقة أخ وصديق في زيارة إلى أحد قادة الحركة الشعبية في مناطق سيطرتها ذات جمعة من العام ٢٠٢١، وذلك القائد الذي تربطني به صلات مودة ورحم، وكان معه مجموعة من رفاقه وبعض من يشبهون حاشية السلطان من شعراء البلاط ممن نسميهم في الخرطوم بالمطبلاتية وماسحي الجوخ، من يضحكون لأسخف نكتة يطلقها المسؤول، وبينما نحن في مجلسنا ذاك، وقد انتهيت من مهمتي الرسمية وانخرطنا في حوار الشأن العام وبعض الثرثرات هنا وهناك إرتفع النداء للصلاة من مسجد قريب، وكان هو الأذان الأول لصلاة الجمعة، فانسحبنا أنا وصديقي من المجلس بعد الإستئذان على أن نعود بعد الفراغ من صلاةالجمعة، وفي تلك اللحظة إلتقطت من همهمات الحضور تعليق أحدهم بأن هؤلاء هم (المؤتمر الوطني) بتاعيننا (يقصدني أنا وصديقي).. فنظرت لصاحبي ووجدته يحدق في وجهي فأطلقنا ضحكة وكأننا اتفقنا على شيء، فسمعها من بالمجلس.. وبالتأكيد فهمها من فهمها ومرت على من لم يفهمها وكأنه لم يسمعها.
* كنت على معرفة ربما أكثر من غيري بأن الناس هناك يكرهون الكيزان والمؤتمر، لم يتعاملوا معهم مباشرة ولا يعرفون عنهم أكثر من أنهم يحاربونهم ويقصفونهم بالطائرات، وقد شكلت هذه الحرب هذه العلاقة وحددت حجم الكراهية، ولكن ليس لدرجة أن يرتبط كل شيء في حياتنا بالكيزان، وليس لدرجة ربط الشعائر الدينية بالمؤتمر الوطني ومن يلتزم بالشعائر الدينية بالضرورة ينتمي إليهم.. فهذه من أعاجيب البشر، وأهلي هناك معذورون لما مروا به ومايزالوا من ضغوط وحرمان من أبسط حقوق المواطنة، ولكن من غير المقبول أن يسلك بعض المتعلمين والمثقفين والسياسيين منهم من يعيش بالمدن وأكثرهم المهاجرين ذات النهج ويربطون كل شيء في حياتنا بالمؤتمر الوطني والكيزان.. ولا يفرقون بين ماهو ضد السودان وما كان ضد الكيزان..!
* من قال لهؤلاء أننا مطالبون بتحديد موقفنا من الدين الإسلامي بحسب علاقتنا بالكيزان ومؤتمرهم الوطني؟.. ومن قال لهم أن كل من يلفظ كلمة (الوطني) إنما يقصد المؤتمر الوطني؟.. ثم من قال لهم وبأي منطق أن من يناصر الجيش في معركة الكرامة هو بالضرورة إسلامي وكوز ومؤتمر وطني؟
* موقف (العامة) ونحن منهم في هذه الحرب مبني على حقائق مهمة، أولها أننا مع جيش الدولة من حيث المبدأ، ومع حرية الحياة المدنية كما جاء من المنظرين الكبار والأوائل، ومع سيادة القانون، وبغض النظر عن تصنيف أغلبية من يتبعون للجيش، كانوا شيوعيين أو بعثيين أو أنصار وحزب أمة، أو إسلاميين فهو جيشنا… جيش السودان وليس غيره.. ثانياً: نحن ضد السلوك الهمجي والبربري الذي تنتهجه قوات الدعم السريع، وسوف نحارب نشاطها الموجه مباشرة ضد المواطن والحياة بصورة عامة، بدليل أنهم قضوا عليها في أي مكان وطئته أقدامهم، فسرقوا ونهبوا واغتصبوا وباعوا المخدرات وأفسدوا الشباب فهل تحتاج محاربة هذه الأشياء للكيزان أم تحتاج لأشخاص ذوي بصيرة؟..!
* هذه حقائق عايشناها بأنفسنا ولم تنقل إلينا، ونرى أنه من الفطرة السليمة محاربتها، أما موقفنا من الكيزان والمؤتمر الوطني فهو معروف وثابت، وعندما كانوا في أوج حكومتهم وسطوتهم كتبنا عنهم ما لم يكتبه أو يقله من ارتفعت أصواتهم بعد سقوط حكومتهم.. وسنكتبه ونقوله أيضاً إذا عادوا مجدداً بذات أسلوب حكمهم القديم لاقدر الله..!
* أما الآن فنحن أنصار القوات المسلحة السودانية، بقدر إحساسنا بالإنتماء للوطن..!!

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. Abu Hamid يقول

    شكرا لك اخ ابو عاقلة ، فقد اوفيت و كفيت.
    المصيبة في السودان ان جل المثقفين و المتعلمين هم آفة هذا البلد ، و يصورة اخص من يطلقون على انفسهم سياسيون، لانهم يتعمدون (نعم يتعمدون مع سبق الاصرار) اطلاق اوصاف و نعوت لكل من يختلف معهم في الراي او الموقف.
    الوطنية و مصلحة المواطن عند هؤلاء لا يساوي شيئا. المهم عندهم المصالح الشخصية اولا ثم الحزبية او الايديلوجية.
    الغريب ان اليساري السوداني يستطيع التعامل مع اي شخص و اي كيان (حتى الاسلامي) ما عدا مع الاسلامي السوداني حتى لو كان معتدلا او معارضا للمؤتمر الوطني. و في نفس الوقت الاسلامي السوداني يستطيع التعامل مع الشيوعيين و اليسار و العلمانيون باستثناء اليساري السوداني، و دونكم علاقة الانقاذ الجيدة مع الصين و روسيا و العراق و سوريا البعثيتين.
    اعقلو يا سياسيين و يا مثقفين، فكراهيتكم لبعضكم وعدم تحمل البعض و عدم التفريق بين الوطن و الخيانة، و بين الحزب و عقيدة عامة الشعب، سيورد بلادنا موارد الهلاك و سوف تصحون يوما لتجدو ان البلد قد راح في خبر كان و لن تجدو ما تتصارعون عليه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد